تحور جديد يهدد البشر: «لامبدا» شرس وسريع الانتشار ولا يتأثر باللقاحات

تحور جديد يهدد البشر: «لامبدا» شرس وسريع الانتشار ولا يتأثر باللقاحات
أزمة جديدة تهدد سلامة البشر بعدما حذرت منظمة الصحة العالمية من متحور «لامبدا»، وكشفت أنه أشد شراسة لتحورات فيروس كورونا، حيث شكل 70% من الإصابات بالفيروس في كل من تشيلي والأرجنتين بقارة أمريكا اللاتينية في الأسابيع الأخيرة الماضية.
الصحة العالمية تكشف تفاصيل تحور «لامبدا»
وأكدت كاريسا إتيان، مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن القرائن المتوفرة حتى الآن عن هذه الطفرة تشير إلى خطورتها العالية، من حيث سرعة سريانها وقدرتها على مقاومة المناعة الناشئة عن اللقاحات والتعافي من الوباء.
وأشارت إلى أنه لم يتم تحديد مدى خطورة هذه الطفرة ومواصفاتها النهائية، لكن المؤشرات العلمية التي تجمعت حتى الآن لدى الخبراء لا تبعث على التفاؤل.
واُكتشف المتحور الجديد لأول مرة في بيرو بأمريكا الجنوبية في يناير 2021، ليتسبب في إصابات أكثر من 80% من حالات كورونا الجديدة في البلاد، بأبريل الماضي.
وأفادت دراسات جديدة أن «لامبدا» قادر على مقاومة لقاح «كورونافاك» الصيني، بنسبة 64% من الحالات، ومواجهة لقاحي فايزر وموديرنا بنسبة 22% في بعض الأحيان، بحسب ما أعلن خبير العلوم الفيروسية التشيلي ريكاردو سوتو.
الصحة العالمية: لم تصل سلالة «لامبدا» للدول العربية
الدكتور أمجد الخولي استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، أكد أن سلالة «لامبدا» المتحورة من فيروس كورونا المستجد لم تصل حتى الآن لأي دولة عربية، حيث لم تُعلن أي دولة عربية عن رصد أي حالات من هذه السلالة داخل أراضيها، لكن ما زال متحور «دلتا» هو الأكثر انتشارًا في الدول العربية، وهناك 105 دول أعلنت رسميًا دخول «دلتا» إليها، من بينها عدد كبير من دول الشرق المتوسط.
وأشار استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، إلى أن متحور «لامبدا» من فيروس كورونا المستجد ما زال تحت البحث ويتم دراسته بشكل قوي، والمشاهد الأولى تقول إنه ينتشر بشكل أكثر سرعة، لكن ما زالت الدراسة مستمرة لمعرفة أخطاره وآثاره والصورة الإكلينكية له وتأثير اللقاحات عليه.
وأضاف «الخولي»، أن منظمة الصحة العالمية تُصنف المتحورات أكثر من مستوى، حيث إن الفيروسات تتحور بشكل مستمر، فقد يكون هناك تحورات طفيفة لا تُغير في سلوك الفيروس، وبالتالي لا تُسبب أي مشكلة، لكن هناك تحورات تظهر من البيانات الأولية لها أنها تؤثر على حدة المرض وسرعة الانتشار.
وأردف استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية، أن المرحلة الأعلى للتحورات، هي التحورات المثيرة للقلق، وتم تصنيف أربع سلالات بهذا الأمر، أبرزهم «دلتا» وقبلها جاما وبيتا وألفا، حيث يتم دراسة تأثير التحورات على الفيروس وسرعة انتشارها وطرق الوقاية منها.
اللقاحات هي الحل
وأوضح استشاري الوبائيات بمنظمة الصحة العالمية أن العالم لا زال يعيش في قلق بسبب التحورات، ولا بد من الالتزام بكافة الإجراءات الوقائية حتى ينتهي الوباء من العالم، فالإجراءات الاحترازية أثبتت نجاحها مع وجود اللقاحات، حيث إن اللقاحات تؤدي إلى انخفاض عدد الإصابات بشكل كبير وكذلك الوفيات، «ممكن متلقي اللقاح يُصاب بس نسبة الحماية من الأعراض الشديدة أو دخول المستشفيات تزيد عن 95% ، فاللقاحات تلعب دورا كبيرا بجانب الإجراءات الاحترازية».
الرابطة الأوروبية تشدد على أهمية التطعيمات لمواجهة التحورات
واتفق معه الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية، مشددًا على أنه يجب على شعوب العالم الإسراع في تناول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد «كوفيد19» لتجنب أي طفرات أو سلالات جديدة من الفيروس، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي ونصائح وإرشادت منظمة الصحة العالمية، موضحًا أنه كلما ارتفعت نسبة التطعيم في الدول، كان احتمال مقاومة الفيروس والسلالات أكثر.
وأضاف «عودة»، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الفيروس يتغير باستمرار عن طريق انتشاره، ولهذا يجب على الجميع الحصول على اللقاح، موضحًا أن أخطر طفرة في العالم من فيروس كورونا هي سلالة «لامبدا» الأخيرة ، فهذه السلالة بها طفرات وصلت أنها تُقاوم الأجسام المضادة الموجودة في اللقاحات: «شوفنا قبل كده سلالات جديدة وطفرات، لكن لم تقاوم اللقاحات مثل لامبدا».
مستشار الرئيس يطمئن المواطنين
الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، أكد أن تحور الفيروسات ظاهرة طبيعية تحدث مع كل أنواع الفيروسات، لافتًا إلى أن فيروس كورونا المستجد وباء عالمي ويوجد متابعة دقيقة جدًا لأي تغيرات في الفيروس، مبينًا أن الفيروس بعد سنة ونصف من انتشاره كان متوقع أن تحدث له تحورات لأنه يتحور من أجل البقاء والتعامل مع الجهاز المناعي لجسم الإنسان الذي اكتشفه.
وأضاف «تاج الدين» خلال تصريحات تلفزيونية أن التحورات مرصودة في كل أنحاء العالم، متابعا: «اللقاحات الأساسية التي أنتجت للتعامل مع الفيروس الأساسي، موجودة والشركات تستطيع التعامل مع المتغيرات للتأكد من تأثير هذه الأنواع على اللقاحات، ولحد دلوقتي اللقاحات قادرة على التعامل مع الفيروس، ولكن ممكن يحدث تغير في المرحلة القادمة، وهذا يحتاج مراقبة دقيقة جدا على المستوى العلمي والفني والدواء، ليحدث نوع من التغيير في اللقاحات لتتعامل مع المتغيرات الجديدة».
وأكد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، أن النوع «لامبدا» نوع جديد من التحور لفيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، ويجري تغير الأجسام المحيطة بالفيروس التي تشبه المسامير وهي التي تساعد الفيروس على دخول الجهاز التنفسي ليتكاثر ليصيب الجهاز بمشاكل مرضية، لافتا إلى أن مناعة الجسم تقاوم هذا الفيروس ولكن عند ظهور التحورات «بيتلخبط» الجهاز المناعي والمقاومة تقل، وهذه هي الخطورة التي تسببها التحورات.