دراسة جديدة تُبشر بحماية الرئتين من التلف القاتل

دراسة جديدة تُبشر بحماية الرئتين من التلف القاتل
- حماية الرئتين
- الأنفلونزا الموسمية
- الأنفلونزا
- الوفاة بسبب الأنفلونزا
- حماية الرئتين
- الأنفلونزا الموسمية
- الأنفلونزا
- الوفاة بسبب الأنفلونزا
تقتل الأنفلونزا الموسمية ما يصل إلى 600 ألف شخص سنويًا في جميع أنحاء العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية، كما أن لها تاريخ طويل من الأوبئة التي ضربت البشرية، من أشهرها الإنفلونزا الإسبانية والتي حدثت في عام 1910 أو H1N1 في عام 2009، إذ حصد كلا الوباءان معًا أرواح نحو 50 مليون شخص، ويعود السبب الرئيسي للوفاة بالأنفلونزا إلى مهاجمة الجهاز المناعي للتجمع الفيروسي داخل الرئة، إلا أنه في بعض الأحيان يكون رد فعل الجهاز المناعي أقوى من المطلوب، فيُتلف الكثير من الأنسجة في الرئتين، حتى تفقد القدرة على توصيل كمية كافية من الأكسجين للدم، مما يؤدي إلى الإصابة بنقص التأكسج ثم الوفاة.
وظلت تلك العملية لوقت طويل محط اهتمام مجتمع البحث العلمي حتى تم التوصل مؤخرًا عدد من علماء معهد «جولبنكيان دي سينسيا» بالبرتغال إلى نتائج جديدة مبشرة، نشرت في دراسة حديثة بدورية «plos pathogens» العلمية، بحسب «سكاي نيوز».
وقالت ماريا جواو أموريم، قائدة الفريق الذي أجرى الدراسة: «بعد دخول فيروس الإنفلونزا إلى جسم الإنسان، يصدر رد فعل قويا من الجهاز المناعي تجاه التجمع الفيروسي الهائل والذي سرعان ما يرسل كتائب من خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والجزيئات الالتهابية للقضاء على الفيروس»، وأضافت: «خلال أيام قليلة من هجوم الجهاز المناعي، يمكن القضاء على الفيروس وحماية أنسجتنا منه، لكن في كثير من الأحيان تصاب الرئة بأضرار كبيرة قد تؤدي إلى الوفاة».
وأوضحت «أموريم» أنهم توصلوا في دراستهم إلى أن هناك بروتينًا يتم ترميزه في البشر بواسطة بروتين «DAF» يرمز إلى عامل تسريع الاضمحلال، وهو المسؤول عن تفاقم عدوى الأنفلونزا ويزيد من تلف الرئتين لدى الفئران، كما تُبيّن أن «DAF» هو مستقبل موجود على سطح معظم الخلايا يعمل على حمايتها من التعرض لهجوم من قبل أحد أنظمة المراقبة المناعية الخاصة بنا، ويحمينا هذا النظام من مسببات الأمراض الغازية بمجرد اكتشافها في الدورة الدموية، عن طريق تعطيل العامل الممرض نفسه، أو داخل الخلايا المصابة، عن طريق وضع استراتيجية للقضاء عليها.
فيما قال المؤلف الأول للدراسة نونو سانتوس، إن بروتين «DAF» قد يكون بمثابة سلاح ذو حدين لأنه إذا دمر المكمل خلايا من المضيف، فهناك خطر مرتبط بإحداث إصابة ذاتية مفرطة من خلال القضاء على الكثير من الخلايا السليمة وتعزيز الالتهاب، وأضاف: «ارتبطت شدة المرض والوفيات مع كل من النقص أو الزيادة في تنشيط المكمل المرتبط بالبروتين DAF».
وكان وجد الفريق على عكس المتوقع بأن فيروس الإنفلونزا A يستغل بروتين «DAF» لتحفيز تنشيط المكمل كآلية للتهرب المناعي، مما يزيد من تجنيد الخلايا المناعية، ومن ثم وقوع ضرر بالغ على الرئتين، ويمثل القضاء على بروتين «DAF» خطورة بالغة، إذ يؤدي إلى أمراض مناعية ومن ثم يمكن أن يعتمد دور «DAF» في عدوى الأنفلونزا على كيفية تفاعله مع بعض أجزاء الفيروس، مما يؤدي إلى القضاء على الفيروس دون الإضرار بالأنسجة السليمة.
وتأتي أهمية تلك الدراسة في فهم العلماء أسباب تلف الرئة، وهو الأمر الذي يفتح أفاقًا كبيرة في المستقبل لتوفير علاجات فاعلة تحمي الأنسجة السليمة في الرئتين وتحد من أسباب الوفاة بالأنفلونزا.