الأبواب الفاطمية.. حصون السلاطين «ملاذ للأرزقية»

الأبواب الفاطمية.. حصون السلاطين «ملاذ للأرزقية»
- الأبواب الفاطمية
- القاهرة الفاطمية
- القاهرة التاريخية
- تطوير القاهرة التاريخية
- باب الفتوح
- الأبواب الفاطمية
- القاهرة الفاطمية
- القاهرة التاريخية
- تطوير القاهرة التاريخية
- باب الفتوح
احتمى داخلها الملوك والسلاطين قديماً، أبواب تبعث الأمن فى نفوسهم، حصن منيع ضد الغزاة، وكأن الفراعنة ألقوا عليها تعاويذهم بتاريخهم المنقوش على الحجارة المشيدة بها، فتدور الأعوام ولكل عهد ملكه وحاميه، وأبواب القاهرة صامدة وشاهدة، وملاذ للمصريين.
على هضبة عالية، يمكن من خلالها رؤية العاصمة مترامية الأطراف، فهى قلب أفريقيا، التى تمنوا دخولها لأعوام، شيد بها جوهر الصقلى حصناً متيناً، احتضن المساجد والقصور والجيوش القادمة من بلاد المغرب، ليحيط مدينته الجديدة بأسوار وأبواب ضخمة، أخفت داخلها حكايات وأسراراً ومواكب عسكرية، حملت اسم الخليفة المعز لدين الله الفاطمى. وتوالت الأعوام والأبواب الفاطمية حصن للقاهرة، حمت ملوكها وسلاطينها وأمراءها وجيوشها، لم يكن أحد من المواطنين قادراً على الدخول إلى تلك القلعة، إلا المسئولون وبإذن مسبق، ليهدم الزمن ذلك النظام رويداً رويداً، ويرثها الأحفاد، وتتحول إلى ملاذات للبسطاء لكسب الرزق، يتكئ عليها الكثيرون ليحتموا من حرارة الشمس، لتعانى من إهمال شديد على مدى عقود، قبل أن يمنح مشروع تطوير القاهرة التاريخية الأمل للمدينة العتيقة ذات التراث الأثرى غير المسبوق بأن تستعيد مجدها القديم.
«الفتوح».. منفذ جيوش الفاطميين لـ«الفتوحات».. و«التجار» يتبركون بالاسم
هو المنفذ الثانى للواجهة الشمالية بالقاهرة الفاطمية، شيّده جوهر الصقلى عام 1078 ميلادياً، على بُعد عدة أمتار من باب النصر، ويربطهما سور عريض، به سراديب ودهاليز، ويصلهما شارع القصبة، وأعاد بناءه بدر الجمالى، ويتكون من برجين كبيرين مستديرين، يضم كل منهما حجرات كانت مقبعاً للجنود.
يحظى الباب الفاطمى بزخارف معمارية دائرية مميزة والحشوات المعقودة، مما يجعله من أندر أمثلة العمارة العسكرية فى العالم الإسلامى، وله مدخل خشبى نصف دائرى أعلاه عتبة حجرية، وزُين بشبكة من المعينات المتداخلة، كل منها بزخارف منحوتة، يعلوها صف من الكوابيل بهيئة رؤوس الكباش، وصُمّم برجاه على هيئة نصف دائرية، أما الفتحات الأرضية الموجودة فكانت لصب الزيت المغلى منها على العدو.
وعلى جانبى البرجين توجد طاقتان كبيرتان حولهما حلية مكونة أسطوانات صغيرة، ويتصل باب الفتوح مع باب النصر بطريقين، أحدهما من فوق السور، والثانى فى الثلث العلوى من باطن السور، وهو عبارة عن ممر بسقف معقود على جانبيه مزاغل وحجرات صغيرة.. منذ تأسيسه على يد جوهر الصقلى يحمل الباب اسم «الفتوح»، حيث كانت تخرج منه الجيوش المتّجهة للفتوحات، ولكن مع إعادة بدر الجمالى لإنشائه سماه «الإقبال»، والموجود بالنص التأسيسى له.
وأمام تلك الحضارة الإسلامية الفاطمية العتيقة، تنتعش حركة التجارة بشدة بشكلها الحديث، حيث تتزاحم المحال التجارية من العطارة وورش الحديد والنحاس والألومنيوم، وأيضاً المطاعم فى مواجهته، ويتّخذون من اسم باب الفتوح عنواناً لهم كسبيل لفتح الرزق، ليحظى الجالسون بموقع تراثى مميز دون المبالغ الباهظة.
«شاكر»: يمكن استغلاله للترويج السياحى.. و«زيزو»: «المكان مبروك»
يعتبر الباب أفضل من مجاوره فى حالته، فلم يشهد تآكلاً، وما زال يحتفظ بألوانه القديمة، ويحتضن ضريحاً صغيراً يعود إلى «العارف بالله سيدى الذوق»، الطبيب المصرى البارز خلال حقبة المماليك، اشتُهر بطيبته ووقاره وهيبته وقدرته على فض النزاع بباب الفتوح، الذى كان يوجد بجواره كثيراً، لذلك بعد وفاته تم دفنه به، ومن ثم بات يتم تداول جملة «الذوق ماخرجش من مصر»، لتهدئة الخلافات، باعتبارها إحدى كراماته، وفقاً للدكتور مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار.
ويرى «شاكر» أن باب الفتوح يعد أيقونة جمالية لاحتفاظه المميز بهيئته القديمة، التى تجذب بشدة الأجانب، مقترحاً إمكانية استغلاله للترويج السياحى عبر تقنية الصوت والضوء.
«حد يطول يبقى قاعد بياكل قدام المنظر الجميل ده».. بهذه الكلمات التى تحمل ابتسامة واسعة لصاحب أحد مطاعم «الكبدة والسجق» الشهير، «محمد زيزو»، الذى يلصق بعنوانه اسم باب الفتوح، يتحدّث عن سعادته بكونه يعمل فى ذلك المكان، حيث يعتبره مبروكاً، كونه يدر رزقاً كبيراً على جميع الموجودين به، لذلك فبعد غروب الشمس يسارع بوضع كراسى مطعمه إلى جوار باب الفتوح.. وهى وجهة النظر ذاتها التى أكدها صاحب المحل الذى يجاوره، فتحى السيد، بأن مكان مطعمه «لُقطة» فهو يجذب المصريين والأجانب، الذين يحبون التنزه فى شارع المعز والاستمتاع بالآثار، لتكون محطتهم الأخيرة هى الراحة وتناول الطعام.
واقرأ أيضا:
«باب زويلة».. حمل رؤوس رسل هولاكو وشهد شنق طومان باي
«باب النصر».. استقبل الجيوش المنتصرة.. وحوّله المواطنون لـ«جراج»
استشارى «تطوير القاهرة»: الأبواب ستشهد طفرة كبيرة فى التجديد