وزير الأوقاف: قررنا ضم مساجد الدعوة السلفية وتحويل مخالفة «برهامى» إلى «جنحة»
«وسع يا عم» ينادى بصوته الجهورى شخصاً يقف إلى جواره، يذود عن حقه فى الوقوف على المساحة ذاتها عن طريق إزاحته يميناً ويساراً، قبل أن يأذنه الأخير الرفق بقلة حيلته ليأتيه حس من الخلف لشخص ثالث، قائلاً «أنا اللى جيت الأول»، يتدافع ثلاثتهم بكل ما أتوا من قوة، أملاً فى الحصول على بضعة سنتيمترات فى مكان يعج بالبشر.. مشهد متكرر يومياً أمام الأفران، داخل محطات المترو والأوتوبيسات، تتعدد وسائله، ويتفاقم ضحاياه، ما بين مصاب وقتيل.
التدافع أودى بحياة العشرات من قبل، وما زال المصريون يدفعون ثمنها التفريط فى حياتهم، كان آخرها وفاة 9 من أهالى ضباط الصف أمام مقر المعهد بالتل الكبير بسبب التدافع أمام البوابة الرئيسية، ومع تكرار الحوادث تتوه أسبابه بين الزحام وعدم احترام القواعد والنظام، حسب «حلمى النمنم» المحلل السياسى، الذى يضيف: على مر الزمان، المصرى يضع تصورات «اخطف واجرى» هى الحل بأن يسبق الآخرين ليحوز على الفائدة الأعظم. ويكمل التدافع أسبابه معروفة وهى عدم النظام، لكن الزحام أمر موجود بشكل أكبر فى دول، مثل الصين، ومع ذلك لا تحدث حوادث مشابهة، ناتجة عن التركيبة الفكرية والذهنية المتوارثة».
الضحايا فى تزايد ما دامت ثقافة التدافع قائمة، حسب «النمنم».
حالة وفاة واحدة يومياً ومئات المصابين، حسب طارق مسعد، أحد المسعفين بمرفق إسعاف القاهرة: «أكتر الحالات تأتى نتيجة التدافع داخل المترو وهيئة النقل العام، وأغلبهم بيكونوا مصابين بجروح وكدمات وإصابات، يصعب إسعافهم ومعالجتهم لو لم يكن هناك تعاون مع المسعفين»، وقت طويل للوصول إلى الحالات ومحاولة إنقاذ أرواحهم، «لو مفيش أمن جيد أو نظام، ممكن الشخص يموت بسهولة».