«سارة».. يتيمة بقدم مبتورة.. والأخرى تنتظر «البتر»

كتب: أسماء بدوى

«سارة».. يتيمة بقدم مبتورة.. والأخرى تنتظر «البتر»

«سارة».. يتيمة بقدم مبتورة.. والأخرى تنتظر «البتر»

تمر الأيام والشهور، ولا شىء يتغير فى حال «سارة»، سوى أن الأمل يتضاءل والحلم يتقلص، لتتحول الفتاة ابنة الـ14 سنة من طاقة إبداع ورغبة فى الحياة، إلى مجرد جسد لا يحمل سوى الأوجاع. لم تشعر «سارة» يوماً أنها نموذج للمأساة، فالأم غادرت الحياة قبل أشهر حزناً على حال وحيدتها، والأب أعياه البحث عن لقمة عيش يسد بها احتياجات أسرته البسيطة ويعالج صغيرته، وفتاة بقدم تم بترها والثانية تنتظر المصير نفسه، كل هذا يترك فى قلب «سارة» جرحاً غائراً، ولا يقتلها شىء سوى الخوف من أن ينظر أحدهم إلى قدميها باشمئزاز. لا يعلم الأب «ثروت» عامل اللحام البسيط كيف تطورت حالة صغيرته إلى هذا السوء، ويقول: «من ساعة ما كانت بنت 4 سنين وكل شوية عملية عشان نصلح لها تقويس قدميها، وفجأة أخبرنا الأطباء بضرورة بتر أصابع القدم اليمنى» البتر تطور ليحصد القدم بالكامل من أسفل الركبة، وهو الأمر الذى لم يجد له الأب البسيط ولا الأطباء مبرراً، كلما سأل طبيباً أبلغه أن حالة ابنته نادرة ومرضها لا علاج له. ينتظر الأب يومياً كارثة جديدة تؤخر حالة صغيرته، ويضيف «صرفت كل ما أملكه على بنتى، ومستعد أبيع هدومى لكن مش قادر أكمل علاجها، لأن رجلها التانية هتواجه نفس المصير، ونفسى أنقذها». أزمة مركبة تمر بها الصغيرة، فمرضها حال دون استكمال دراستها فى المرحلة الإعدادية، ومن ثم سقط عنها التأمين الصحى، وهو ما أضاف أعباءً على والدها البسيط، وجعل تحمله تكلفة العلاج من المستحيلات «لفيت بيها على المستشفيات الحكومية كعب داير، مش موافقين يعالجوها، علشان مالهاش تأمين صحى، وأنا مابقاش عندى أى قدرات مادية علشان أصرف عليها، أنا صرفت عليها كل ما أملكه، بشتغل يوم ويوم لأ، والفلوس اللى بشتغل بيها ماتجبش حق العلاج».