الرئيس الجديد لأساقفة إقليم الإسكندرية لـ«الأسقفية»: لدينا 145 كنيسة في غرب إثيوبيا.. ونساند الدولة في طلبها العادل لاستخدام مياه النيل

الرئيس الجديد لأساقفة إقليم الإسكندرية لـ«الأسقفية»: لدينا 145 كنيسة في غرب إثيوبيا.. ونساند الدولة في طلبها العادل لاستخدام مياه النيل
- الكنيسة الأسقفية
- "إقليم الإسكندرية"
- إثيوبيا
- دستور الكنيسة
- الكنيسة الأسقفية
- "إقليم الإسكندرية"
- إثيوبيا
- دستور الكنيسة
المطران سامي فوزي في أول حوار له بعد انتخابه: الصورة قبل 30 يونيو 2013 كانت قاتمة جداً وتغيرت جذرياً خلال السنوات الـ 8 الماضية
أكد الدكتور سامى فوزى، الرئيس الجديد لأساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية ومطران إيبارشية مصر، أن الكنيسة الأسقفية لديها 145 كنيسة فى غرب إثيوبيا وتساند مصر فى ملف مياه النيل. وقال فى أول حوار صحفى له بعد توليه المنصب الجديد، وكان لـ«الوطن»، إن الصورة قبل ثورة 30 يونيو 2013 بالنسبة للمسيحيين كانت قاتمة جداً وتغيرت جذرياً خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنه سيتم إقامة مركز للدراسات الإسلامية المسيحية فى الكنيسة بالتعاون مع الأزهر لنعلّم العالم كيف تكون العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.
دستور الكنيسة لا يمنع أجنبياً من تولي رئاستها.. ومن المتوقع استمرار القيادة المصرية لإقليم الإسكندرية.. ولن نسمح برسامة المرأة قساً أو أسقفاً
وأضاف أن دستور الكنيسة لا يمنع أجنبياً من تولى رئاستها، ومن المتوقع استمرار القيادة المصرية لإقليم الإسكندرية، والكنيسة لن تسمح برسامة المرأة قساً أو أسقفاً، مشيراً إلى أن المناقشات بين الدولة والكنائس مستمرة حول قانون الأحوال الشخصية، وكنيسته تبيح الانفصال للهجر والعلة النفسية، وتتفاوض مع الكنيسة الإنجيلية لحل المشكلات العالقة بينهما.. وإلى نص الحوار.
كيف جرت عملية الانتخاب؟
- طبقاً لدستور الكنيسة الأسقفية، يتقاعد المطران - رئيس الكنيسة - عند سن المعاش، وتحدث انتخابات فى الوقت الذى يتقاعد فيه رئيس الكنيسة، وسنودس الكنيسة هو من يتولى عملية الانتخاب، وهذا السنودس يتكون ثلثه من القسوس والثلثان من العلمانيين، وهم من يختارون المطران الجديد، وتبدأ عملية الانتخاب بوجود لجنة تسمية للمرشحين لخوض الانتخاب، وتجرى عملية الاقتراع وتفرز الأصوات وتعلن النتيجة، وفى عملية انتخابى نظراً لتحول إيبارشية مصر إلى إقليم يضم عدداً من الدول، كان المسئول عن اعتماد نتيجة الانتخابات رئيس أساقفة كانتربيرى بإنجلترا.
هل كان هناك منافسون لكم فى الانتخابات؟
- كان هناك قسيس مرشح وأنا فزت بـ 73% من الأصوات.
هل يمكن أن نرى رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية أجنبياً فى ظل عملية التوسع التى حدثت لإيبارشية مصر؟
- حينما أعددنا دستور الإقليم الجديد لم نقصر عملية الترشح والانتخاب لرئاسة الإقليم على حاملى الجنسية المصرية فقط، من منطلق المناداة بالحرية والمساواة بين كل الناس، ولكن من الطبيعى والواقعى فى الظروف الحالية أننا كنيسة وطنية وموجودة فى مصر، أن تستمر القيادة المصرية للإقليم.
من هو نائبكم فى رئاسة الكنيسة؟
- الهيكلة الخاصة بالكنيسة الأسقفية تعتمد على وجود 4 أساقفة فى 4 إيبارشيات مختلفة، واحد من هؤلاء الأساقفة يكون رئيس الأساقفة، وفى الفترة الحالية تم اختيار المطران منير حنا رئيساً للإقليم فى بداية تأسيسه، وما زلنا فى الفترة الأولى وحينما انتُخبت رئيساً للكنيسة فى مصر أصبحت بالتبعية رئيس أساقفة الإقليم، هذه الفترة ستنتهى بعد 4 سنوات وسيتم انتخاب من سيكون رئيساً للأساقفة، ولا يوجد منصب نائب المطران حالياً، ولكن لقب نائب المطران يطلق على من ينتخب رئيساً للكنيسة عقب تقاعد المطران الحالى.
ما حجم الكنيسة الأسقفية فى مصر، وعدد الأتباع والكنائس؟
- لدينا فى مصر 25 كنيسة، داخلها رعويات مختلفة تخدم مجتمعات مختلفة مثل الجاليات الموجودة فى مصر، وبخصوص عدد أتباع الكنيسة الأسقفية فى مصر أعتقد أن المطران السابق الدكتور منير حنا أعد إحصائية، فمثلاً أتباع إقليم الإسكندرية فى مصر ودول الإقليم نحو 40 ألفاً.
ما هى الدولة الأكثر كثافة فى أتباع الكنيسة الأسقفية فى دول إقليم الإسكندرية والقرن الأفريقى؟
- إثيوبيا، حيث يوجد فى منطقة غرب إثيوبيا 145 كنيسة تابعة لإقليم الإسكندرية، مسئول عنها أسقف القرن الأفريقى وجامبلا، وهو أسقف من سنغافورة.
هذا الوجود لكم فى إثيوبيا يدفعنا للتساؤل حول رؤيتكم للموقف الإثيوبى من قضية سد النهضة؟ وما هو الدور الذى لعبته الكنيسة الأسقفية فى هذا الملف؟
- نحن نساند الدولة المصرية فى طلبها العادل لاستخدام مياه النيل، وحينما صرنا إقليماً أصبحنا عضواً من أعضاء الأقاليم الموجودة فى أفريقيا، والكنيسة الأسقفية فيها مجلس اسمه مجلس أقاليم أفريقيا، وهذا المجلس أصدر بياناً يطالب فيه إثيوبيا بأن تعمل على ضمان التوزيع العادل لمياه النيل، وكافة رؤساء الكنائس الأسقفية فى أفريقيا اشتركوا فى التوقيع على هذا البيان، ونحن دوماً نتحدث عن عدالة توزيع مياه النيل واستمرار الحوار والانخراط فيه بفاعلية.
هل هناك موقف على الأرض للكنيسة الأسقفية فى عرض عدالة الموقف المصرى والسودانى بخصوص مياه النيل؟
- نحن نستغل كل الفرص فى أن نتكلم عن قضية سد النهضة والمياه، والكنيسة الأسقفية عضو فى مجلس رؤساء الأساقفة العالمى الذى أصدر بدوره بياناً حول هذا الموضوع، ووقع عليه 41 أسقفاً من كافة دول العالم.
الكنيسة الأسقفية وافقت عام 1987 على رسامة النساء قساوسة وفى 2014 تم رسامة المرأة فى منصب الأسقف، ماذا عن مصر من هذه الخطوة؟
- الموافقة على رسامة النساء قساوسة جاء بعد سنوات طويلة من المناقشات داخل الكنيسة الإنجليكانية عالمياً، بالطبع المرأة لها دور فعال فى الكنيسة لأنها نصف المجتمع ومهمة جداً فى خدمة الكنيسة ولكن ليس بالضرورة أن تكون المرأة فى رتبة القسيس، فالكنيسة الأسقفية العالمية سمحت بالتعدد داخل الكنيسة، ولكن الكنيسة الأسقفية فى مصر موقفها الرسمى أننا لا نسمح برسامة المرأة لا قسيس ولا أسقف، وهذا ينطبق على إقليم الإسكندرية والقرن الأفريقى، وأعتقد أن هناك أقاليم أخرى تتخذ نفس قرار إقليم الإسكندرية.
ما آخر تطورات مشروع قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين فى مصر؟
- مازلنا نأمل أن يكون هناك قانون أحوال شخصية موحد للمسيحيين فى مصر، وأن يكون موحداً بالفعل، لأننا ما زلنا فى مصر كل كنيسة لها قانون خاص بالأحوال الشخصية، وما أعلمه أن المناقشات ما زالت مستمرة داخل وزارة العدل بين الكنائس والحكومة حول القانون الموحد، ونحن لدينا فى الكنيسة الأسقفية قانون خاص بنا فى الأحوال الشخصية الذى يتيح فى مواده الانفصال بسبب الهجر والعلة النفسية أو العقلية.
كان لكم لقاء مؤخراً مع الدكتور أندريه زكى ووفد من الطائفة الإنجيلية ماذا دار فيه؟
- بالفعل قام الدكتور أندريه بزيارة على رأس وفد كبير ورفيع المستوى من الطائفة الإنجيلية للتهنئة بتولى رئاسة الكنيسة الأسقفية فى مصر، وسعدنا جداً بزيارته وأنا شخصياً أحب القسيس أندريه وأتمنى أن تكون علاقتنا مع الطائفة الإنجيلية علاقة جيدة، مع الاحتفاظ بالهوية المستقلة للكنيسة الأسقفية.
لكن الطائفة الإنجيلية تضم عدداً كبيراً من المذاهب وكل مذهب له شخصيته المستقلة وهويته ولم تلغِ دوركم، لماذا الدعوة للانفصال؟
- لدينا رغبة فى أن تكون بيننا وبين الطائفة الإنجيلية مشاركة كاملة، ولا ينبغى أن أكون تحت سلطان الطائفة، وينبغى أن تكون لنا الاستقلالية الكاملة التى تسمح لنا بالمشاركة.
ينادى قادة الكنائس بالوحدة، أليس فى مسعاكم بالاستقلال تناقض مع هذه الدعوة؟
- نحن متحدون مع جميع الطوائف وأنا عضو فى لجنة الحوار مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ممثلاً للكنيسة الأسقفية العالمية، وعملنا اتفاقيات للتقارب، وانضممت مؤخراً للجنة حوار مع الكنيسة الكاثوليكية، وفى علاقة وشراكة مع جميع الكنائس الإنجيلية، وهذا لا يمنع أننا نفقد هويتنا ونذوب فى الكيان الآخر.
هل بعد اللقاء الذى حدث مع الدكتور أندريه، سيتم فتح قناة تواصل للحوار والتفاوض من أجل إنهاء المنازعات القضائية بين الكنيسة والطائفة؟
- كما قُلت نحن سعدنا جداً بالزيارة، ونتمنى أن تنتهى كل المشكلات فى يوم من الأيام، ونشترك مع بعض فى وحدة كاملة، وموضوع القضايا سنتركه للقضاء لأنه موضوع له سنوات طويلة، والتنازل عن الدعاوى القضائية معناه أن الموضوع انتهى، ولكن أعتقد أننا ما زلنا فى بداية مرحلة التفاوض، وممكن جداً إذا اتفقنا ووصلنا لاتفاق أن نتنازل عن القضايا، ولكن أنا جلست فى منصبى الجديد منذ أيام، وسينتهى الخلاف بيننا إذا أصبح لدى الكنيسة الأسقفية هويتها المستقلة، والاعتراف بذلك.
ما تفاصيل مركز الدراسات الإسلامية الذى أعلنتم عن إنشائه فى لقائكم الأخير مع شيخ الأزهر؟
- الفكرة موجودة منذ وقت، لأن الكنيسة الأسقفية لها علاقات متميزة مع الأزهر الشريف من خلال بيت العائلة ومن خلال حوار الأديان الذى بدأ عام 2001، والعلاقة المتميزة بين الكنيسة والأزهر الشريف أثمرت عن مشروعات مشتركة، وأنا قناعتى الشخصية أنه إذا كان أحد فى العالم يريد أن يتعلم كيف تكون العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فلا بد أن يأتى إلى مصر، لأن هناك عدداً كبيراً لا يفهم شيئاً عن المسيحية أو الإسلام من الدول المختلفة، وهنا يوجد صراع ليس له معنى، وبالتالى الناس لو أتت لزيارة مصر واستمعوا لقادة دينيين مسلمين ومسيحيين يتحدثون عن العلاقة والرابطة التى تجمعهم لمدة 15 قرناً من الزمان، أعتقد أن هذا سيغير الفكر ناحية العلاقة الإسلامية المسيحية والحوار المسيحى الإسلامى.
سنقيم مركزاً للدراسات الإسلامية المسيحية في الكنيسة بالتعاون مع الأزهر لنعلّم العالم كيف تكون العلاقة بين المسلمين والمسيحيين
هل اتخذتم خطوات فعلية لتنفيذ هذا المركز؟
- نحن أعلنا فى حفل تكريم المطران السابق للكنيسة الأسقفية، الدكتور منير حنا، أن المركز سيحمل اسم «مركز المطران منير حنا للدراسات المسيحية الإسلامية»، وبدأنا اتخاذ خطوات فعلية فى تأسيسه بمخاطبة هيئات عالمية منذ فترة، وفى وقت من الأوقات كانت هناك تجربة لعمل هذا المركز بزيارة وفد أجنبى لمصر وظلوا لمدة أسبوعين والتقوا خلال زيارتهم مع شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ونقلوا نتائج الزيارة للكنيسة الأسقفية، والتى كانت جيدة جداً، وكان هناك مخطط زيارات أخرى من خارج مصر لزيارتها ولكن توقفت بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا، وأعتقد أنه بعد انتهاء جائحة كورونا ستكون هناك خطوات عملية أكثر للبدء من جديد فى تفعيل أنشطة المركز.
وكيف سيكون شكل الدراسة داخل هذا المركز؟
- سيكون هناك جزء للمحاضرات وجزء دراسى، فضلاً عن ورش عمل وندوات.
وما شكل التعاون مع الأزهر الشريف فى إدارة هذا المركز؟
- أنا زرت فضيلة الإمام شيخ الأزهر، قبل تنصيبى مباشرة رئيساً للكنيسة الأسقفية فى مصر، وطرحت فكرة إنشاء هذا المركز، وكانت هناك استجابة فورية للفكرة، وشيخ الأزهر شاركنى الرأى فى أن الأزهر يسعى لعمل دراسات يدعو فيها ضيوف مسيحيين يتحدثون عن العلاقات الإسلامية المسيحية فى مصر، وهذا يدل على وحدة الفكر، لأن مصر هى مركز العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وهدفنا نقل الصورة الحضارية الموجودة فى مصر إلى العالم، والتجربة المصرية فى التعايش السلمى فى إطار من الاختلاف يمكن أن تطبق فى دول العالم وسط حرية ممارسة العقيدة الدينية.
كيف ترى أوضاع المسيحيين فى مصر؟
- الفترة الأخيرة كانت فترة مزدهرة جداً فى الحقيقة، والرئيس عبدالفتاح السيسى يشجع المسيحيين جداً، وهناك علاقة طيبة جداً تجمع الرئيس السيسى مع البابا تواضروس الثانى، وهذا شىء يفرح المسيحيين داخل المجتمع المصرى.
نحتفل خلال هذه الأيام بالذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو 2013، كيف ترى الفرق بين مصر قبل الثورة وما بعدها؟
- كمواطن مصرى، الصورة قبل ثورة 30 يونيو 2013 كانت قاتمة للغاية لدرجة أن هناك عدداً كبيراً من العائلات الأسقفية بدأت تبحث عن محاولة للهجرة خارج مصر، وفعلاً أكثر من أسرة هاجرت حينما كنت وقتها راعياً للكنيسة الأسقفية فى الإسكندرية، لأن المستقبل كان بالنسبة لهم قاتماً للغاية، ولكن تغيرت الصورة تغيراً جذرياً مع ثورة 30 يونيو 2013.
الكنيسة الأسقفية
الكنيسة الأسقفية موجودة فى مصر منذ عام 1839م ولها هويتها المستقلة، ولها الانتماء الخاص بها عالمياً، وكإقليم الإسكندرية لها وجود فى 10 دول مختلفة، فمن الصعوبة تصور أن الكنيسة الإنجليكانية التى لها وجود عالمى أن تصبح تحت مجلس محلى داخل مصر، ولدينا علاقة جيدة مع الطوائف الأخرى، ولكن فى نفس الوقت يصعب أن نكون كنيسة تحتوى داخل مجلس محلى فى مصر.