«مزاج المُدخنين» في مصر يلفظ «المعسل».. ماذا تغير في سوق الدخان؟

12:38 م | الأحد 06 يونيو 2021

تراجع استهلاك المصريين من «المعسل» بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، دون معرفة السبب وراء ذلك، وما إذا كان تراجعهم جاء بسبب إغلاق المقاهي لفترة من الفترات، أو استجابةً لدعوات حظر الشيشة والمخاوف من نشرها فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» بين المُدخنين، أو لاتجاه مُدخني «الشيشة» إلى منتجات أخرى من الدخان كالسجائر التقليدية أو حتى الإلكترونية.

تراكم مخزون «المعسل».. ومخاوف من التلف

تقرير الفحص المحدود على القوائم المالية الدورية للشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني» الصادر عن الجهاز المركزي للمحاسبات، عن الفترة المنتهية في 31 مارس 2021، كشف عن توقف مصانع إنتاج المعسل، التابعة للشركة الوحيدة في السوق المصرية في إنتاج السجائر والمعسل ومنتجات التبغ، إلى جانب تراكم المخزون المُنتج المُعد للبيع، فضلاً عن وجود مرتجعات ضخمة من المعسل للشركة مرة أخرى.

التقرير - الذي حصلت عليه «الوطن» - وينبه بتغير ملحوظ في خريطة التدخين في مصر، أكد توقف مصانع إنتاج المعسل «منوف، أبو تيج، الطالبية، ومحرم بك» منذ نهاية مارس، والاكتفاء بصورة عارضة بإنتاج بعض طلبيات التصدير، بسبب تراكم مخزون الإنتاج التام بمخازن البيع وخاصة صنف المعسل.

وأكد تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات، ارتفاع كميات مخزون منتج المعسل بمخازن البيع في 31 مارس 2021 إلى أعلى معدل منذ بداية الفترة المالية حيث بلغت نحو 484 طن بتكلفة 16.719 مليون جنيه (متوسط 8 شهور بمخازن البيع نحو 195 طن)، بالإضافة إلى نحو 250 طن داخل مصانع الشركة بلغت تكلفتها 8.104 مليون جنيه.

ونبَّه التقرير، إلى تضخم كميات المخزون من منتجات الشركة من السجائر وهو الأمر الذي ينعكس في إيضاحات القوائم المالية بشأن تغطية ذلك المخزون البالغ نحو 105.108 مليون جنيه لفترة تبلغ 11.2 يوم، وتأثير طول فترة التخزين على صلاحية المنتج مقارنة بالفترة المالية السابقة، والتي تراوحت بين 1.5 يوم و2.2 يوم.

«تسييل العسل بمنتجات المعسل»

تقرير الجهاز الرقابي، لفت إلى أن ملاحظاته حول ما سبق بمثابة «مؤشر لعدم دراسة الشركة لاحتياجات السوق، وما يرتبط بذلك من خطط إنتاج في ضوء الآثار الناجمة عن فيروس كورونا، فضلاً عن مخاطر تعرض أصناف المعسل للتلف، في ضوء وجود مرتجعات مستمرة للشركة بشأن تسييل العسل بمنتجات المعسل، والموضحة بتقارير الفحص المستندي وجرد المواقع خلال الفترة السابقة».

ودعا تقرير «جهاز المحاسبات»، الشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومباني»، إلى «العمل على تدعيم قدرة الشركة على تصريف تلك المنتجات وموافاتنا بخطط الشركة بشأن مواجهة الآثار الناجمة عن أزمة كورونا بشأن منتجاتها من حيث الإنتاج والبيع وسبل التصرف في مخزون الإنتاج التام الضخم المشار إليه».

ملاحظات الجهاز الرقابي المصري، جاءت بعد أسابيع، من تأكيدات «الشرقية للدخان» على عمل الدراسات اللازمة للدخول في صناعات التدخين الحديث، وتنويع منتجاتها من البدائل، في إطار الاستعداد للمستقبل، وفق التقرير.

وقالت الشركة، في بيان إفصاح للبورصة المصرية، مارس الماضي، إنها تدرس إنتاج السجائر الإلكترونية، بعدما أثبتت الدراسات أن هناك احتمال جيد لحدوث طلب عليها كبديل أقل خطرًا من السجائر التقليدية.

التراجع المُشار إليه في استهلاك المعسل، وتسويق إنتاجه، يأتي بالتزامن مع تأكيدات إبراهيم الإمبابي، رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات لـ«الوطن»، من أن مصانع إنتاج المعسل تواجه أزمة حادة على خلفية مشكلات تتعلق بالتراخيص الصناعية، أدت إلي إغلاق 22 مصنعًا، ليصل إجمالي المصانع المغلقة إلى 37 مصنعًا من بين 48 مصنعًا كانت تعمل في صناعة المعسل بمصر.

أكبر مورد لضرائب الدولة

ويعد قطاع السجائر والتبغ أحد أبرز الموارد الضريبية لصالح الخزانة العامة، وتستهدف وزارة المالية تحصيل ضرائب على التبغ والسجائر بزيادة قيمتها 4.2 مليار جنيه خلال العام المالي المقبل الذي يبدأ في شهر يوليو المقبل.

وكشف البيان المالي للموازنة العامة للعام المالي 2021-2022، عن أن وزارة المالية تسعى لجمع 79 مليار جنيه من خلال ضرائب السجائر والتبغ، مقارنة بمستهدف 74.8 مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي، بفارق 4.2 مليار جنيه.

وبحسب البيان المالي، فإن وزارة المالية، تتوقع أن تصل قيمة ما سيتمّ تحصيله فعليا بنهاية العام المالي الحالي إلى 72.4 مليار جنيه.