ولادة طفل سليم لمريضة مصابة بكورونا: «12 سنة محرومة من الإنجاب»

كتب: كريم عثمان

ولادة طفل سليم لمريضة مصابة بكورونا: «12 سنة محرومة من الإنجاب»

ولادة طفل سليم لمريضة مصابة بكورونا: «12 سنة محرومة من الإنجاب»

خبر سعيد جاءها، بعدما أنهك الدعاء لسانها، وكلت قدماها من السعي بين عيادات النساء والتوليد دون جدوى، حبست الدموع في عينيها كل ليلة من شوقها للإنجاب، إلى أن عوضها الله واستجاب لدعائها، وأضحت حامل في طفل تنتظر مجيئه بفارغ الصبر حتى يعوض ما فاتها من سنوات دون ونيس، ولكن على الجهة الأخرى يقف عدو البشرية فيروس كورونا متحفزًا، يريد إفساد فرحتها، وما إن أخذ فرصته، حتى اقتحم جسدها وأصابها في آخر شهور الحمل.

شهر من القلق والعذاب عاشته السيدة خوفًا على جنينها، بعد 12 عامًا من الحرمان، وهو ما دفع مجموعة من الأطباء لمتابعة حالتها في مستشفى الجنزوري التخصصي بسراي القبة في القاهرة، تحت إشراف الطبيب باهي زكي، استشاري تأخر الحمل والإخصاب المساعد، وعضو الكلية الملكية لإطباء النساء والتوليد بإنجلترا، والذي أتم معها خطوات الحمل حتى تم الإنجاب بأمان.

رحلة طويلة من المتابعة الدقيقة باستخدام الأساليب الطبية الحديثة، يرويها «باهي» لـ«الوطن»، قائلًا إن السيدة تابعت معه خلال فترة حملها، الذي حدث بعد سنوات من الانتظار، ليتم عن طريق التلقيح، وهو ما جعل احتمالية فقدان الطفل أمر أشبه بـ«الكارثة» على حد قوله، فكيف بعد كل هذا الانتظار أن يضيع الحلم في آخر اللحظات.

التزام كامل وجدول وضعه الدكتور باهي للمريضة الحامل في الشهر التاسع، حسب حديثه، سار معها يوما بيوم، وهي داخل حجر صحي، تراقب جنينها في بطنها، وتتساءل هل يؤثر فيروس كورونا عليه أم تسير الأمور طبيعيا؟

مرت أيام قليلة، وسط حذر شديد من المريضة، ومتابعة دورية من «باهي» حتى جاء يوم الولادة، الذي اهتم بكل تفاصيله برفقة طاقم طبي على أعلى مستوى حتى يتمكنوا من ولادة الطفل دون أذى للأم أو له: «أنا كان كل همي إن الولد يخرج سليم دون كورونا أو أي أذى عشان الأم تروح بيه فرحانة بعد سنين انتظار».

ما تنماه الطبيب حدث، ونجحت عملية الولادة بسلام، وسط سعادة عارمة من الأب وتهنئة بين أفراد الطاقم الطبي بما أنجزوه: «كنا سعداء جدا، والأم قررت تسمي الولد باهي على اسمي، وطبعا إحنا شوفناه قبلها لأنها كانت مخدرة وممنوع تشوفه عشان كورونا».

حرص شديد صمم الطاقم الطبي عليه، بوضع الأم في غزل لمدة شهر لتتعافى تماما من كورونا، قبل أن ترى رضيعها: «ماحضنتهوش غير بعد ما تم شهر، كنا بنوريهولها في الصور وفيديو، وأوقات مكناش بنقدر ندخلها صور كمان عشان الحجر، وحرصنا إن الطفل مبيصابش بأذى ولا حد من الدكاترة والحمد لله حصل». 


مواضيع متعلقة