ناشرون عرب عن معرض الكتاب: مصر نجحت

كتب: إلهام زيدان

ناشرون عرب عن معرض الكتاب: مصر نجحت

ناشرون عرب عن معرض الكتاب: مصر نجحت

يختتم معرض القاهرة الدولى للكتاب فعاليات دورته الـ52 اليوم بعد 15 يوماً، شهدت الكثير من الفعاليات التى لم يشهدها من قبل، من بينها ندوات ثقافية واجتماعية بصورة افتراضية بسبب جائحة كورونا التى فرضت إجراءات جديدة على تنظيم المعرض.

وقد شارك فى دورة هذا العام 1218 ناشراً مصرياً وأجنبياً، منهم 140 عربياً، تحدّوا المخاوف الكثيرة التى واجهت فرصة نجاحها، بسبب فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية، وحجز تذاكر الدخول «أون لاين» وتحديد عدد الزائرين، وإقامة الدورة فى شهر يوليو، حيث ذروة ارتفاع درجات الحرارة، وكذلك ظروف انشغال كثير من الشباب بامتحانات نهاية العام، إلا أن الإقبال فاق التوقعات وجاء بالملايين، حيث حرصت الأسر والطلاب من المصريين والأجانب على زيارة أجنحته واقتناء الإصدارات المختلفة، مما جعل الدورة تحقّق نجاحاً ملموساً بشهادة الجميع.

الناشرون المشاركون فى دورة هذا العام أجمعوا على أن تنظيمها فى هذه الظروف كان ضرورة، لأن الحياة لا بد أن تستمر، كما أكدوا أن التنظيم كان رائعاً، رغم الظروف الاستثنائية التى عاشها المعرض هذا العام.

«الوطن» التقت عدداً من هؤلاء الناشرين، لتقييم «دورة كورونا»، التى تمت رغم توقف الكثير من المعارض العربية، لإبداء ملاحظاتهم عليها، وكشف طموحاتهم للدورات المقبلة، ومدى تأثير الفيروس المستجد على الوضع الثقافى فى البلدان العربية عموماً، وعلى صناعة النشر خصوصاً، التفاصيل فى السطور التالية.

رئيس «الناشرين المصريين»: نجاح «الدورة 52» يطمئن الوافدين وأثره كبير على الاقتصاد والسياحة 

قال الكاتب سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن «الدورة الحالية من معرض الكتاب تجربة استثنائية وجيدة تقول إننا نسير على الطريق السليم، ولها دلالات كثيرة ومن بينها أن «مصر تستطيع»، و«حينما نريد عمل شىء نستطيع عمله وبشكل صحيح»، موضحاً أن «المعرض كان به أول تجربة لمنصة رقمية جديدة، والدخول الرقمى خطوة عظيمة»، لافتاً إلى أن الدورة أقيمت فى ظروف غير مواتية مثل تحديات كورونا، وحرارة أجواء الصيف، وامتحانات الجامعات والثانوية العامة، جميعها عوامل كانت تحديات للمعرض.

وأضاف «عبده»، لـ«الوطن»، أن «إقامة مصر للمعرض وسط كل هذه الظروف ويتحقق كل هذا الإقبال- والذى يجب ألا يقارن بالمعارض الطبيعية- فهذا نجاح، وشىء جيد ويعكس انطباعاً إيجابياً يقول إن مصر فيها حركة، وإن الدولة متحكمة وقادرة على تنظيم فعالياتها وأنشطتها الدولية»، مؤكداً أن هذا النجاح له أثر طيب على الاقتصاد والسياحة وهو طمأنة للوافدين إلى مصر سواء للمعرض أو للزيارة بصفة عامة، كما له أثر على صناعة النشر، إذ إن الدورة قُبلة حياة لصناعة النشر، وأحدثت حراكاً للناشرين، إلى أن يأتى الموعد الطبيعى لمعرض القاهرة الدولى فى دورته الـ53 فى يناير 2022، وتكون كورونا فى طريقها للانتهاء.

«عبده»: لم نرصد أي إصابة بـ«كورونا».. ونشكر جميع المشاركين في الحدث

وأشار إلى أن «المعرض لم يحدث به إصابة واحدة بكورونا وهو شىء جيد، ونشكر جميع المشاركين فى الحدث إذا كانوا عرباً أو أجانب أو مصريين، الذين شاركوا جميعاً فى إنجاح هذه الدورة، ونشكر الدولة وأجهزتها أنها عملت هذا العمل الجيد، كما نشكر د.إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، على قرارها بتخفيض 20٪ من قيمة الإيجارات لدور النشر فى المعرض.

وعن حجم المبيعات، قال: «بنسبة من 25 إلى 30% من مبيعات الدورة السابقة، ويجب ألا تقارن، فلم يكن هناك مؤسسات تشترى إصدارات الناشرين، لأن السنة المالية انتهت فى 30 يونيو، كما أن ظروف كورونا تحد من شراء الهيئات»، لافتاً إلى أن هناك بعض الجهات (تجار كتب) اشتروا بعض الإصدارات من المعرض، كما تمت إقامة ما يزيد على 100 حفل توقيع، وكان لذلك تأثير إيجابى ولو نسبياً على حركة البيع، خاصة أن إقامتها جاءت بإجراءات احترازية مشددة.

السعودية: التنظيم رائع في ظروف استثنائية ونتمنى الاهتمام بالدعاية

وصف صلاح متولى، المسئول فى شركة وجوه للنشر والتوزيع بالسعودية، أن تنظيم معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الحالية رائع رغم ظروف كورونا، مضيفاً أن الدار تشارك بكتب للأطفال وكتب التنمية البشرية والاجتماعية، والكتب التربوية والأدبية وتشارك بنحو 320 عنواناً فى المعرض.

وأضاف «متولى» أن تنظيم معرض القاهرة رائع، رغم صعوبة الظروف التى يتم فيها إقامته سواء بالنسبة لموضوع الكمامات، والتعقيم، أو لأنه مقام فى فصل الصيف وامتحانات الثانوية العامة، ودخول عيد الأضحى، وهى عوامل تؤثر على الإقبال الجماهيرى إلى حد ما، وربما تكون عطلت الحضور فى أول يومين من المعرض، لكن بعد السماح بنسبة أكبر للزيارة تحمس الجمهور وزاد إقبال الزائرين.

«متولى»: نتمنى تخفيض إيجارات الأجنحة للناشرين العرب

وقال إن انتشار فيروس كورونا أثَّر على صناعة النشر فى المملكة، وتعطلت جميع المعارض، ومنها معرض الرياض، وهو معرض قوى متميز، لكن ليس على قدر معرض القاهرة، كما تم تعطيل معرض جدة، لكن خلال الفترة الأخيرة تمت المشاركة فى معرض الشارقة ومعرض بغداد، مشيراً إلى أن سوق النشر فى السعودية قوية بسبب الظروف الاقتصادية الجيدة، كما أن القارئ فى المملكة يقبل على كتب الأطفال والتنمية البشرية، بعد أن أخذت الروايات فترة من اهتمام القارئ السعودى فى وقت سابق. وتابع: «نتمنى من مصر أن تخفض إيجارات الأجنحة للناشرين العرب فى القاهرة».

وأضاف: «نتمنى أن يكون هناك دعاية مصرية قوية للمعرض عما كانت عليه هذه الدورة، لأننى خلال سيْرى فى الطريق لم أرَ لوحات دعاية للمعرض على امتداد الطريق، وربما التردد فى إقامة المعرض عطل مسألة الدعاية».

الإمارات: إقامة المعرض رغم فيروس «كورونا» كانت ضرورية

أكدت أميرة الطيب، المشرفة على دار أشجان للنشر والتوزيع بدبى، أن قرار إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب جيد وضرورى، لأن الحياة لا بد أن تستمر، مضيفة: «الدار موجودة فى الإمارات منذ عام 2002، ومتخصصة فى كتب الأطفال، وتشارك لأول مرة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب بعد نقله إلى التجمع الخامس عقب عدة مشاركات فى المعرض القديم فى مدينة نصر، وتقدم فى هذه الدورة ما يزيد على 300 عنوان، 90% منها كتب أطفال».

وتابعت «أميرة»: «المعرض مختلف عن الدورات السابقة لأنه يقام فى ظل ظروف كورونا وفى شهر يوليو، والمصريون يفضلون المصايف فى الإجازات، كما أن طرح التذاكر «أون لاين» مع تحديد نسبة الحضور بـ50% فى بداية المعرض حدَّ من الدخول فى الأيام الأولى».

«أميرة»: نقدم خصومات لمواكبة الأسعار المصرية

وأضافت: «لم أكن أتخيل أن الجمهور المصرى يتابع الدار وإصداراتها بهذا القدر وهو ما أسعدنى، رغم ارتفاع أسعار الكتاب الإماراتى، مع العلم أننا نقدم خصومات كبيرة لكى تواكب الأسعار المصرية، وفوجئت بجمهور جيد حريص على اقتناء إصداراتنا، لذلك سنحرص على المشاركة فى الدورات المقبلة من المعرض، وإقامة المعرض مع الالتزام بالقواعد والإجراءات الاحترازية قرار جيد، لأن عدم إقامة المعرض بسبب الجائحة كان يعتبر خسارة للجميع».

وقالت: «المحافظة على القواعد شىء مهم وهو لا يرتبط بالحكومات فقط وإنما بالأفراد أيضاً وفى أى مجتمع، ومعارض الكتب والأنشطة الثقافية يجب ألا تتوقف، مع الالتزام بالقواعد القوية التى تضعها الحكومات، فنحن لا نعرف موعداً لانتهاء هذه الظروف».

«اليمن»: الحرب والخلافات الداخلية لم تمنع حضورنا

تمر على اليمن ظروف بالغة الصعوبة تؤثر فى كل مناحى الحياة، من بينها صناعة النشر، وحسب عبدالعليم أحمد الحزمى، مندوب مكتبة خالد بن الوليد من صنعاء، الذى يشارك فى معرض الكتاب: «نحن مكتبة يمنية نحرص على المشاركة فى معرض القاهرة منذ 2000، شاركنا هذا العام بـ20 كرتونة، أى نحو 600 عنوان، منها 400 عنوان جديد، والكُتاب فى اليمن سعداء بمشاركة أعمالهم فى معرض مصر».

وأضاف «الحزمى» أن «بلادنا فى ظروف حرب، فكان اشتراكنا صعباً هذا العام، هذا بخلاف كورونا والحظر، بل المشاركة نفسها تحدٍّ، إذ لا يوجد شحن مباشر للكتب إلى مصر، لكن عملنا شحنة جوية للمشاركة فى المعرض، فتم تجميع الكتب من اليمن وعدن، ومن عدن عملنا شحنة على الطيران اليمنى إلى القاهرة».

«الحزمي»: حركة النشر في بلادنا تمر بمأساة

وأكد أن هناك صعوبات كثيرة واجهتهم فى تجميع الكتب، مضيفاً: «بسبب الخلافات السياسية تتم ملاحقة الكتب ومصادرتها، فالكتب القادمة من صنعاء لا يتم قبولها فى عدن»، ويقول «الحزمى»: «بعد أن كان لدينا 200 ناشر محلى، أغلقت الحرب أغلب المكتبات ودور النشر، وبالتالى لا يوجد نشر وتوزيع للكتب إلا فى أضيق الحدود أو فى خارج اليمن، وتوقفت معارض الكتب تماماً من 7 سنوات، وكان من قبل الناشر المصرى يقول إن أفضل معرض هو معرض اليمن بعد القاهرة، لأن الناشر المصرى كان يشارك فى معارض اليمن فيبيع كل كتبه لدينا»، موضحاً: «عشرات المؤلفين لديهم كتب لا يطبعونها، وقليل منهم يطبع خارج اليمن».

ليبيا: تحدينا ظروفنا وشاركنا بـ600 عنوان منها 200 لوزارة الثقافة

قال على المهدى عوين، رئيس اتحاد الناشرين الليبيين، عضو اللجنة الدائمة للمعارض فى وزارة الثقافة والتنمية المعرفية فى ليبيا، إن بلاده لا تفوت الفرصة للمشاركة فى معرض القاهرة للكتاب، وتشارك بـ600 عنوان من منشورات جميع الناشرين الليبيين، من المناطق الشرقية والغربية والجنوبية، بالإضافة إلى منشورات وزارة الثقافة، وهى أكثر من 200 عنوان. وبالنسبة للوضع الثقافى فى ليبيا، قال «عوين»: «فى السنوات الأخيرة مرت ليبيا بظروف سيئة جداً».

وتابع: «استبشرنا خيراً بقيام وزارة الثقافة فى حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها فى العاصمة طرابلس، وتوافق الناشرون الليبيون على الوجود فى جناح واحد يمثل اسم ليبيا، ونحن متفائلون، وفى المستقبل ستكون مشاركتنا أكثر فاعلية، وهناك عدة مؤسسات فى ليبيا، من بينها جمعية الدعوة الإسلامية والمركز الليبى للمخطوطات، لم تتمكن من الحضور لمصر لضيق الوقت».

وأضاف: «منذ 6 أشهر استقرت الأوضاع فى ليبيا، ونأمل أن تنتقل ليبيا من عالم الحروب وتهتك النسيج الاجتماعى إلى عالم أرحب وهو عالم الثقافة والمعرفة، بعدما بدأت وزارة الثقافة الليبية تدعم الناشرين».

«عوين»: القارئ المصري شغوف بالقراءة دائماً

وأكد «عوين» أن الدورة الحالية من معرض القاهرة للكتاب رغم أنها أُقيمت فى شهر يوليو، فإن القارئ المصرى شغوف بالقراءة دائماً، وكنا نرى الطوابير على الأبواب، ونأمل أن تكون الظروف أفضل فى الدوة المقبلة، موجهاً الشكر للهيئة العامة المصرية للكتاب ووزارة الثقافة المصرية على تذليلهما جميع الصعوبات.

المغرب: دعم الحكومة أنقذ «صناعة النشر» بالمملكة من «الوباء»

فى جناح خاص بالمملكة المغربية تتجمع 8 دور نشر فى «معرض الكتاب» بدورته الحالية. وقالت ياسمين الكواكبى، مديرة دار ينبع الكتاب، وهى دار نشر متخصصة فى كتب الأطفال هذه السنة، إن «الدورة الحالية استثنائية وفريدة، لأنها فى زمن كورونا، ونعرف أنه لا توجد كثير من المعارض حية على الأرض فى العالم كله، فقط توجد افتراضية».

«ياسمين» أشارت إلى «المشاركة بالمعرض بأكثر من 50 عنواناً، ومعى دار فاصلة فى الجناح تشارك بأكثر من 100 عنوان، وأرى أن الجمهور مقبل على هذا المعرض مع أن هناك عدداً من الإجراءات».

وتحدثت عن تداعيات «كورونا» على المعرض، قائلة: «أحدثت أزمة مالية على العالم، وأثرت فى الظروف الاقتصادية للأفراد، وبالطبع القدرة الشرائية للمواطن للكتب تراجعت، فالزائر الذى كان يستطيع شراء 5 كتب من قبل، من الممكن أن يشترى حالياً كتابين أو ثلاثة، وأن يكلف الزائر ذاته ليستطيع المجىء إلى أرض المعرض على رغم ظروف كورونا فهو فى حد ذاته إنجاز عظيم».

«ياسمين»: نتمنى رؤية المؤسسات ضمن جمهور المعرض لشراء الإصدارات 

ولفتت إلى أن صناعة النشر تأثرت كثيراً فى البلاد العربية، بسبب غياب العمل على بعض الأمور البديلة للنشر الورقى وأبرزها التسويق الإلكترونى (الديجيتال).

وعن سوق النشر فى المغرب، قالت «ياسمين»: «لو لم يكن هناك دعم للناشرين من وزارة الثقافة المغربية، بشراء كتب الناشرين، لكانت جميع دور النشر المغربية اختفت بسبب كورونا».

وكان هناك دعم حكومى كبير لقطاع النشر وما زال مستمراً، وهو ما ساعد فى الإبقاء على استمرار الصناعة. وفى فترة «كورونا» اهتم القارئ فى المغرب بالقراءة، خاصة مع توافر خدمة توصيل الكتب إلى المنازل.

وتابعت: «أتمنى فى الدورات المقبلة أن أرى المؤسسات ضمن جمهور المعرض لشراء الإصدارات، لأن الناشر يأتى إلى المعرض بتكلفة سفر وإقامة، نرغب فى أن تتحمس المؤسسات المصرية لشراء الكتب لتغطية التكاليف، ولكى نرجع أكثر رضا عن المشاركة».


مواضيع متعلقة