ناجٍ من عبارة السلام يطعم الفقراء مجانا: «عنده عربية سمين في الشارع»

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

ناجٍ من عبارة السلام يطعم الفقراء مجانا: «عنده عربية سمين في الشارع»

ناجٍ من عبارة السلام يطعم الفقراء مجانا: «عنده عربية سمين في الشارع»

على الرغم من أنه كان أحد ركاب العبارة السلام 98، التي تعرضت لحادث غرق عام 2006 أودى بحياة العشرات من المواطنين، إلا أن قدري عوف، 55 سنة، من محافظة القاهرة، كتب له النجاة، بعد صراع مع الأمواج؛ إذ تمكن من الطفو على سطح المياه حتى أنقذ: «ربنا نجاني رغم إني مبعرفش أعوم، لكن بفضل ربنا اتكتب ليا عمر جديد، ومن وقتها وأنا عارف كويس أوي إن الخير اللي معايا مش ليا، ده لربنا، علشان كده لما حد بيجي يقولي جعان ومفيش معايا فلوس بقوله كل لحد ما تشبع، ومبخدش منه ولا مليم، ولو فيه حد مصمم يدفع ممكن أقسط له المبلغ كمان، علشان محرجوش، بلم فلوس البضاعة وبس وكله بالحلال».

كفاح وقناعة

سنوات عديدة مرت علي تلك الذكري الأليمة في حياة الخمسيني، لكنه يدرك جيدا أن ما حدث له كان يجب أن يحدث كي يتعلم منه عظه تشعره بأنه يجب عليه أن يعمل من أجل الآخرة: «كلنا هنموت لكن لازم يبقي معانا اللي هنقابل ربنا بيه، لازم كل واحد مننا يستعد لآخرته».

عائلة «قدري» تشتهر بين أبناء منطقة روض الفرج بمهنة الجزارة، إلا أنه قرر أن يسلك طريقا كان قد اتخذه والده وخالف به عمل الأسرة كلها، بعدما قرر طهي «السمين»، حينها أحب الرجل الخمسيني هذه المهنة كثيرا ووجد نفسه منشغلا بها، محاولا تطويرها: «من صغري وأنا شغال مع أبويا، لحد ما مات، وبقيت أنا بقف على العربية لوحدي، ومن 15 سنة مراتي لاقتني بتعب لوحدي، نزلت تساعدني في الشغل».

وفاء زوجته 

رفضت الزوجة ترك زوجها وحده دون سند، قررت أن تعمل معه وتجهز «الممبار» وغسل الأطباق التي يقدم بها الأكل للزبائن: «سندي وواقفه معايا من الصبح لحد بليل، وعمرها ما اشتكت، أنا أصلا شغال مندوب جزارين في السعودية بسفر جزارين للسعودية في موسم الحج، وحجيت 26 مره، وكل خير في حياتي بعتبره بتاع ربنا».

يتشهر «قدري» بلحمة الرأس والفشة والطحال والممبار، الأمر الذي جعله ينجح في جذب عددا كبيرا من الزبائن غير المقيمين في منقطة روض الفرج: «عندي 4 عيال أكبرهم خريجة جامعة، محدش منهم شغال معايا علشان نفسي أخليهم كلهم يتعلموا ويشتغلوا بشهادتهم».


مواضيع متعلقة