بالصور| مهن مصرية اختفت بسبب التكنولوجيا الحديثة

بالصور| مهن مصرية اختفت بسبب التكنولوجيا الحديثة
"التكنولوجيا".. مصطلح يخفي وراءه العديد من المعاني، ويحتوي في داخله على الكثير من الابتكارات التي شهدتها البشرية، وكانت سببًا في التقدم وإضفاء المزيد من الحضارية، ولكن كما جرت العادة فمع ظهور الجديد يختفي القديم ويصبح موجودًا في الذاكرة فقط، وذلك هو الحال مع عشرات المهن المصرية القديمة، ارتبطت بحقبة زمنية محددة، ولم يعاصرها إلا القلائل من الموجودين في حياتنا العصرية الآن.
ومن أشهر المهن التي جار عليها الزمن، مبيض النحاس أو "الراقص على الجمر"، وهو عبارة عن حرفة انتشرت في كل المدن والقرى المصرية، خلال الفترة التي كانت تستخدم فيها الأوعية النحاسية في كل الاستخدامات الحياتية.
فكل الأوعية النحاسية قاتلة إذا لم يجرِ لها "التبييض"، وهو تغطية الوعاء بطبقة رقيقة من القصدير، تمنع تفاعل النحاس مع الهواء، ومن ثم عدم ظهور مادة "الزرنيخ" شديدة السمية، وكان "مبيض النحاس" يستخدم قدميه في إجراء عملية التبييض، الأمر الذي كان يجعله يقوم بحركات راقصة داخل الوعاء، ومثل الكثير من الحرف اليدوية تتعرَّض إلى منافسة قوية في ظل ظهور صناعات الأوعية الحديثة مثل التيفال والألومنيوم.
"نعمـــــــــر".. كلمة تسمعها بصوت جهور من رجل يحمل في يده شنطة "العِدة" الخاصة به، كان يعرف بـ"سمكري البوابير"، مهمته إجراء أعمال الصيانة للبابور، وسيلة الطهي الوحيدة في مصر قبل ابتكار البوتاجاز، الاختراع الذي لم يستطع القضاء على بابور الجاز حتى وقتنا هذا، فلا يزال "البابور" متواجدًا في منازل البسطاء سكان المناطق الشعبية، ليكونوا سببًا في تواجد القلائل من هؤلاء المعروفين بـ"سمكري البابور".
ولكي يعمل البابور كان لا بد أن يتوفَّر له الجاز، لتظهر مهنة "بائع الجاز"، ذلك الرجل الذي يقود عربة "كارو"، يجرها الحمار، وفي ظهره "فنطاس" الجاز، يتجوَّل في الشوارع بجملته الشهيرة "جــــــــاز"، ولكن مع قلة انتشار بابور الجاز، اختفت مهنة بائع الجاز من المجتمع المصري.
وكان بابور الجاز، سببًا في ظهور ابتكار جديد ومن ثم مهنة جديدة، وهي "مكوجي الرجل"، ذلك الرجل الذي يضع مكواته على البابور، حتى تصل لدرجة حرارة عالية تمكِّنه من كي الملابس، ونظرًا لثقل وزن تلك المكواة فكان يستخدم قدمه ليضعها فوقها، ويمسك بيده ذراع المكواة.
ومع ابتكار الأمريكي هنري سيلي، المكواة الكهربائية عام 1882، بدأت مهنة "مكوجي الرجل" في الاندثار حتى اختفت من المجتمع المصري.
القبقاب.. ذلك الحذاء ذو الصوت العالي، الذي كان رمزًا للدلع والدلال للمرأة المصرية، والحذاء الرسمي لأغلبية الرجال، خاصة البسطاء، كما ارتبط القبقاب بفترات زمنية قديمة، خاصة المماليك، وبشخصيات تاريخية، أبرزها شجرة الدر، التي ماتت ضربًا بالقباقيب.
وباتت صناعة القباقيب مهددة بالانقراض، مع انتشار الأحذية الجلدية، والعديد من العلامات التجارية العالمية، وأصبح القبقاب وجوده مقتصر في بعض المساجد، حيث يستخدمه المصلون أثناء الوضوء.