الصيادون و"المكنسة".. أصعب النوات تأتي أمواجها بما لا يشتهي البحارة

الصيادون و"المكنسة".. أصعب النوات تأتي أمواجها بما لا يشتهي البحارة
- نوة المكنسة
- النوة
- البحر المتوسط
- الإسكندرية
- الأرصاد
- البحر
- الرياح
- الأمطار
- نوة المكنسة
- النوة
- البحر المتوسط
- الإسكندرية
- الأرصاد
- البحر
- الرياح
- الأمطار
مع بدء فصل الخريف، تشتد أمواج البحر بالسواحل الشمالية خاصة مع النوات العديدة التي تشهدها، ليثور بداخله السمك ويتحرك بعيدا عن أماكنه المعتادة، وتهرب منه السفن، لتحمل ما لا يشتهي أغلب الصيادين.
ما هي نوة "المكنسة"؟
نوة "المكنسة".. تعتبر واحدة من النوات القاسية التي تتأثر بها السواحل الشمالية، حيث سميت بهذا الاسم نظرا لشدة رياحها الشمالية الغربية التي "تكنس" البحر إثر تيارات بحرية قوية، وتستمر لحوالي 4 أيام فى منتصف نوفمبر، يصاحبها أمطار غزيرة.
وإثر تلك النوة، يرتفع منسوب الأمواج من 4 أمتار ونصف إلى 6 أمتار، بينما تصل سرعة الرياح إلى 40 عقدة، لذلك تمنع الصيادين من نزول البحر، بسبب الإجراءات الأمنية التي يجرى اتخاذها خلالها من غلق الموانئ البحرية، وتوقف عملية حركة دخول وخروج السفن من وإلى الميناء.
أحد صيادي مطروح: "المكنسة" من أقوى نوات البحر.. ونستعد لها بتأمين قوت يومنا
محمد عوض، أحد الصيادين في مدينة مطروح، قال إن النوات تعتبر بمثابة "تضاد" مع الصيادين، وخاصة "المكنسة" التي تعد أقواها ولكن تختلف درجتها في كل عام، وفقا لجدول النوات الذي يتم إرساله من هيئة الأرصاد الجوية، من حيث الرياح والأمطار.
يتوقف خلال تلك النوات الصيد تماما لاضطراب البحر، بسبب تأثيرها على السطح بشدة ومن ثم الأعماق، ما يؤدي لهروب الأسماك لمناطق أقل تأثيرا، وفقا لحديث عوض لـ"الوطن"، مضيفا: "بس قبلها بيكون حركة السمك كبيرة أوي سبحان الله، بيكون بيدور على الأكل علشان يستعد للهروب في مناطق أقل تأثيرا ومش بيعرف ياكل فيها لبعدها عن أماكن الرعي".
وتابع أن النوات توثر سلبا على الصيادين، حيث يستعد قبلها الصياد بتأمين قوت أيامها لأجل أهل بيته، لركود حركة الصيد تماما، فضلا عن الاهتمام بمركبه جيدا بربطها وتغطيتها وشدها بقوة على السواحل تجنبا لإصابتها بكسور أو أعطال المعتادة مع كل نوة.
"بس في مشكلة أنه أحيانا قبل النوة بيكون البحر موقوف فيها".. تعتبر تلك هي أكبر مشكلة يعاني منها الصيادون وفقا لقول عوض، والتي تؤثر بشد على "لقمة العيش"، حينها، موضحا أن الصياد لا يقدر على نزول البحر إلا بعد انتهاء النوة تماما ويحتاج للسفر لمدة يوم أو 12 ساعة تقريبا حتى يصل إلى مكان متوقع فيه وجود أسماك كثيرة ما يعتبر إرهاقا بالنسبة له.
"منى" وأسرتها من الصيادين: النوة بتوقف حاليا.. والبحر مبقاش فيه سمك
بصوت حزين للغاية، تتحدى "منى حتة" أحد الصيادين بمنطقة المكس، والتي يعمل جميع أفراد أسرتها بالصيد، على أوضاعهم خلال النوة التي تجعلهم يلازمون المنزل تماما، لهروب السمك من البحر تماما.
وقالت منى إن "المكنسة" تعتبر أصعب النوات عليهم، حيث تستمر لمدة 4 أيام، ويعقبها توابع أخرى، حيث ينتظرون لحين هدوء الأوضاع تماما بها، ثم تعوض للبحر مرة أخرى مع أسرتها بمراكبهم، مضيفة: "بس البحر مبقاش فيه سمك زي زمان".
ونفس النبرة الحزينة تحدث زوجها "حتة"، الصياد أيضا، لغياب الرزق عن البحر، وهو ما جعل نجله "محمد" يترك عمل الصيد ويبحث عن أعمال يومية التي تصعب العثور بشدة.
"في فترة الشتا مش بنعرف نشتغل إلا أيام معدودة، وكله برزقه ونادرا لما بنلاقي".. هكذا وصف "حته" أوضاع الصيد في فترة الشتاء التي يغلب عليها النوات، والتي تدفع بالكثير منهم للبحث عن سبيلا آخر للرزق، خاصة بعد وقف العمل بملاحة المكس.
محمد عبده: النوة بالنسبة ليا رزق.. بس البحر مبقاش فيه شغل زي زمان
على خلافهم، يعتبر محمد عبده، الصياد ببحيرة مريوط، الذي ورث المهنة أبا عن جد، أن النوة موسم رز بالنسبة له، حيث إنه صياد "جوبيا" ويستخدم أدوات تجذب الأسماك خلال حركتهم الضخمة المثارة وقت النوة ومحاولتهم الهروب من الأمواج العاتية، لذلك عقب انتهائها كان يجد زقا كبيرا.
وأردف عبده أنه قبل النوة ينزل الصيادون للبحر للبحث عن قوة يومهم بشكل عادي ولا يتمكنون من تخزين أعداد كبيرة من السمك، حرصا على صيد الطازج باستمرار، لذلك يسارعون للعودة إلى المياه بعد انتهائها.
"البحر مبقاش فيه رزق زي زمان".. على غرار غيره من الصيادين يعاني عبده من تلك الأزمة أيضا، لذلك لم يعد يعتمد على الصيد في المقام الأول، وبدأ مع عدد آخر من أصدقائه البحث عن العمل اليومي بين البناء وشيل الحقائب وغيرها، بينما يعاني آخرون من الضنك الشديد جراء ذلك.