سقوط «فيلسوف الإخوان» راشد الغنوشي

كتب: سحر المكاوى

سقوط «فيلسوف الإخوان» راشد الغنوشي

سقوط «فيلسوف الإخوان» راشد الغنوشي

بعد نحو عام وثمانية أشهر من تولِّى رئيس حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشى، رئاسة مجلس نواب الشعب التونسى، ظن رفاقه من الإخوان أنهم أحكموا قبضتهم على البلاد، لكن جاءت قرارات الرئيس قيس سعيّد بتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، بمثابة المقصلة التى قطعت رأس «الجماعة».

قرارات الرئيس التونسى نزلت كالصاعقة على رأس «الغنوشى» الذى تولَّى رئاسة البرلمان فى الثالث عشر من نوفمبر عام 2019، وهاجم «الغنوشى» الرئيس التونسى، معلناً رفضه لقراراته التى أعلنها مساء الأحد 25 يوليو الماضى وقرر الدخول فى اعتصام مفتوح أمام البرلمان، إلا أنه فض اعتصامه بعد نحو يوم إثر رشقه بالحجارة من قِبَل مؤيدين لقرارات الرئيس.

لم يستوعب عقل «فيلسوف الإخوان» الأمر، فالأمور كانت تحت السيطرة ولم يكن يتوقع السقوط النهائى للحركة بهذه السرعة والسهولة، فسقط مغشياً عليه وتم نقله لمستشفى عسكرى للعلاج إثر وعكة صحية ثم جرى الإعلان عن خروجه منها فى اليوم نفسه.

راشد الغنوشى، الذى شهدت حركة النهضة انقساماً خلال الفترة الأخيرة من رئاسته، بين مؤيدين لتوليه فترة ثالثة، ومعارضين لتعديل القانون الداخلى للحركة الذى يمنع توليه الرئاسة لأكثر من دورتين متتاليتين، كتبت قرارات الرئيس التونسى شهادة وفاته سياسياً.

وُلد «الغنوشى» واسمه الحقيقى راشد الخريجى، فى 22 يونيو 1941 بمدينة الحامة من ولاية قابس جنوب شرق تونس، فى عائلة متواضعة تعمل فى الزراعة، وتلقى تعليمه الابتدائى فى مدارس الحامة، وبعدها انتقل إلى العاصمة والتحق بجامع الزيتونة لمواصلة تعليمه.

اتجه «راشد» سنة 1964 إلى مصر ثم سوريا حيث حصل سنة 1968 على الإجازة فى الفلسفة من جامعة دمشق، ثم سافر إلى باريس التى أمضى فيها فترة قصيرة ليعود نهاية الستينات إلى تونس، ليعمل أستاذاً للفلسفة فى مدارس ثانوية بتونس العاصمة.

وبعد 20 عاماً قضاها فى لندن، هرباً من الاعتقال فى بلاده، عاد «الغنوشى» إلى تونس بعد ثورة 2011 وسارع إلى ترخيص حزب النهضة، الذى أسسه مع رفاقه عام 1981، تحت مسمى حركة الاتجاه الإسلامى، ثم «النهضة» لاحقاً لتأتى قرارات الرئيس قيس سعيّد فى يوليو المنقضى لتكتب نهاية «فيلسوف الإخوان».

 


مواضيع متعلقة