ما هي مراكب الشمس أضخم أثر عضوي بالعالم؟.. طولها أكثر من 43 مترا

كتب: رضوى هاشم

ما هي مراكب الشمس أضخم أثر عضوي بالعالم؟.. طولها أكثر من 43 مترا

ما هي مراكب الشمس أضخم أثر عضوي بالعالم؟.. طولها أكثر من 43 مترا

تفصلنا أيام على انتهاء تجارب نقل مركب خوفو الأول من موقعه بالمتحف الذي شيد في ستينات القرن الماضي بجوار هرم خوفو عقب اكتشافه، إلى موقعه الجديد بمبنى يجري بناؤه بالمتحف المصري الكبير ليستقر به كأضخم أثر عضوي في العالم، فيما يعرف بـ«مراكب الشمس»، حيث يبلغ طول المركب 43.4م، وأقصى عرض له 5.9م، وعمقه 1.78م، وارتفاع مقدمته ذات الشكل البردي 6 أمتار، وارتفاع مؤخرته 7 أمتار، وله عشرة مجاذيف خمسة على كل جانب تتراوح أطوالها مابين 6.5 و8.5م، ومقصورة رئيسية تتقدمها مقصورة الربان في مقدمة المركب، والدفة عبارة عن مجذافين كبيرين، ويزن المركب حوالي 45 طنًا، وهو الأثر الذي حير علماء المصريات عن الكيفية التي نقل بها المركب الضخم وسبب دفنه بجوار الهرم.

عن أصل الأسطورة وسبب تواجد المراكب بتلك المنطقة، قال الباحث في مجال الآثار محمد مندور، إن المراكب الجنائزية كانت تصنع لتبحر بالميت في العالم الآخر وتروي أسطورة «الإله رع»، أنه يكون طفلاً عند الشروق، ثم رجلاً كاملاً وقت الظهيرة، ثم يصبح عجوزاً في المساء، يركب مركبين، تُعرفان باسم «مراكب رع»، يعبر بهما النهار حيث يعلو في السماء، ثم يختفي عن الأنظار وقت الغروب، ويبدأ رحلة البحر السماوي خلال الليل، وتحمل المركبان اسم الإله الملك، بعد وفاته أثناء رحلته المقدسة إلى عالم النور، وفق الأسطورة، التي اختفت عن الأنظار لـ4 آلاف سنة قبل أن يعاد اكتشافها بالصدفة على يد أحد العاملين.

كيف كان الملك فاروق سببا في اكتشافها؟

اكتشف المركب بالصدفة حين كان الملك فاروق يرافقه ضيفه الملك عبدالعزيز آل سعود في زيارة هضبة الأهرام بالمركبة الملكية المقطورة بالخيول، وقد اقترح جلالة الملك عبد العزيز إزالة تل الأتربة الهائل الملاصق للجانب الجنوبي من هرم خوفو، فأصدر الملك فاروق فوراً أوامره إلى مدير عام مصلحة الآثار، بتنفيذ الملاحظة السامية، وفعلاً صدرت الأوامر صباح اليوم التالي باعتماد خمسين جنيهاً لتنفيذ عملية إزالة الأتربة التي تم خلالها إزالة ما يوازي ستين ألف متر مكعب من الأتربة على فترات متقطعة ليكتشف حفره مصقوفة بأحجار ضخمة، ليسرع ويخبر الكاتب الصحفي كمال الملاخ ويبدأ في استخراجها ليكشف مزيدا من الألغاز حيث لم يستخدم مسمار معدنيا واحد في صناعة هذا المركب، فقد استخدم المصري القديم هنا طريقة  التعشيق والحبال في تكوين أجزاء هذا المركب كبير الحجم.

هل أبحرت مراكب الشمس؟

فيما قال عيسى زيدان، المشرف على الترميم الدقيق لمشروع مراكب خوفو، إنه قبل اكتشاف مراكب خوفو أو مراكب الشمس بجوار هرم خوفو، ظلت «مراكب الشمس»، أو «مركب خوفو»، التي كشفت الصدفة عن شقيقتها الأولى عام 1954، حبيسة الصخور، تعاني من النسيان، ومن حشرات بدأت تنخر في أخشابها، وبدلاً من أن تشق طريقها نحو العالم الآخر، طالتها المياه الجوفية، ومياه بناء متحف المركب الأولى، حتى أصبح استخراج قطعها سليمة ومتكاملة عملية مستحيلة، ولكن بفضل شباب المرممين والأثريين المهرة وبتكنولوجيا يابانية كشفت عن وجود احتمالية كبيرة لأن تكون تلك المراكب قد أبحرت في النيل، ولم تكن مجرد قوارب جنائزية وانتهى العمل برفع المركب الثانية، وشقت طريقها نحو المتحف الكبير، ويجري حاليا الانتهاء من التجارب الاختبارية لنقل المركب الأولى بعد تغليفها بصندوق معدني تمهيدا لنقلها للمتحف الكبير لتبحر من جديد نحو الشمس.


مواضيع متعلقة