أصدقاء الكاتب أحمد مدحت يتحدثون عنه: «كان عملة نادرة.. وكورونا خطفه»

01:29 ص | الأربعاء 09 يونيو 2021

«المبدعون لا يموتون».. يفنى جميع البشر ويواريهم الثرى، ولكن المبدعين يظل أثرهم باقيا رغم رحيلهم، وتخلد سيرتهم وذكراهم أبد الدهر، هكذا هو الحال مع الكاتب الشاب أحمد مدحت، الذي رحل عن عالمنا صباح أمس، عقب تعرضه لفيروس كورونا المستجد «كوفيد19»، لتسود حالة من الحزن الشديدة في الوسط الأدبي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي ساعات قليلة تحوَّلت السوشيال ميديا وخاصة صفحات الكتاب والمدونين والأدباء، إلى دفتر عزاء على الشاب الراحل، الجميع ينعيه ويدعو الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته، بعد أن ترك خلفه أكثر ما يقرب من مليون متابع عبر السوشيال ميديا، يتأسفون على رحيله بالحزن الشديد، ويتذكرون آخر كلماته، ومواقفه التي دونها عبر حسابه، ومن بينهم أصدقاء مقربين، كسر موته ظهورهم، وأغرق عينوهم بالدموع، وفقًا لما رووه لـ«الوطن».

أصدقاء أحمد مدحت: عاش نقي القلب.. ولن ننساه أبدا

عاش «أحمد» طوال حياته القصيرة يحاول نشر السلام الداخلي والسكينة، وفقًا لما قاله أحمد طه، أحد أصدقاء الكاتب الراحل، والذي تحدث عن مدى صدق كتاباته، وكيف كان يعيش حياة بسيطة، يسعى دائمًا للبعد عن الضوضاء والتركيز في حاله فقط متمنيًا الخير للجميع، لافتًا إلى أنه لم يره في مرة يفكر في إيذاء شخص أو الانتقام من أحد.

وأضاف «طه»، أن ما ظهر بعد وفاة أحمد مدحت، ما هو إلا القليل عنه، فقد عاش بطلًا بقلمه، تمنى أن يخلص البشرية من الأحقاد والغل النفسي والقسوة التي تملأ نفوس البعض، وأراد أن تصل كتاباته إلى أبعد مكان، «قطع قلبي عليه، وكورونا خده من وسطنا، عمري ما هنساه ولا هقدر أشيل من قلبي ذكرياتنا».

ويروي هشام محمود أحد أصدقاء أحمد مدحت، صفاته التي لا يعلمها الكثيرون عنه، موضحًا أنه كان مشهورًا بكتاباته، وعلى الرغم من ذلك لم يكن مغرورا ولو لـ«شعرة» على حد وصفه، كما أنه كان يشعر بمسؤولية كبيرة كلما أثنى أحد على كتاباته، ويقول لي دائمًا «لازم أكون على قد ثقة الناس دي فيا وبقدم لهم اللي مستنيينه مني دايما».

ويشير «هشام» إلى أنه رغم معرفتهم التي حدثت مؤخرًا ومقابلات العمل التي جمعت بينهم، ولكنه تلمس فيه صفات جميلة، كالطيبة والأخلاق العالية والتواضع، «أحمد كان عملة نادرة فعلا، من الناس اللي تحبها من أول ما تشوفها وضحكته صافية.. ربنا يرحمه على قد نيته الطيبة ونقاء قلبه».