أصغر بائعَين في «الإسماعيلية».. ابتسامة «معاذ وعبدالرحمن» تتحدى الموسم الاستثنائي: «أحلى بشاير»

كتب: عمرو الورواري

أصغر بائعَين في «الإسماعيلية».. ابتسامة «معاذ وعبدالرحمن» تتحدى الموسم الاستثنائي: «أحلى بشاير»

أصغر بائعَين في «الإسماعيلية».. ابتسامة «معاذ وعبدالرحمن» تتحدى الموسم الاستثنائي: «أحلى بشاير»

بجوار فرشة كبيرة فى مدخل محافظة الإسماعيلية بناحية منطقة «عزبة أبودهشان»، يقف «معاذ» وشقيقه «عبدالرحمن» يرتبان «كراتين» المانجو، التى وصلت للتو من المزرعة القريبة منهما.

يعمل «معاذ» على رص «الكراتين»، فيما يقف «عبدالرحمن» للحديث مع أى زبون يصل للسؤال عن المانجو وأسعارها ليجيب بطلاقة سريعة: «دى نعومى إسمعلاوى لسه واصلة بـ25 بس.. ودى هندية عشانك بـ27». بدأ موسم البشائر فى الإسماعيلية قبل أسبوع تقريباً، إلا أن الموسم الحالى يختلف كلية عن باقى المواسم الماضية، لانخفاض الثمار بنسبة 90% تقريباً عن السنوات الماضية.

يقول «معاذ» إنه يساعد والده وأقاربه فى موسم الصيف بالعمل فى المانجو، مشيراً إلى أنه منذ صغره وهو يرتبط بهذه العادة السنوية ويحبها، ويضيف: «كل أنواع المانجة هنا عارفها، سواء الصعيدى اللى وصلت من أسوان أو الإسمعلاوى»، ويشير بإصبعه قائلاً: «دى جولك، ودى نعومى إسمعلاوى، ودى هندى، ودى سكرى أبيض».

يمتلك «معاذ» بشرة سمراء وضحكة صافية تجذب الزبون لشراء المانجو، قائلاً: «المهم الضحكة الحلوة، والإجابة عن سؤال الزبون، لأن المانجة أنواع وكل نوع له صاحبه».

على جانب الفرش يجلس «عبدالرحمن» يراقب المارة فى صمت، ينتظر أن يمر شخص بسيارته للسؤال عن أسعار المانجو، فيهب واقفاً، ويقول: «عندنا اللى بتدور عليه، تحت أمرك»، ويمتلك البائع الماهر قدرة إقناعية كبيرة وتأثيراً على الزبائن رغم صغر سنه، فتردده كل عام للعمل فى «فرش المانجة» أكسبه مهارة خاصة، وبات يستطيع مساعدة الزبون للوصول إلى ما يبحث عنه بسرعة وسهولة، والتعامل مع أكثر من شخص فى وقت واحد.

«دى نعومى إسمعلاوى طازة لسه واصلة الصبح، وتتحمل درجة الحرارة، ودى بشاير سكرى أبيض جملتها 25 جنيه بس وإسمعلاوى برضه، ودى جولك صعيدى سقط من على الشجرة».

يعمل الصغيران فى موسم المانجو يومياً من الصباح وحتى السابعة مساء، ثم يتوجهان إلى منزلهما فى قرية «أبوبلح»، التابعة لمركز الإسماعيلية، التى تبعد 5 كيلومترات فقط عن مكان عملهما، وبثقة يقول «معاذ»: «الشغل مش عيب لأننا بنساعد والدنا، خاصة إننا بنحب المانجة، وبننتظر الموسم من السنة للسنة، وكمان مفيهوش خطر علينا ولا على حياتنا». 


مواضيع متعلقة