مذكرة راشد الغنوشى ‬حول جماعة «الإخوان ‬المسلمين‮»‬ فى ‬مصر‬

مصطفى بكرى

مصطفى بكرى

كاتب صحفي

تقدم راشد الغنوشى ‬زعيم حزب النهضة التونسى، ‬بورقة بحثية أمام التنظيم الدولى ‬لجماعة الإخوان فى ‬اسطنبول مؤخراً‮. تناولت الورقة التى ‬قرأها ممثل عن‮ ‬الغنوشى ‬أمام الاجتماع الأخير للتنظيم وضع الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر‮ ‬وسوريا وفلسطين‮.‬‬‬‬‬‬‬ تضمنت الورقة نحو‮ (‬ستين صفحة‮) ‬وجاءت بعد اجتماع لقيادة الإخوان فى ‬مصر وفى ‬سوريا كلٌ على ‬انفراد فى ‬نهاية شهر‮ ‬أبريل الماضى.‬‬‬‬ وكان الغنوشى ‬قد سبق أن بعث بهذه الورقة من قبل إلى ‬كل من حسن الترابى (‬السودان‮) ‬وهمام سعيد‮ (‬الأردن‮) ‬ورياض الشقفة‮ (‬سوريا‮) ‬وبعض قيادات الإخوان فى ‬لندن، ‬حيث طلب دعمهم لها خلال عرضها على ‬التنظيم الدولى.‬‬‬‬‬‬ غير أن هذه الورقة اعتُبرت من جانب الغالبية العظمى ‬انقلاباً جذرياً فى ‬تفكير راشد الغنوشى، ‬كما أن الورقة أزعجت أردوغان وجماعة الإخوان فى ‬مصر كثيراً، ‬حيث طالبوا بحفظ الورقة والتكتم عليها وتأجيل مناقشتها إلى ‬وقت لاحق، لأنها تحمل فى ‬طياتها تأثيرات سلبية ومخاطر على ‬مسيرتهم وخططهم فى ‬مصر التى ‬سبق أن اتفقوا عليها بتاريخ ‮‬14 مارس ‬2014‭‬.‬‬ كانت ردة فعل «الغنوشى» ‬على ‬هذا القرار‮ ‬غاضبة لأن الورقة لم توزع على ‬البلاد المعنية واتهم «الغنوشى» ‬بعد تسريبها بعشرة أيام أنه‮ ‬يقف وراء ذلك على ‬عكس رغبة وقرار التنظيم الدولى ‬للإخوان‮.‬‬‬‬ ‮■■■‬‬ فى ‬بداية الورقة وصف «الغنوشى» ‬قيادة الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر وسياستهم المرتبكة والارتجالية بأنها صبيانية‮.‬‬‬‬ وبعد أن أسهب مطولاً‮ ‬فى ‬الحديث عن التجربة المصرية قال‮ «‬كان حظ المصريين أن تجربة الربيع العربى ‬قد سبقتهم، ‬وكان لديهم الوقت الكافى ‬لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر بشأنها ليتجنبوا سلبيات تجربتنا فى ‬تونس ويركزوا على ‬الإيجابيات فيها، ‬ولكن للأسف انطلق الإخوان فى ‬مصر وكأن شيئاً لم‮ ‬يحدث فى ‬دولة شقيقة لهم، ‬بقيادة أشقاء وإخوان‮ ‬يشاركونهم نفس النهج والتجربة ولم‮ ‬يكلفوا خاطرهم باستشارتنا».‬‬‬‬‬‬ وقال «الغنوشى»: «‬لقد فرضنا أنفسنا عليهم وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم فى ‬العديد من المواقف ولكن لا حياة لمن تنادى».‬ وقال‮: «‬لم تكن تجربة الإخوان فى ‬مصر مع بدايات ثورة الشعب المصرى ‬منذ الأيام الأولى ‬لثورة‮ ‬25‮ ‬يناير تمضى ‬فى ‬طريقها الطبيعى، ‬بل لاحظت أن ارتباكاً كبيراً وتردداً عميقاً‮ ‬يسود قيادة الإخوان فى ‬مصر‮.‬‬‬‬‬‬ فقد كان هناك جزء من القيادة‮ ‬يدعو للمشاركة فى ‬الثورة، ‬وجزء آخر‮ ‬يدعو للانتظار، ‬والثالث كان‮ ‬يريد المراقبة والترقب، ‬بينما نزل الشعب المصرى ‬بأسره إلى ‬الشوارع من واقع الظلم والمعاناة والجوع والفقر‮».‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬لا‮ ‬يمكن لأى ‬حزب ولا أى ‬قيادة أن تدعى ‬أنها صاحبة الانطلاقة فى ‬هذه الثورة، ‬فقد التحق الإخوان كغيرهم بالجماهير بدلاً‮ ‬من أن‮ ‬يقودوها وكان الإخوان كغيرهم حذرين من هذا التحرك الشعبى، ‬لم‮ ‬يراهنوا للحظة على ‬نتائجه، ‬ولم‮ ‬يريدوا أن‮ ‬يدفعوا ثمن مشاركتهم فى ‬حال فشلت هذه الثورة الشعبية، ‬مع أنهم طيلة السنوات الماضية كانوا‮ ‬يدفعون ثمناً باهظاً‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ «لم أقتنع بحذرهم ولا بأسبابه، ‬لأنهم لم‮ ‬يكونوا وحيدين، ‬فهناك‮ ‬غطاء شعبى ‬عفوى، ‬كان من الممكن التحكم فيه وصياغة نتائجه بقدر انخراطهم مع الشعب وثورته، ‬وعندما التحقوا بالثورة كان الموقف ضبابياً، ‬فالبعض شارك والبعض ساوم وهناك من فاوض عمر سليمان»‮.‬‬‬‬ وقال «الغنوشى»: «‬فى ‬اليوم السادس للثورة فى ‬مصر اتصلت بمكتب الإرشاد وقلت لهم ما أسمعه وأشاهده عبر وسائل الإعلام، ‬وقلت لهم أهنئكم سلفاً بانتصار الثورة، ‬والشعب لن‮ ‬يخطو أى خطوة للوراء، ‬فألقوا بكل ثقلكم فيها، ‬فما نشاهده وما نسمعه عبر وسائل الإعلام‮ ‬يبشر بالنصر، ‬وقلت لهم اعملوا على ‬تأطير الجماهير وحددوا مطالبها حسب الأولويات، ‬ولا تساوموا، ‬ولا تفاوضوا على ‬بقاء النظام، ‬لأن الجماهير فى ‬هذه الحالة سوف تلفظكم وتسقطكم بمعية النظام‮».‬‬‬‬ وقال: «‬أنا لا أخفى ‬أن جيل الشباب فى ‬الإخوان كان متحمساً ومنخرطاً وخالف قيادته فى ‬كثير من المراحل، ‬ولم‮ ‬يكن هناك تقسيم أدوار لأن أعين قادة الإخوان منذ البداية كانت منصبة على ‬المفاوضات والمساومات‮».‬‬ وقال‮: «‬مع أول دعوة وُجهت من النظام للحوار، ‬نصحت الإخوة فى ‬مصر بعدم التجاوب معها وبألا‮ ‬يكونوا طرفاً فى ‬هذا الحوار، ‬وقلت لهم إن من سيذهب إلى ‬الحوار لن‮ ‬يمثل أحداً، ‬لأن هيبة الشارع تزداد وعنوان إسقاط النظام أصبح الشعار الذى ‬لا رجعة عنه، ‬وأى ‬حلول وسط هنا أو هناك سوف‮ ‬يسقطها ميدان التحرير فوراً‮».‬‬‬‬‬ وقال: أجابنى ‬البعض منهم وقالوا ‬يا شيخ راشد إن تجربتنا تختلف كثيراً عن تجربة تونس، ‬فأهل مكة أدرى ‬بشعابها، ‬أى ‬إنهم رفضوا منى ‬حتى ‬النصيحة وإبداء الرأى‮».‬ وقال‮: «‬لقد سارت الأمور وسقط النظام على ‬صخرة صمود الشارع المصرى ‬مع أن كل الأحزاب وفى ‬طليعتهم الإخوان المسلمون كانوا‮ ‬يساومون النظام على ‬تغيير شكله وليس جوهره‮».‬‬‬ وقال «الغنوشى»: «‬لقد أثلج صدرى ‬كثيراً عندما قالوا إننا لن ننافس على ‬أغلبية المجلس، ‬بل سوف نسهم مع بقية الأحزاب بثقل معقول‮».‬ وقال: «‬لقد حصلت انتخابات مجلس الشعب‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬نوفمبر‮‬2011، ‬ثم أعلنوا أنهم لا‮ ‬يفكرون مطلقاً بالتنافس على ‬رئاسة الدولة‮»‬ ‬فقلت‮ ‬إن هذا موقف عظيم وحكيم، ‬ورددت أن إخوتى ‬فى ‬مصر قد فهموا الدرس جيداً وبدأوا‮ ‬يستخلصون العبر والنتائج بإيجابية‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬لكن الأمور سارت عكس ما قالوا، حيث مارسوا الهيمنة على ‬المجلس فشكلوا لجانه وفق رغباتهم ومصالحهم ولم‮ ‬يراعوا للحظة باقى ‬شرائح الشعب المصرى ‬التى ‬صنعت الثورة، ‬فلم‮ ‬ير المواطن المصرى ‬فيما حصل سوى ‬استبدالهم بالحزب الوطنى (‬المنحل‮) ‬الإخوان المسلمين‮».‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬إن هذا‮ ‬يعنى ‬أنهم لم‮ ‬يكونوا قريبين من نبض الشارع، ‬ولم‮ ‬يحققوا شيئاً مما ناضل الشعب المصرى ‬من أجله، ‬غايتهم كانت السلطة والمناصب فاستأثروا بها بطريقة أكثر فجاجة من طريقة مبارك ونظامه وسيطر عليهم الغرور‮».‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬إن نتائج انتخابات مجلس الشعب لمن‮ ‬يريد أن‮ ‬يقرأها قراءة دقيقة لم تعكس قوة وغالبية الإخوان المسلمين فى ‬مصر، ‬فلم تكن سوى ‬تعبير عاطفى ‬من الشعب المصرى، ‬حيث إن المصريين انتخبوا من اضُطهد وحُبس وقُمع وضُرب من النظام السابق، ‬لم‮ ‬يكن للإخوان برنامج انتخابى ‬على ‬كافة الأصعدة، ‬ولهذا جاءت النتيجة على ‬شكل انتخاب‮ (‬طيشة النصر)».‬‬‬‬‬ وقال «الغنوشى»: «‬إن الإخوان لا‮ ‬يريدون الاعتراف بأن تجربتهم فى ‬إدارة الدولة محدودة، ‬إن لم تكن معدومة، ‬وكان بإمكانهم أن‮ ‬يستفيدوا من خبرات وكفاءات كثيرة موجودة وستكون المحصلة لصالحهم ولصالح نهجهم‮».‬‬‬ وقال‮: «‬إنهم لم‮ ‬يأتمنوا أى ‬طرف وعاشوا أجواء المؤامرة وتقوقعوا على ‬أنفسهم وانحصروا وتحاصروا وابتعدوا كثيراً عن الشارع الذى ‬كان‮ ‬ينتظر الكثير منهم، ‬ولكن للأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها وابتعدوا عن الشعب فعزلهم‮».‬‬‬‬ وقال‮ «‬كانت الصدمة الأكبر عندما أخذهم الغرور كثيراً فأرادوا أن‮ ‬يُحكموا سيطرتهم على ‬مفاصل الدولة كلها بأدوات قاصرة، ‬وعلى ‬كل الأصعدة فقرروا المشاركة فى ‬انتخابات الرئاسة المصرية‮ ‬يوم‮ ‬5‮ ‬أبريل ‮ ‬2012‮ ‬ بترشيح خيرت الشاطر، ‬ثم تغييره بمحمد مرسى ‬يوم‮ ‬8‮ ‬أبريل‮».‬2012‮‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وقال‮ «‬إن هذا القرار لم‮ ‬يحز فى ‬البداية على ‬رضا قاعدة الإخوان، ‬وكان بمثابة صدمة للشارع المصرى ‬الذى ‬كان مهيأً بأن الإخوان لن‮ ‬يشاركوا فى ‬انتخابات الرئاسة‮».‬‬‬‬ وقال‮ «‬لقد جاءنى ‬هذا الخبر وكنت فى ‬اجتماع لمجلس الشورى ‬لحزب النهضة، ‬فقلت لنفسى ‬وللمجتمعين‮: «‬الله‮ ‬يعوض عليكم فى ‬إخوانكم فى ‬مصر، ‬فلقد قرروا بهذه الخطوة كتابة سرعة نهاية تجربتهم‮».‬‬‬‬ وقال‮ «‬لقد بادرت واتصلت بهم وحذرتهم من هذه الخطوة وقلت لهم إن الوضع‮ ‬غير موات فلا تمسكوا بكل أوراق اللعبة وحدكم، ‬شاركوا الجميع فعبئكم كبير، ‬والمسئولية ضخمة، ‬فلا تكونوا المسئولين الوحيدين عن الفشل، ‬لا تستمعوا لمن‮ ‬يخدعكم من الداخل والخارج، ‬فأنتم أصحاب القرار‮».‬‬‬‬ وقلت لهم‮ «‬إن الرئاسة عبء كبير عليكم، ‬ومصر عبء على ‬الجميع، ‬ابحثوا عن شخصية قومية عربية إسلامية تكون بجانبكم وفى ‬الصدارة لتحمل المسئولية ولو شكلاً، ‬إياكم ثم إياكم، ‬فبعض الأطراف الخارجية تريد الزج بكم فى ‬مواجهة الشعب المصرى ‬فلا تخطئوا‮».‬‬ وقال «الغنوشى»: «‬إن كل ما قلته وقاله‮ ‬غيرى ‬من إخوانى ‬فى ‬تونس وغيرها، ‬لم‮ ‬يلق آذاناً صاغية عند قيادة الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر، ‬فقد كانت الجماعة تعيش حالة من الغرور الذى ‬لا‮ ‬يوصف، ‬لقد خدعوا أنفسهم قبل أن‮ ‬يخدعوا‮ ‬غيرهم، ‬أعلنوا مرشحهم للانتخابات ونزل‮ ‬غيرهم، ‬وأبلغونى ‬أن تقديراتهم كانت تشير إلى ‬أن مرشحهم سوف‮ ‬يحصل على ‬أكثر مما سيحصل عليه باقى ‬المرشحين، ‬أى إنهم سيحسمون النتيجة فى ‬الدورة الأولى ‬من انتخابات الرئاسة‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬لقد كانت الصدمة كبيرة عندما لم‮ ‬يحصلوا على ‬أكثر من خمسة ملايين صوت فى ‬الجولة الأولى ‬بتاريخ‮ ‬24‮ ‬مايو 2012، ‬فأدركت وأدرك معى ‬الآخرون أن الشعب المصرى ‬بدأ حسابه مبكراً مع الإخوان وأن باب الحساب لن‮ ‬يغلق بعد اليوم‮».‬‬‬‬‬‬ وقال: «الغنوشى»: «‬لقد اتضح من وراء ذلك أن قوة الإخوان كحزب تاريخى ‬فى ‬مصر تمثلت بخمسة ملايين صوت فى ‬الدورة الأولى ‬وثبت أن هذا ما‮ ‬يقدرون على ‬حشده من تنظيمهم والتنظيمات المتحالفة معهم‮».‬‬ وقال‮: «‬أنا شخصياً لم أُصدم، ‬فقد حاولت التدخل من جديد، ‬وقلت لهم لقد تساوت أصوات مرشح النظام السابق تقريباً مع أصوات الأخ محمد مرسى، ‬أتمنى ‬عليكم أن تنسحبوا من المعركة، ‬وافتحوا المجال للرجل الذى ‬حصل على ‬الترتيب الثالث‮ (‬حمدين صباحى‮) ‬لينافس مرشح النظام السابق، ‬وقلت لهم‮: «‬انسحبوا لصالحه وادعموه بكل قوة وأنا على ‬ثقة بأن النتيجة ستكون ساحقة وماحقة لرموز النظام السابق وسيسجل لكم التاريخ هذا الموقف، ‬وسيمهدون الطريق لكم فى ‬مراحل مقبلة‮».‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬لقد وقعنا فى ‬أخطائكم فى ‬تونس، ‬ولكن دفعنا ثمنها كثير‭‬اً، ‬خذوا تجربتنا واستفيدوا منها قبل أن تدفعوا الأثمان فى ‬مصر، ‬وكان الجواب بالرفض ولا حياة لمن تنادى‮».‬‬‬ وقال‮: «‬لقد واصل الإخوان الانتخابات فى ‬الجولة الثانية وأعلنوا نجاحهم‮ ‬يوم‮ ‬18‮ ‬يونيو ‮‬2012، ‬وبدأت الفجوة بينهم وبين الشعب المصرى ‬تتسع، ‬بعد أن أصبح هناك رئيس‮ ‬ينتمى ‬للإخوان وهو عضو فى ‬مكتب الإرشاد وشكل حكومة جديدة بتاريخ‮ ‬12‮ ‬أغسطس‮ ‬2012‮ ‬راحت تسرع وتتصارع من أجل تمكين الإخوان من مفاصل الدولة المصرية‮».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬لقد واصلوا العمل فى ‬الرئاسة والحكومة بطواقم إخوانية صرفة، ‬لا خبرة لها فى ‬إدارة الدول، ‬والشعب كان‮ ‬يغلى ‬بينما قادة الإخوان لا‮ ‬يعيرون أى ‬اهتمام لذلك، ‬واستهتروا بالشعب وتحركاته ومطالبه وخاضوا معاركهم الجانبية هنا وهناك تحت شعار‮ ‬أن فلول مبارك عائدة ‬مع أن نظام مبارك سقط ولن‮ ‬يعود بأى ‬شكل من الأشكال، ‬لكن الحقيقة هى ‬أن الشعب المصرى ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يرى ‬أى ‬فرق ما بين فلول مبارك ودولة الإخوان‮».‬‬‬‬‬‬‬‬ «كان الجيش‮ ‬يراقب ويتدخل هنا وهناك، ‬والتقى ‬قادته بالرئيس وقادة الإخوان، ‬لم‮ ‬يستجيبوا لمطالبهم ولم‮ ‬يتجاوبوا مع أدناها، ‬لأن اللحظة النرجسية والغرور الإخوانى ‬كان مسيطراً، ‬فلم‮ ‬يستمعوا لأحد وابتعدوا عن استخلاص العبر‮».‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬كانت هناك دعوات من قبل تنظيمات وأحزاب وأشخاص أدت إلى ‬القيام بتحركات وفعاليات لكن تقديرات الإخوان أن هذا سيكون هزيلاً، ‬بل سبقوهم بتحركات موازية، ‬ولكن للأسف كانت هزيلة‮».‬‬ وقال‮: «‬عندما تحرك الشعب ونزل إلى ‬الشوارع أعطوا فرصة للإخوان ليستدركوا ويتراجعوا ويراجعوا، ‬لكن للأسف نزلت الملايين فى ‬30‮ ‬ يونيو، ‬والإخوان ظلوا‮ ‬يناقشون ويجادلون ويكابرون بأن من نزلوا لا‮ ‬يتجاوز عددهم العشرات أو مئات الآلاف‮».‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬بعد هذا الجدل المقيت حدث ما حدث، ‬وأنا أتفق مع ما‮ ‬يقوله الإخوان بأن ما حدث هو انقلاب‮ ‬100٪‮ ‬لكنى ‬أسألهم، ‬أليسوا هم المسئولين عن هذا‮ (‬الانقلاب‮) ‬المغطى ‬بحاضنة شعبية فاقت أضعاف ما حصلوا عليه من أصوات فى ‬انتخابات الرئاسة؟‮!».‬‬‬‬‬‬‬ وقال‮: «‬لا تفهمونى ‬خطأ، ‬أنا ضده‮ (‬الانقلاب‮)‬ وأطالب بالرجوع عنه، ‬ولكن هذا أصبح الآن من الماضى، ‬فعلى ‬الجميع استخلاص العبر خاصة بعد لجوء الإخوان إلى ‬تنظيمات جهادية وسلفية لمساعدتهم فى ‬مواجهة حكم‮ (‬العسكر‮) ‬وعودة‮ (‬الشرعية‮)»!!‬‬‬‬‬‬‬‬ وقال‮ «‬إن هذا تكتيك قد أتفق معه، ‬ولكن ما أحرّمه الآن هو أن ما وصلنا إليه فى ‬مصر أن تنظيم الإخوان فى ‬مصر قد بدأ‮ ‬يعمل تحت إمرة التنظيمات الجهادية والسلفية وفق ما‮ ‬يقررون هم، ‬أما الإخوان فيسيرون خلفهم‮».‬‬‬‬ وقال الغنوشى: «‬أنا أخشى ‬ما أخشاه ألا نجد فى ‬القريب والمستقبل المنظور تنظيم الإخوان التاريخى ‬فى ‬مصر، ‬حيث إن الغالبية العظمى ‬من شبابه قد بدأت تنخرط وتتعايش مع التنظيمات الجهادية والسلفية المنتشرة فى ‬مصر ومحيطها، ‬وأن الإخوان سيجدون أنفسهم رهينة فى ‬يد هذه التنظيمات‮».‬ وقال‮: «‬أبعث لكم هذه المطالعة لأطرح عليكم بضرورة التفكير العميق والهادئ للحفاظ على ‬ما تبقى ‬من زخم الإخوان وقوتهم لإعادة بناء مشروعنا من جديد وهو لن‮ ‬يتم إلا بالحوار مع الدولة والأحزاب‮».‬‬‬ وقال‮: «‬إن أردتم ذلك فأنا على ‬استعداد لأن ألعب دور الجسر لتعبروا عليه من أجل إعادة البناء والحوار والتفاهمات، ‬فلا‮ ‬يجوز للإخوان أن‮ ‬ينعزلوا عن الحياة السياسية فى ‬مصر، وأرى ‬أن عليهم أن‮ ‬يعيدوا التفكير وأن‮ ‬يشاركوا فى ‬العمل السياسى ‬وأن‮ ‬ينخرطوا فى ‬الانتخابات البرلمانية المقبلة ببرامج ومشاريع جديدة تقوم على ‬التعايش مع الآخرين والعمل المشترك‮».‬‬‬‬‬‬‬ وقال:‮ «‬لقد أخطأ الإخوان‮ (‬المسلمين‮) ‬فى ‬مصر، ‬وأخطأ حلفاؤهم معهم، ‬ولم تكن سياسة حلفائهم صحيحة 100٪، ‬لقد دفعهم الإخوة فى ‬قطر لأزمة مع دول الخليج فى ‬وقت كان فيه الإخوان فى ‬مصر بحاجة لدول الخليج ودعمها، ‬لكن الأفكار بدأت تراود البعض فى ‬قيادة الإخوان بمصر فى ‬تصدير الثورة، ‬مما أثار حفيظة وخيفة وغضب قادة دول الخليج فتنبهوا لخطرهم، ‬مع أن تاريخ دول الخليج مع الإخوان كان جيداً وكانوا داعمين لهم عبر نوادى ‬روابط وجمعيات واتحادات ولو أرادت دول الخليج وقف ذلك لأوقفته‮».‬‬‬‬ وقال «الغنوشى»: «‬إن الإخوان لم‮ ‬ينجحوا فى ‬طمأنة دول الخليج منهم، ‬فكانوا صندوق بريد مرسلاً‮ ‬من أطراف عديدة إقليمية أهمها تركيا وقطر وغير إقليمية، ‬لقد استخدمهم حلفاؤهم أكثر مما استخدم الإخوان حلفاءهم فى ‬بقائهم‮».‬‬‬