هل التبغ المسخن أقل ضررا من السجائر التقليدية؟.. «مكافحة التدخين» تجيب

هل التبغ المسخن أقل ضررا من السجائر التقليدية؟.. «مكافحة التدخين» تجيب
يسبب تدخين السجائر العديد من الأمراض الخطيرة ويزيد من خطر الموت المبكر، ومؤخرا أعلنت أكبر شركات التبغ فى العالم، عن رغبتها بالمساعدة في حل مشكلة تَسَبَّبَت بها أصلاً، وتَطلب من المُدخنين اليوم الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية، واللجوء إلى تدخين التبغ المسخن، فما هو التبغ المسخن؟ وهل التبغ المسخن أقل ضررا من السجائر التقليدية؟.
ما هي منتجات التبغ المُسخّن؟
الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، يقول لـ «الوطن»: «منتجات التبغ المُسخّن هي منتجات تبغ تخرج رذاذاً يحتوي على النيكوتين ومواد كيميائية أخرى يستنشقها المتعاطون عن طريق الفم، وتحتوي هذه المنتجات على مادة النيكوتين المسببة للإدمان الشديد (والتي تُوجد في التبغ)، ما يجعل منتجات التبغ المُسخّن مسببة للإدمان. وتحتوي هذه المنتجات كذلك على مضافات غير التبغ، وغالباً ما تكون مُنَكَّهة. وتحاكي منتجات التبغ المُسخّن سلوك تدخين السجائر التقليدية، ويستخدم بعضها سجائر مصممة خصيصاً لتحتوي على التبغ المراد تسخينه».
وأوضح «المغازي»: «تُسخِّن منتجات التبغ المُسخّن التبغ الموجود فيها إلى 350 درجة مئوية لكي ينبعث منها البخار المختلط بالنيكوتين (أقل من 600 درجة مئوية كما يحدث في السجائر التقليدية)».
وتابع: «يتوافر عددٌ من منتجات التبغ هذه في عدة أسواق. وتتضمن أمثلتها منتج iQOS من شركة فيليب موريس الدولية، ومنتج Ploom TECH من شركة التبغ اليابانية الدولية، ومنتج Glo من الشركة البريطانية الأمريكية للتبغ، ومنتج PAX من شركة معامل باكس».
وأشار: «أوضحت منظمة الصحة العالمية أن السجائر الإلكترونية وأجهزة تسخين التبغ لا تساعد على مكافحة السرطان، ونصحت المدخنين والحكومات بعدم الوثوق في مزاعم شركات السجائر بشأن أحدث منتجاتها».
ما الذي توصي به منظمة الصحة العالمية؟
وأكد «المغازي» أن جميع أشكال التبغ ضارة، بما فيها منتجات التبغ المُسخّن، ويُعد التبغ سامًا بطبيعته ويحتوي على مواد مسرطنة حتى في شكله الطبيعي، لذا ينبغي أن تخضع تلك المنتجات للتدابير السياساتية والتنظيمية المطبقة على جميع منتجات التبغ الأخرى، وفقًا لأحكام اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ.
وأكمل «يجري الترويج للسجائر الإلكترونية، التي تحتوي على نيكوتين دون تبغ، كوسيلة للإقلاع عن التدخين. لكن لا يوجد دليل يبرر هذا الادعاء، فيما أظهرت أدلة من الولايات المتحدة أنها زادت من انتشار التدخين بين الشباب. قد استغرقنا زمنا طويلا لفهم الآثار المدمرة لتدخين السجائر ونحن لا نعرف بعد الأثر طويل المدى لاستخدام السجائر الإلكترونية».
ولفت: «هناك فجوة كبيرة تتخلّل معرفتنا عن هذا الجيل من منتجات التبغ المُسخّن لأنها لم تُطرح في الأسواق لفترة طويلة تكفي لدراسة آثارها المحتملة. ولم يتسن بعدُ التوصّل إلى استنتاجات بشأن قدرة هذه المنتجات على أن تساعد في التوقف عن التدخين (الإقلاع عنه)، أو بشأن احتمالات اجتذابها لمتعاطي التبغ الجدد من الشباب، أو بشأن تفاعلاتها عند تعاطيها بالاقتران مع منتجات التبغ التقليدية الأخرى والسجائر الإلكترونية. وينبغي أن تتناول الدراسات المستقبلية المستقلة هذه الآثار، علاوةً على مدى مأمونية منتجات التبغ المُسخّن والمخاطر المترتبة عليها».