«منسي أسطورة».. فيلم تسجيلي يتناول بطولة وإنسانية بطل الصاعقة المصرية

كتب: نرمين عفيفي

«منسي أسطورة».. فيلم تسجيلي يتناول بطولة وإنسانية بطل الصاعقة المصرية

«منسي أسطورة».. فيلم تسجيلي يتناول بطولة وإنسانية بطل الصاعقة المصرية

تحل اليوم، 7 يوليو 2021،  الذكرى الرابعة لـ وفاة الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، والذي استشهد هو ورجاله بعد ملحمة شرسة ضد أعداء الوطن، عقب هجوم إرهابي خسيس ودنيء أثناء تواجدهم في كمين البرث جنوب رفح عام 2017، وكان «المنسي» هوقائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي ظل يدافع عن الموقع حتى فقد حياته، واستشهد ومعه رفاقه أثناء المواجهة. 

وتعد ملحمة البرث أحد أهم المعارك التي عرفها المواطنون وارتبطوا بها، والبطل «المنسي» أصبح  قدوة للصغير والكبير، خصوصًا بعد تجسيد قصة حياته في مسلسل الاختيار، الذي تناول قصة بطولته ورجاله من الكتيبة، وصمودهم أمام الإرهاب ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء، والاستبسال في الدفاع عن الأرض والعرض.

«الوطن» تتبع تفاصيل حياة الشهيد الأسطورة

البطل أحمد منسي صار اسمه معادلاً للبطولة والإنجاز، وأطلقوا عليه اسم «الأسطورة»، ومن أجل ذلك «الوطن» سارت فى الطريق، بعد أقل من عام على استشهاده  تتلمس خطاه، تتعقب أثره، هنا جلس واستراح، وهنا تعلم وتربى، وفى هذا الحضن ارتمى وارتوى، وعلى يد هذه السيدة نشأ، وفي كنف هذا الرجل تعلم.

وتتبّعت «الوطن» تفاصيل حياة الشهيد الأسطورة، ليضحى كل من يشاهدها ويحذو حذوها أسطورة مثله، وأنتجت الجريدة فيلمًا وثائقيًا يلخص الرجل في عيون من حوله، وفى شهاداتهم عنه، وفي المسكوت عنه فى قصته عشرات العبر تترجمها دراما تروى قصة حياته.

البطل اتولد على إيد أبوه

 «منسى.. أسطورة شهيد»، هكذا عنونت «الوطن» فيلمها الوثائقي، الذى لخص 39 عامًا من حياة الشهيد، وتناولت فيه الجانب الإنساني لمعرفة من هو القائد العسكري العظيم وكيف نشأ وتربى، وفى يوم الميلاد حكاية ترويها الأم سناء محمد: «اتولد يوم 4 أكتوبر 1978، واتسجل يوم 7، بس كان يحب يحتفل بعيد ميلاده الأصلى».. تبتسم الأم لتغالب دموعًا فرّت إلى وجنتيها وهى تتذكر «اتولد على إيد أبوه، أصله كان طبيب، ومن يومه ظابط، طفل بيلعب كورة وبلى ونيشان وعصى، ولعبه كلها طبنجات ومسدسات، هيبقى إيه غير ظابط».

أول لقمة يأكلها بعد أجازته كانت من إيد والدته

تماسك شديد بدت عليه الأم وهي تتحدث عن شهيدها في ذكراه الأولى، تروى حين أصر على التحويل من كلية الفنون التطبيقية إلى الكلية الحربية، حينها لم يكن يشغل بالها سوى غيابه عنها «كان بيعوضنى كل إجازة ييجى يقعد فى حضني، مش باشبع من دلعه ليّا لما يقول لى يا نوءة، ولا لما يجيب لى شيكولاتة، أول لقمة ياكلها كانت بتبقى من إيدي، قبل حتى ما يروح بيته».. لا تعلم والدة الشهيد عن أسطورته سوى أنه ضابط كفء، يحب عمله ويتفانى فيه، لم يكن يحدثها أو أسرته عن تفاصيل العمل، حتى لا يخيفهم، وكانت علاقته بالعساكر نموذجًا، حسب قولها: «عمره ما اتكبر على حد».

هذه المرة لم تدمع عيناها وهي تتحدث عنه، ابتسمت وهي تحكي عن عامها الأول معه بعد الاستشهاد، وقابلت دهشة «الوطن» من حديثها «انتوا فاكرين إنه سابنى، أحمد معايا، ماسابنيش من يوم ما ادفن، بييجي لي ويطبطب عليا، وبحس بلمسة إيده على كتفي، بيمسح دمعتي ويصبّرني على أيامي، ربنا قال أحياء عند ربهم يرزقون، وأنا باقول لهم هو حي وبيكلمني كل يوم».

لم تكن وحدها التي مر عليها اليوم صعبًا، يكفي تلك المشاهد التي تتابعت أمام عينيها وكأنها تحدث الآن، حين تلقت الاتصال، وحين شاهدت الدموع فى وجوه كل من حولها، وحين تحرّكت لتسلم جثمان ابنها، مشاهد لم تصدق أنها حدثت، وأنها تسترجع ذكراها من جديد، وجع لا يهونه سوى إيمان قوى بالله عز وجل.. وأمام تماسكها انهار الرجال، لم يتمالك عبدالعزيز عبدالرحمن نفسه، وهو يتحدّث عن الشهيد الأسطورة.

كان سابق سنه وجرىء ومش بيخاف

«عبدالعزيز» هو مدرس الصحافة للشهيد أحمد منسي فى المدرسة الابتدائية، يحكي عنه ما لاحظه فيه منذ كان طفلاً، فإذا بالسمات نفسها يتناقلها عنه الجميع وهو رجل «سابق سنه، جرىء، ومش بيخاف، وكان لديه طاقة كبيرة ولا يهاب من أحد»، «مدرس منسى»، هكذا يفخر، وهكذا يقدم نفسه لكل من حوله: «إنه فخر ما بعده فخر أن يتتلمذ على يدى رجل مثل منسي».

ربما يكون انطباع الأهل والأصدقاء وعشرة العمر عن رجل فقدوه منطقيًا، لكن كيف ينسحب الانطباع نفسه على أشخاص لم يجمعه بهم سوى العمل، إنهم مجندون لفترات مختلفة، عملوا مع «منسي»، فذرفوا الدمع عليه قبل أسرته، إنهم يتحدثون عن القائد، لكنه أقرب إلى الحديث عن الأخ، هكذا اعتبره جمال حسن، المجند السابق بالجيش المصرى، يتذكر فترة خدمته مع «منسى» فى تأمين سجن الحضرة فى 2012، يكررها من حين إلى آخر «ماكانش قائد عادى، كان أخ وصديق.. كنا بنتعلم كل يوم جديد، وعمره ما قلل من حد، والابتسامة مش بتفارقه.. منسي مش هييجي تاني خلاص.. كان همنا همه.. فرحنا فرحه.. اللي شافه مرة واحدة اتوجع لفراقه.. فما بالك باللى عاشره».

كان بيتمنى الشهادة

يتذكر حاتم ناجى، مساعد تعليم الكتيبة 103 سابقًا، المواجهات التي كان يخرجها مع قائده «منسى»: «كان بيقول لنا الأرض بداية مصر، واللي يلمس حبة رمل زي اللى أخد مني أختي وأمي، وكان بيتمنى الشهادة، وكان بيقول لنا قبل المداهمات اتشاهدوا، أصل العقيدة إما النصر وإما الشهادة».

 


مواضيع متعلقة