غرب سهيل النوبية.. قرية أسوانية بشهرة عالمية

كتب: عبد الله مشالي

غرب سهيل النوبية.. قرية أسوانية بشهرة عالمية

غرب سهيل النوبية.. قرية أسوانية بشهرة عالمية

غرب سهيل هي قرية نوبية تقع على الضفة الغربية لمدينة أسوان وتحديداً شمال خزان أسوان، تجاوزت شهرتها لتكون قرية عالمية فأصبحت واجهة القرى النوبية في العالم، حيث  يتوافد عليها السياح الأجانب من شتى بقاع العالم نظراً لاحتفاظها بطبيعة القرية النوبية من إطلالة فريدة على مجري نهر النيل حيث أنقى مياه مصر العذبة، ومناظر بيوتها الطينية المزخرفة بأجمل وأزهي الألوان النوبية وتضافر جهود أبناء القرية فى استثمار كل قطعة داخل القرية لتكون جاذبة للسياحة فأصبحت البيوت النوبية لا تغلق أبوابها وأي سائح من حقه أن يزور أي بيت نوبي في أي وقت وتقدم له الوجبات والمشروبات النوبية المشهورة كالكرديه والدوم والتمر .

غرب سهيل والطبيعة الساحرة

استغل الشباب النوبي الطبيعة الساحرة بضفاف النيل وخلفها الطبيعة الصحراوية من رمال صفراء في الجبال الغربية وأجَروا الجِمال للسائحين فى نزهة 3 كيلو متر بداية من منطقة «بربر» أقصى شمال القرية وحتى السوق السياحي بقرية غرب سهيل، كما ينقش السياح على أجسادهم خاصة السائحات الحناء النوبية من نقش فني نوبي أًصيل كالورود والتماسيح والأسماك وكذلك مفتاح الحياة ، هذا كله فى ناحية وناحية أخرى هي بشاشة الوجه النوبي الأسمر الطيب الذى يُعد هو المصدر الأول لجذب السياحة فالنوبي بطبعه أسمر الوجه أبيض القلب صاحب ابتسامة يقابل بها السياح ويكرمهم فيجعل السائح تاركاً القرية بالدموع وحين عودته لبلده يقص ذلك على أصدقائه فيكون النوبي هو واجهة حقيقية للسياحة فى مصر.

طباع خاصة لأبناء غرب سهيل

القرية النوبية بغرب سهيل لها طباع خاصة فأصحاب المحلات التجارية والبازارات السياحية حتى ولو كانوا من غير أبناء القرية يتركونها دون أبواب بل لا يغلقونها فلا يوجد فى غرب سهيل سرقات فعلى صاحب البازار حين ينتهي اليوم أن يدخل بضاعته وأدواته إلى داخل محله فقط وأن يتركه وهو يعلم أنه سيعود ويجده كما كان، فأخلاق النوبيين تحتم عليهم عدم السرقة بل الحفاظ على الطبيعة بصفة عامة وغالبيتهم أقارب ويد واحدة .

«فضلوس» كلمة نوبية لأبناء غرب سهيل

بوجه أسمر وطيبة قلب يفتح ناصر عبد الستار، صاحب أشهر البيوت النوبية بقرية غرب سهيل، بيته للزوار ويردد كلمة «فضلوس» بمعنى اتفضل باللغة النوبية، حيث يوجد بيته أمام مرسى غرب سهيل مباشرة: «منذ سنوات طويلة ونحن نعمل فى السياحة وموقع منزلنا أمام مرسي القرية ساعد فى أن يكون أحد أهم وأِشهر البيوت النوبية فى أسوان عامة وغرب سهيل خاصة، ولا يوجد منزل واحد أو بيت نوبى يضع أسعاراً معينة للمشروبات النوبية أو حتى الآكلات النوبية أيضاً نقدمها للزائر ومع نهاية جولته بالمنزل والذى يجلس فيه بالساعات يقدم سعراً يناسبه هو على حسب ما يراه من خدمة متميزة»، قالها ناصر لـ«الوطن»، مضيفاً أن البيوت النوبية فيها بعض الخدمات الأخرى غير الطعام والشراب النوبي، فمثلا يتم رسم الحناء للزوار داخل البيوت النوبية، والاستمتاع لبعض الفقرات الغنائية من الفرق الشعبية للفلكلور النوبي، والاستمتاع أيضاً بمشاهدة التماسيح التى يتم تربيتها داخل البيوت النوبية بالقرية ويستمتع بمشاهدتها الجميع خاصة السياح الأجانب الذين يصرون على التقاط الصور التذكارية معها .

وأضاف ناصر  أن البيت النوبي بمثابة معرض صغير للحرف النوبية الأصيلة ومنها الأعمال اليدوية والمفروشات الخاصة بالنوبيين والتى يتم من خلالها دمج الألوان الزاهية فى بعضها البعض بأيدي أبناء النوبة سواء الرجال أو النساء منهم الكبير والصغير، ومن الأعمال طاقية بكار والشال النوبى والسلاسل والعُقد النوبى بالإضافة الى بعض الصناعات اليدوية الأخرى والملابس، كل ذلك جعل القرية تُعد نموذجاً للقرى النوبية أمام السياحة فيعود السائح لبلده وقد رأى كيف نعيش فى سلام وأمان فيكون هو خير سفير لنا فى الخارج ويعود بعدها ومعه أصدقائه ، وكثيراً من السياح الأجانب ما يتواصلون معنا حالياً سواء تليفونياً أو حتى على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت .

شامبو النوبي هدفنا ليس الكسب

وقال أحمد حسن الشهير بـ«شامبو»، مدير فنادق أناكاتو بغرب سهيل: «أنا كاتو تعنى بالنوبي بيتنا، وليس هدفنا من بناء مجموعة الفنادق على الطراز النوبى فى قرية غرب سهيل هو الربح إنما لنشر الثقافة النوبية وتعريف الجميع ما هى النوبة وكيف يعيش أصحاب البشرة السمراء الطيبين على أرض أسوان، فالنوبي يستطيع أن يكون مضيافاً لكل البشر باختلاف ألوانهم وأشكالهم وجنسياتهم فنحن لا نفرق بين أحد ، والكل عندنا ضيفاً بل نعتبره صاحب بلد، وقرية غرب سهيل من القرى القليلة التى لا تحدث فيها سرقات أو عمليات نصب أو حتى بلطجة فجميعنا نعرف بعضنا البعض لدرجة أن أصحاب المحلات والبازارات السياحية بغرب سهيل لا يغلقون محالهم فى المساء ويعودون في الصباح ويجدونها كما هى ، فالنوبي معروف بأمانته ، وكل العاملين فى الفنادق معنا من أبناء النوبة فى القرية والذين يجيدون مجموعة من اللغات الجنية وفى مقدمتها اللغة الإنجليزية».

 

وأشار محمود على حسين ، أحد شباب بجامعة حلوان: «أنا لازم لما أزور أسوان في أول ليلة أقضيها بقرية غرب سهيل النوبية لأنها باختصار هي سحر الطبيعة الأصيلة فى مصر، فجوها الرائع صيفاً وشتاءً يجعلنا نعشقها وكأننا فى قطعة أرض خارج البلد لأنها بصراحة خيال، وأعتقد اني لو سكنت فيها لشهور سأصبح شاعر وأديب لجوها وموقعها الجغرافي المميز الذي يجعلها تصنف من القرى العالمية، بالإضافة لطيبة أهلها وابتسامتهم فى مقابلة السائحين الأجانب والمصريين على حد سواء وأنا دخلت حوالي 10 بيوت نوبية لا أجد فيهم أي تفرقة فالكل بشوش وودود ولم يطالبونا بمبلغ معين وكل اللى أعطيناهم ثمن الشاي أو المشروبات المثلجة ».


مواضيع متعلقة