محمد حجازي: العالم كله يرى الإنجازات التي تتحقق واستطعنا التعامل بحكمة مع الملفات الإقليمية

محمد حجازي: العالم كله يرى الإنجازات التي تتحقق واستطعنا التعامل بحكمة مع الملفات الإقليمية
مساعد وزير الخارجية الأسبق : مصر أثبتت للعالم أنها نموذج للأمن والاستقرار وشريك له
واجهت ثورة الشعب المصرى فى «30 يونيو» تحديات عدة، على رأسها المواقف الدولية التى لم تكن متفهمة لما يجرى فى مصر، وأن ما حدث ثورة شعبية، الأمر الذى استدعى تحركات كبيرة من سفرائنا فى الخارج، بحسب السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذى قال فى حوار لـ«الوطن» إن العالم أدرك خلال السبع سنوات من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر نموذج للاستقرار والأمن فى عدد من المناطق الدولية.
كيف ترى تحرك الجيش فى «30 يونيو» وسط الأجواء الدولية التى كانت سائدة فى تلك الفترة؟
- لما كان الجيش هو جيش الشعب، فاستشعر غضبه وأمله فى التغيير، بما يحفظ له قيمه الليبرالية الراسخة عبر تاريخه كالتعايش والمواطنة، والبعد بوسطيته عن التطرف والثيوقراطية الديكتاتورية الدينية. فلبَّى الجيش النداء وأعاد للوطن بهاءه ووحدته. والمواجهة الأخطر كانت التصدى للإرهاب. ودحر فلوله وكشف داعميه داخلياً وخارجياً. وأما المعركة الأم التى خاضها الجيش والشعب هى معركة البناء واستعادة وجه الوطن وبهائه، فكانت بمثابة معركة عبور، ولكن هذه المرة للداخل.
ماذا عن التعامل مع المجتمع الدولى خصوصاً فى ظل المواقف التى لم تكن تعرف أن ما جرى فى مصر ثورة؟
- واقع الأمر أن العلاقات المصرية فى ذلك الوقت مع دول العالم الخارجى، خصوصاً أوروبا والاتحاد الأفريقى، كانت تتطلب مزيداً من الإيضاحات حول أن ما شهدته البلاد كان ثورة شعبية بكل المقاييس، حماها الجيش دفاعاً عن الوطن وقيم التعايش والليبرالية والوسطية والاعتدال التى كانت حجراً صلباً ضد جماعات التطرف الدينى، الأمر الذى استدعى من كل العاملين بالخارج (السفراء) العمل من أجل استعادة مقعد مصر فى الاتحاد الأفريقى، واستعادة العلاقات مع الدول الأخرى، وخصوصاً ألمانيا التى تحولت إلى داعم قوى لثورة 30 يونيو وتأكيد الاحترام لثورة مصر الشعبية. ولعبت ألمانيا دوراً مهماً فى إقناع أوروبا بذلك، كما فتحت ألمانيا الطريق أمام عديد من المشروعات فى مصر، فى إطار الحرص على استقرار مصر واستقرارها اقتصادياً. وما كانت ألمانيا لتقدم على ذلك لولا إدراك أن ما جرى فى مصر ثورة شعبية، والتأكيد أن المستقبل للشعب المصرى، ومتطلع للأمام، وهذا ما تأكد للدول الأوروبية والعالم بعد 7 سنوات للثورة، من أن مصر خطت كما وعدت، وما توقعته أوروبا فى مصر يتحقق، وأن مصر ليست مجرد مشروعات واستثمارات فقط، وإنما مشروع قائم نحو المستقبل، مشروع نجاح لتحقيق الأمن والاستقرار فى الجنوب الأوروبى وشرق البحر المتوسط وشمال أفريقيا والبحر الأحمر، فضلاً عن دول المنطقة، فأصبحت مصر حليفاً لكل من يرغب فى تحقيق الاستقرار والأمن.
كيف يتابع العالم الرئيس السيسى بعد «30 يونيو» بعين الدبلوماسى؟
- العالم كله يشاهد ما قامت به مصر فى عهد الرئيس السيسى، أُعيد عبر 7 سنوات من العمل الجاد بناء الاقتصاد القومى بعد تبنِّى برنامج إصلاح جاد أشادت به مؤسسات التمويل كافة وتحمل الشعب المصرى تبعاته بصلابة وجَلَد. ولما كانت الدولة فى حالة انهيار مؤسسى واقتصادى بعد ثورته، فقد كانت المعركة الأولى هى إعادة بناء مؤسسات الدولة انتقالاً لعملية تأهيل البنية التحتية من كهرباء وطرق وكبارى وأنفاق، وبدأت عملية مستمرة للاهتمام بالإنسان وصحته وتعليمه بمبادرات لا تتوقف كـ100 مليون صحة، فالإنسان هو دوماً الهدف الأسمى للتحول والتغيير.
وهل واكب ذلك تحسن فى معايير الشفافية وفق المؤشرات الدولية؟
- بات واضحاً أنه لا مكان للفساد ولا وقت للتراخى، وهذا يراه العالم كله عملاً دؤوباً وإنجازاً يومياً تلمسه وتراه رأى العين.
كيف تعاملت مصر مع المشهد الإقليمى والدولى؟
- لم يكن بعيداً عن ثورتنا المشهد الإقليمى والدولى المعقد، والذى فرض علينا إعادة بناء وتطوير ورفع قدراتنا العسكرية البرية والبحرية والجوية، وخاضت قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة معركتها الوجودية مع الإرهاب والتى انتصرت فيها بفضل الله.
وماذا عن القضية الفلسطينية؟
- تحركت مصر الثورة مجدداً باتجاه فلسطين وقطاع غزة لتحمى وتعمر، وهذا كان واضحاً على مدار السنوات الماضية، وآخرها العدوان الإسرائيلى الأخير على غزة.
ملفات معقدة
السياسة المصرية الخارجية كانت أكثر حكمة، وأبرز مثال ضبط النفس لمجابهة التحديات بوعى فى سياسة مصر الخارجية، كان التعامل مع أزمة «السد الإثيوبى» به توازن بين ما هو سياسى وفنى وأمنى وعسكرى لتحقيق هدف الأمن والاستقرار فى شرق القارة الأفريقية.