معلومات عن «العهدة العمرية».. هدية رئيس فلسطين لشيخ الأزهر

كتب: خالد عبد الرسول

معلومات عن «العهدة العمرية».. هدية رئيس فلسطين لشيخ الأزهر

معلومات عن «العهدة العمرية».. هدية رئيس فلسطين لشيخ الأزهر

جاء خبر إهداء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، نسخة خاصة من العهدة العمرية، لشيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، ليثير من جديد تساؤلات عن هذه العهدة وطبيعتها ودلالة إهدائها لشيخ الأزهر في هذا التوقيت.

والعهدة العمرية هي كتاب كتبه الخليفة عمر بن الخطاب لأهل إيلياء (القدس) عندما فتحها المسلمون عام 638 للميلاد، حيث أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، وقد اعتبرت العهدة العمرية واحدة من أهم الوثائق في تاريخ (القدس)، لا سيما وأنها تقدم نموذجا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين.

وجاء كتابة العهدة العمرية، بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك، حيث دخل عمر رضي الله عنه القدس ليتسلم مفاتيحها من بطريرك القدس  صفرونيوس في 15 هـ، وكتب لهم عمر بن الخطاب كتاباً به شروط الصلح، وهو ما عرف باسم العهدة العمرية.

وتنص العهدة العمرية على: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أعطى عبدالله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية... كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.

وقد شهد على ذلك: خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان.»

وبينما كان عمر رضى الله عنه يملى هذا العهد حضرت الصلاة، فدعا البطريرك صفرونيوس عمر للصلاة حيث هو في كنيسة القيامة، ولكن عمر رفض وقال له: أخشى إن صليت فيها أن يغلبكم المسلمون عليها ويقولون هنا صلى أمير المؤمنين. وهذا نص العهدة حسب تاريخ الطبري ومجير الدين العليمي المقدسيِ.

وردت العهدة في كتب التاريخ بأكثر من صيغة ونص، ويرى مؤرخون أن القيود في الشروط العمرية قد اُستحدثت في بعض العصور المتأخرة، ومع ذلك فقد قبل فقهاء المسلمين الذين عاشوا في أزمان أقل تسامحا هذه العهود على أنها صحيحة.

ويأتي إهداء هذه النسخة الخاصة من العهدة العمرية، من الرئيس الفلسطيني إلى شيخ الأزهر، من خلال وفد رفيع المستوى، في هذا التوقيت تعبيرا عن تقدير الرئيس الفلسطيني لجهود فضيلة شيخ الأزهر الشريف في دعم القضية الفلسطينية، بعد أن "قوبلت تغريدات شيخ الأزهر ومواقفه وبياناته القوية الجلية تجاه القضية الفلسطينية، بترحيب وقبول كبير لدى فلسطين وشعبها وكان لها تأثيرها البالغ في دعم القضية، نظرا لما يحتله فضيلته والأزهر من مكانة عالمية وصوت مسموع».


مواضيع متعلقة