«ورشة خياطة داخل خيمة» تفتح باب رزق جديداً أمام عدد من السيدات

«ورشة خياطة داخل خيمة» تفتح باب رزق جديداً أمام عدد من السيدات
- حياة كريمة
- الوادى الجديد
- تعلي الخياطة
- باب رزق
- دورة تدريبية
- حياة كريمة
- الوادى الجديد
- تعلي الخياطة
- باب رزق
- دورة تدريبية
داخل خيمة صُممت خصيصاً للدورات والورش التدريبية، ومكونة من أعمدة معدنية تحمل ستائر من القماش من جميع الجوانب، وسقف معدنى يحمى من أشعة الشمس الحارقة، وإضاءة داخلية، وعدد من المراوح لتخفيف حدة حرّ الصحراء، تجلس حوالى 15 سيدة يتعلمن فن الخياطة من خلال مبادرة «حياة كريمة» داخل قرية «الشركة 8» التابعة لمركز الخارجة بمحافظة الوادى الجديد.
وسط أصوات الماكينات تجلس كل سيدة أمام ماكينة خياطة تتدرب عليها، وتقف أمامهن إحدى المدربات تتابع معهن مرحلة التدريب من البداية، ومن بين المتدربات تجلس ليلى على أحمد، 37 عاماً، ربة منزل، من أهالى قرية «الشركة 8»، وقالت: «إحنا ماكناش نعرف حاجة خالص عن الخياطة، والمدربين هنا بدأوا معانا من الصفر عن طريق الورق والرسومات، وكنا بنتعلم عليها، ودلوقتى وصلنا للمرحلة الثانية وهى مرحلة التدريب على القماش».
تتعلم «ليلى» حرفة جديدة تستطيع الاستفادة منها مستقبلاً فى حياتها، بعد انتهاء فترة تدريبها التى تقدَّر بشهر كامل، وفقاً لحديثها، مضيفة: «ممكن تبقى مصدر دخل ليا فى المستقبل، وأقدر أستفيد منها وأستغل اللى اتعلمته هنا فى مجال الخياطة فى تكوين دخل ليا ولأولادى، وأقدر كمان أساعد جيرانى وآخد منهم أجر رمزى».
وعن أهمية حصولها على الدورة التدريبية المقدمة من خلال مبادرة «حياة كريمة» ووزارة القوى العاملة، تقول «ليلى»: «إحنا كلنا كسيدات وربات منازل هنستفيد بشكل كبير جداً من دورة الخياطة، بداية من جوه بيتى بعد ما كنت بروح عند خياطة تصلح القماش والهدوم وتاخد فلوس كتير طيب ما أنا أولى بالفلوس دى».
كانت «ليلى» تعتقد أن مسألة تعلُّم الخياطة صعبة للغاية، لكن مع بداية الدورة التدريبية اكتشفت أنها سهلة وممتعة، وتابعت: «ماكناش نتوقع إن مبادرة حياة كريمة توصل لنا هنا بصراحة لأننا قرى بعيدة فى محافظة الوادى الجديد، وقليل لما كنا نلاقى اهتمام بينا بالشكل ده». ووجهت «ليلى» الشكر لمبادرة حياة كريمة وجميع المسئولين عنها على جهودهم العظيمة، مضيفة: «حياة كريمة غيّرت شكل حياتنا فى القرية وفيه مجالات تانية أهمها إنارة الشوارع كلها لأننا كنا بنخاف على عيالنا فى الشوارع وهى ضلمة».
وعلى الجهة الأخرى منها تجلس منى ثروت، 38 عاماً، إحدى المتدربات، تسكن فى نفس القرية، وأوضحت أنها فرحت للغاية عندما سمعت عن وجود دورة تدريبية للخياطة، لأن أمنية حياتها كانت تعلُّم حرفة أو صنعة تستفيد منها، وقالت: «شايفاها دورة مهمة جداً ومفيدة لكل السيدات، وأتمنى مع نهاية الدورة خلال الشهر أكون استفدت فعلاً بشكل كبير، لأنها ممكن توفر لنا فرص عمل ومصدر دخل».
«منى»: أمنية حياتى أتعلم صنعة
وتتمنى «منى» بعد نهاية الدورة أن يتوفر لهن كسيدات مكان داخل القرية يكون متوفراً داخله أكثر من ماكينة خياطة، وأضافت: «عشان نقدر نعلم كمان غيرنا من سيدات القرية»، مشيرة إلى أن المدربة بدأت معهن الدورة من البداية كأنهن لا يعرفن أى شىء عن حرفة الخياطة نهائياً.
وعن مبادرة «حياة كريمة» والتطور الذى حدث داخل القرية تقول «منى»: «كنا فى الأول بنسمع عنها بس، وبنشوف فى التليفزيون التطوير اللى بتقوم بيه فى القرى المختلفة، لكن دلوقتى المبادرة بقت قدام عنينا على أرض الواقع عندنا فى القرية، وفعلاً كل الأهالى قدرت تستفيد منها». وتتمنى «منى» من مبادرة حياة كريمة استكمال أعمال التطوير خلال الفترة القادمة لأن الخدمات داخل القرية شبه معدومة، وأهمها الصرف الصحى لأن عدم وجوده يتسبب فى الكثير من المعاناة للأهالى، وتابعت: «ماعندناش أى صيدلية فى الـ3 قرى، وهما 8 و55 و17، وحتى المُسكّن اللى هو أقل طلب مش لاقيينه، ده غير أزمة وسائل المواصلات القليلة جداً عندنا».
«إخلاص»: هناك إقبال واستجابة
وأوضحت إخلاص هلال، معلمة فى مدرسة ثانوى فنى بنات فى الخارجة، والمسئولة عن تدريب السيدات على الخياطة ضمن الورشة التدريبية، أن مبادرة حياة كريمة بالتعاون مع مديرية القوى العاملة استعانت بها من أجل تدريب السيدات فى قرية «الشركة 8» على الخياطة، مؤكدة أن التدريب مدته 3 شهور، ينقسم إلى دفعة كل شهر، وفى نهاية كل شهر تؤدى المتدربات اختبارات، وتحصل الاثنتان الأوائل على ماكينات للخياطة، وتحصل باقى المتدربات على شهادات خبرة، وأضافت: «الشهادة دى تقدر تنفعها بعد كده لما تحب تشتغل أو تفتح مصنع أو مشغل فى القرية، لأن شهادة الخبرة وقتها يقدروا يشتغلوا بيها».
وواصلت حديثها قائلة: «هناك إقبال واستجابة كبيرة من المتدربات، وأعرف اتنين بعد انتهاء التدريب جابوا ماكينات خياطة وبدأوا يشتغلوا مع بعض ويظبطوا الملابس والستاير»، مشيرة إلى أنها تبدأ معهن فى التدريب من الصفر من خلال الورق، وكيفية الجلوس أمام الماكينة، وكيف تدوس على الدواسة، وتعرّفهن على كل أجزاء الماكينة وكيف يشتغلن عليها.
وأضافت أن المرحلة التالية هى التدريب على عيّنات من الأقمشة، ثم كيفية تحديد المقاسات على الجسم، مع الشرح الدائم لجميع المتدربات من خلال السبورة، وتابعت: «السيدات أول ما تبدأ التدريب وتقعد على الماكينة وتبتدى تطلع معاهم شغل بيبقوا مبسوطين جداً وفرحانين».