«عاطفتهم أزيد».. ارتفاع حالات الانتحار بين مراهقات أمريكا بسبب كورونا

06:40 م | الثلاثاء 15 يونيو 2021

رصدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية، زيادة في أعداد محاولات الانتحار بين المراهقين، خاصة الفتيات منهم، وارتفاع الحالات في زيارات أقسام الطوارئ داخل المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19».

وذكر بيان المراكز الأمريكية، أن أعداد حالات الانتحار لدى الأعمار ما بين 12 إلى 17 عامًا، ارتفعت منذ بداية شهر مايو من العام الماضي 2020، مع ملاحظة أن النسبة الأكبر تكون بين الفتيات، حسبما نشرت شبكة «سكاي نيوز».

رشا الجندي: الخوف الطبيعي ضروري أما المرضي خطر

ولتوضيح أسباب هذه الظاهرة، قالت الدكتورة رشا الجندي، أستاذ الصحة النفسية، إن الخوف والتوتر الطبيعي من فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، ليس به أي مشكلات، بل يعتبر مفيدًا، لأنه يجعل الشخص يتبع التعليمات والإجراءات الاحترازية، وينتبه لحالته الصحية، أما الخوف المرضي فهو المشكلة الحقيقية، وهو ما قد يدفع الشخص إلى الانعزال عن الآخرين، مع كثرة الكوابيس، والتوقف عن العمل، والتركيز فقط على الخوف من التعرض للمرض، ما يجعلهم عرضة للاكتئاب والأمراض النفسية والانتحار.

طريقة تأثير الأنباء على المخ والحواس

وأضافت «الجندي» في حديثها مع «الوطن»، أن الإنسان يستقبل الأنباء بحواسه، ومع متابعة أوضاع كورونا وحالات الوفاة والإصابات في مختلف دول العالم، تنتقل المعلومات من الحواس إلى المخ عن طريق إشارات يترجمها، فإذا كان المتلقي شخصا إيجابيا سيفصل الجزء الجيد في الموضوع فقط ويستقبله، على عكس الشخص السلبي، الذي يكثف تركيزه على الجوانب المحبطة في الموضوع، لافتة إلى أن الخوف الطبيعي أمر صحيح تماما.

أساليب تحمي من الاكتئاب والأمراض النفسية

وأشار استشاري الصحة النفسية إلى أنه من الضروري اقتناع الأفراد بأن هذه المرحلة من التوقف عن الأنشطة والزيارات والجلوس في المنزل مؤقتة وستنتهي مع مرور الوقت، ويعتبرونها فرصة جيدة لقضاء أوقات مختلفة عن السابق، وقضاء وقت أطول مع الأسر، أو التركيز على المواهب التي كانت تحتاج إلى تفرغ، وهو ما يسمى في علم النفسي بـ«العلاج المعرفي»، وهو اتخاذ الأمور من الجانب المضيء وليس المظلم.

تأثير الجين الوراثي على العرضة للاكتئاب

وأوضحت أن الجين الوراثي مهم في الأمراض النفسية، حيث إنه قد تكون هناك جينات عائلية لدى البعض الأشخاص، تدفعهم إلى اللجوء إلى فقدان الأمل، والتوجه إلى سكك سيئة مثل الإدمان، أو الانتحار، لافتة إلى أن الجين الوراثي ممكن أن يكون متوارثا من الأجداد الأوائل، وذلك بجانب التأثير البيئي للأشخاص، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية.

وعن انتشار حالات الانتحار بنسبة أكثر بين الفتيات، ذكرت «الجندي»، أن النساء عامة أكثر حساسية وعاطفية عن الرجال، ما يجعل الألم النفسي لديهن أكبر، وهو ما يجعل أعداد المقبلين على الانتحار بينهن أزيد مقارنة بالشباب.