محمد أبوشقرة: شرارة الثورة

كتب: هيثم البرعى

محمد أبوشقرة: شرارة الثورة

محمد أبوشقرة: شرارة الثورة

 كانت الساعة تُشير إلى الثانية من صباح يوم 8 مارس 1983.. داخل منزل ضابط الشرطة سيد عبدالعزيز أبوشقرة، انطلقت الزغاريد معلنة عن مجىء نجله «محمد»، فرِح الضابط وابتهج بمولوده الثانى مستبشراً به ومصراً على إلحاقه بكلية الشرطة لاستكمال المسيرة من بعده.. لم يكن يعلم الأب أنه حين تشتد عظام نجله سيحقق حلمه بدخول كلية الشرطة، وسيكون له شأن عظيم فى مكافحة الإرهاب حتى بات شبحاً وكابوساً يؤرق مضاجعهم.. وأهم شرارة فى ثورة الـ30 من يونيو، التى استشهد قبل وقوعها بأسابيع، استشهد مغدوراً مُقبلاً غير مُدبر، وقتل اثنين من مهاجميه قبل أن يلقى ربه متأثراً برصاصات اخترقت جسده. واصل «الشبح» تميزه أثناء عمله بقوات مكافحة الإرهاب التابعة لقطاع الأمن الوطنى، وكُلف من رؤسائه بمهام لا ينفذها إلا جسور كفء ومُلم بمقتضياتها، كان أهمها مرافقة جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى الأسبق، كما ظهر فى جنازة والدة الإرهابى خيرت الشاطر، النائب السابق لمرشد الجماعة الإرهابية، لمنع هروبه أو تمكينه منه، فضلاً عن عمليات أمنية حساسة ودقيقة، شارك فى تنفيذها بكل احترافية وبراعة.

التحق «أبوشقرة» بمديرية أمن شمال سيناء، وعمل هناك، وأظهر نجاحاً منقطع النظير فى العمليات التى شارك فيها، جعلته شبحاً وهدفاً للعناصر الإرهابية التى ترصدت له فى أحد الشوارع الرئيسية، وباغتوه بإطلاق النيران عليه، يوم 9 يونيو 2013، قبل 21 يوماً من اندلاع ثورة المصريين ضد إرهاب الإخوان والجماعات المنبثقة عنهم، واجههم «أبوشقرة» وقتل 2 منهم، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة، وثأرت له وزارة الداخلية والقضاء على حد سواء، حيث تمكنت الأولى من القبض على العناصر المتورطة فى اغتياله، وعاقبتهم محكمة جنايات أمن الدولة العليا، فى مارس 2020، بالإعدام شنقاً لإدانتهم فى الجريمة، وجرائم أخرى مماثلة.


مواضيع متعلقة