الصيادون شهود على تطوير بحيرة المنزلة: «السمك بقى أشكال وألوان.. وزمن السرقة والبلطجة انتهى»

الصيادون شهود على تطوير بحيرة المنزلة: «السمك بقى أشكال وألوان.. وزمن السرقة والبلطجة انتهى»
انعكس تطوير بحيرة المنزلة على حركة الصيد فى البحيرة، فشهادات بعض الصيادين العاملين فى البحيرة منذ سنين طويلة أكدت ذلك، حيث أصبحت الأوضاع آمنة بعد أن كان الصيادون يتعرضون للسرقة والبلطجة، فيما أسهم التطوير أيضاً فى تحسن المياه وبالتالى تنوع الأسماك وظهور أشكال جديدة لم تكن تصل للبحيرة فى السابق.
وقضى محمد إسماعيل، أحد صيادى بحيرة المنزلة، نصف عمره يعمل فى مهنة الصيد داخل البحيرة، فالرجل الذى يبلغ عمره 40 عاماً، بدأ رحلته فى الصيد منذ 20 سنة تقريباً، يقول فى شهادته لـ«الوطن»: «بقالى 20 سنة شغال فى البحيرة، السمك قبل كده مكنش نضيف، طعمه مكنش حلو ولا ريحته كانت حلوة، إنما دلوقت السمك اتغير وبقى زى الفل بعد تطوير البحيرة».
يبدأ «إسماعيل»، ومعه نجله، رحلة الصيد مع الساعة السادسة صباحاً، حتى بعد منتصف الظهر، ويضيف: «ببدأ الصيد من طلعة النهار، 6 الصبح لحد الساعة 2 الضهر، وبعدين أرجع البيت، كمية الصيد بتختلف من فترة لفترة، بحسب الجو وسرعة الريح، فيه أسابيع السمك يكون كتير، وفيه أسابيع تانية السمك يقل. فيه أيام بجيب 40 كيلو سمك، وفى بعض الأيام بجيب 20 كيلو مثلاً، الصيد رزق، لكن إحنا بنكون عارفين إيه أيام الغلة الكبيرة وإيه أيام الغلة القليلة».
«إسماعيل»: «تعرضت لحادث سرقة واتضرب عليّا نار.. دلوقتي باشتغل دون خوف ولا قلق»
ويؤكد «إسماعيل» أن استعادة أمن واستقرار البحيرة أهم مكاسب التطوير، فيقول: «البحيرة قبل كده مكانتش كويسة، البلطجية كانوا مسيطرين على البحيرة، لكن دلوقتى بقت ملك الكل، وفيه حرية فى الصيد. كان فيه ناس معاها سلاح وماكينة لانش وبتمنعنا من الصيد»، يحكى إسماعيل عن واقعة تعرض لها وكاد يفقد معها حياته، لكنه نجا منها بأعجوبة: «مرة خرج عليّا واحد بالسلاح وشتمنى، ولما حاولت أتكلم معاه ضرب رصاص فوق راسى سيبت اللى فى إيدى ومشيت، لكن دلوقتى مبقاش فيه الحاجات دى، الدنيا بقت أمان ومفيش خوف، الأمن موجود ومفيش غابات ولا بيوت ولا أوكار على البحيرة، قبل كده كنا بنخاف حد يسرق منا السمك أو يمنعنا من الصيد».
ويعمل نجل «إسماعيل» بجانب والده على مركب صيد واحد، يجمع بين الدراسة ومساعدة أبيه فى العمل، عمره 16 عاماً، يقول: «الحمد لله كلنا سعداء بتطوير البحيرة، بقت زى البحر تمام، تشوف أولها وآخرها وما تخافش وأنت ماشى فيه بالمركب والسمك»، يمسك الشاب بغلة السمك التى اصطادها منذ ساعات مع والده، يضيف: «الحمد لله، البركة النهاردة زيادة، والسمك ريحته حلوة لأن المياه بقت حلوة».
صياد آخر يعمل فى بحيرة المنزلة، هو حودة الشاعر، يبلغ من العمر 30 عاماً، يزامله على المركب الصغير ثلاثة من أقاربه الذين يعملون معه فى الصيد، يصف كيف تغيرت البحيرة قبل وبعد التطوير قائلاً: «كان فيه عصابات منتشرة فى البحيرة، والناس كانت بتتنهب بالنهار وبالليل، كان فيه بلطجية واخدين البحر عافية، ومياه البحر كانت ضعيفة وقليلة، لكن دلوقتى البحيرة عادت ماية ماية، المياه زادت وارتفعت والسمك بقى أكتر من الأول واختفت البلطجة والسرقة وعمليات وضع اليد».
ويعمل «الشاعر» ومعه أقاربه الثلاثة فى صيد السمك البلطى من المنزلة، لكنّ صيادين آخرين اتجهوا لصيد أنواع أخرى من الأسماك، خاصة بعد التنوع السمكى الذى أصبحت تشهده البحيرة: «أنا شغال على البلطى، لأن الغزل (شباك الصيد) اللى معايا خاصة بالسمك البلطجى وبتنزل على أرض البحيرة، لكن ناس تانية بقت شغالة على أنواع مختلفة من السمك، زى القاروص والجمبرى والبورى، كل نوع سمكة بتحتاج شبك معين للتعامل معاها».