«الإنسانية مهنته»..طبيب يترك عيادته من أجل عجوز بـ «العزل»: عملت واجبي

كتب: صالح رمضان

«الإنسانية مهنته»..طبيب يترك عيادته من أجل عجوز بـ «العزل»: عملت واجبي

«الإنسانية مهنته»..طبيب يترك عيادته من أجل عجوز بـ «العزل»: عملت واجبي

«أقسم بالله العظيم أن أراقب الله في مهنتي.. وأن أصون حياة الإنسان في كافة أدوارها، في كل الظروف والأحوال، باذلًا وسعي في استنقاذها من الموت والمرض والألم والقلق»..القسم الطبي ليست عبارات أوألفاظًا تُقال حينما يتخرج الطبيب من جامعته ليمتهن«الطب»، بل هي مشاعر داخلية تنبثق من قلوب رحيمة سخرها الله تعالى في نفوس أُناس «سفراء الإنسانية» ليحسنوا التعامل مع البشر.  

الدكتور عمرو الرباط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنصورة، خير مثال لـ «الطبيب الإنسان» فالخدمة التي يقدمها لمرضاه خدمة حقيقية لا تأت من ورائها مصلحة، هذا ما يكشفه شاب كانت والدته أحد مرضاه، عن طريق نشر قصته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي نالت على إعجاب وثناء المتابعين.

لحظة دخول الابن لـ الطبيب عمرو الرباط 

يقول الشاب محمود غالب موسي، ابن السيدة المريضة:«أمي فوقية السيد عامر، من قرية العزيزية، كانت مريضة، وقطعت كشف ودخلت للدكتور عمرو العيادة فقال لي: فين المريض، قلت له محجوزة في عزل مستشفي سمنود و الدكاترة بيقولوا إن عندها مشكلة في الكبد فجيت لحضرتك تشوف الأشعة، رن الجرس ورجع لي الكشف وقالي ممكن تنتظرني لبعد العيادة ما تخلص، قولتله خير يا دكتور، قالي إن شاء الله خير بس بستأذنك تستناني لحد ما اخلص عيادة وفتح لي مكتبه في العيادة».

وتابع: «بالظبط ساعة ولقيت الدكتور عمرو واخدني في سيارته لحد مستشفي سمنود ويطلع العزل بعد ما نسق مع أطباء مستشفي سمنود وطلع كشف على الحالة ورفض تمامًا ياخد مني أي مقابل بل رجع قيمة الكشف».

استقرار الحالة الصحية لـ السيدة المريضة 

وأضاف الابن «محمود»، أن والدته تلقت العلاج، واستقرت حالتها الصحية بعد معاناة شديدة في رحلة الكشف والعلاج مع الأطباء، مشيرًا إلى أن والدته رجعت لـ«بيتها»، وكان الطبيب هو أحد الأسباب بعد الله سبحانه وتعالى في استعادة صحتها، مضيفًا: «حبيت أشكره أمام الناس، لأن ليه جميل في رقبتي هفضل شايلها مدى الحياة». 

«الرباط»: أنهيت تجهيزات التحرك وتحركت للسيدة فورًا 

ومن جانبه، قال الدكتور عمرو الرباط، إن عمل الطب ليس مواصلة الليل بالنهار في العمل دون تقديم ما يفيد، والبعض يحتاجون للمشورة الطبية، مضيفا: « في تلك اللحظة لازم اتدخل بنفسي، خاصة بعدما وجدت أن هذه الحالة تحتاج إلى استشارة طبية فكان من الواجب أن أتحرك إلى المستشفى بعد أن رتبت مع زملائي الأطباء في المستشفى»، موضحًا أنه تحدث مع الدكتور أحمد الشوري، مدير مستشفى سمنود، وعدد من زملائه المشرفين على الحالة، لذا أنهيت تجهيزات التحرك واصطحبت ابنها وتحركت لها فورًا.

«الرباط» يحكي موقفه مع ابن المريضة 

وأضاف الرباط لـ«الوطن»: « كنت في عيادتي في المحلة الكبري بمحافظة الغربية، وجاء لي ابن المريضة البالغة من العمر90 عامًا، مصابة بكورونا وفي عزل مستشفى سمنود، تعاني ما يشبه غيبوبة ومشاكل في الكلي، دون معرفة السبب، وكان يجب أن أري الحالة بنفسي لتقييمها وهو ما فعلته وهذا هو الواجب عليا».

وأردف: « انتقلت إلى المستشفى وعدلت بعض الأشياء في علاج المريضة، وبفضل الله تحسنت حالتها الصحية، وهو موقف في حياتي وعدي، إلا أنني فوجئت بما هو مكتوب على وسائل التواصل الاجتماعي»، مؤكدًا أن الحالات العادية يمكن أن يقوم بها أي زميل، إلا أن بعض الحالات تستوجب منا التدخل والانتقال إلى الحالة ولا نقصر أبدًا مع أي مريض.

«الرباط»: الخوف من المرض منزوع من قلوب الأطباء 

وعن انتقاله إلي عزل كورونا، قال«الرباط»: « أول مرة أدخل العزل، وجدت إجراءات احترازية مشددة داخل المستشفى أثناء الدخول والخروج، وبشأن طريقة ارتداء الوقايات وخلعها»، مشيرا إلى أن الخوف من المرض منزوع من قلوب الأطباء وخاصة «الشباب»، فهم يقدمون خدمات رهيبة وجبارة في المستشفيات والعزل وغيرها، قائلًا: « هذا يجب أن يشعر به المجتمع من حولنا».


مواضيع متعلقة