«نانا ومحمود».. حكاية طفلين أنقذا سمكة وعصافير من قصف غزة: خوفنا عليهم

كتب: سمر صالح

«نانا ومحمود».. حكاية طفلين أنقذا سمكة وعصافير من قصف غزة: خوفنا عليهم

«نانا ومحمود».. حكاية طفلين أنقذا سمكة وعصافير من قصف غزة: خوفنا عليهم

على ركام حطام منزلهم في بلدة خان يونس بقطاع غزة المحتل، وقفا يرويان للمارة في الطريق - بنبرة فرح - كيف تمكنا من إنقاذ سمكتهما ورفيقة أوقات لعبهما، الأطفال في مثل أعمارهما ذهبوا إلى الحدائق في أول أيام العيد، وهما استقبلا عيدهم بملابس البيت التي يكسوها التراب بعد أن قصف الاحتلال بيتهم بغتة دون سابق إنذار، وجدا عيدهما في فرحة انتصارهما الصغير بإنقاذ عصافيرهما وسمكتهما، يداعب شعاع الشمس وجوههم فتتجلى ابتسامتهم البريئة، اتكأ كل منهما على الآخر ليكملا حياة مجهولة الملامح دون أن يعرفا أنهما سيبيتان ليلتهما بعد أن نال القصف ما نال من منزلهما.

قصف منزلهما في غزة أول أيام عيد الفطر

في صباح أول أيام عيد الفطر الماضي، وجه الاحتلال قصفا جويا مفاجئًا على أحد البنوك المجاورة لمنزل الطفلين «نانا أو ناريمان ومحمود العقاد» بمدينة خان يونس في قطاع غزة دون سابق إنذار، فر الصغيران ووالداهما نحو الشارع يحتمون ببعضهم، اختبأوا بأحد الأماكن الخفية حتى انتهت قنابل القصف الجوي، ملأ الحطام الشوارع في غضون دقائق ولم يغفل الصغيران حوض السمك الذي تعيش به سمكتهما التي أطلقا عليها اسم «حورية» وقفص العصافير الخاص بهمها، «أول ما القصف وقف طلعوا بيتهم جري يطمنوا على سمكتهم وعصافيرهم ونزلوا يحكوا للناس بفرحة إزاي أنقذوا السمكة»، يقول بلال خالد، المصور الفلسطيني الذي وثق الموقف بعدسته في بداية حديثه لـ«الوطن» عن الصورة التي تداولها جمهور «فيس بوك» بكثرة خلال الأيام الماضية.

إنقاذ السمكة والعصافير من وسط حطام بيتهم في غزة

صعد الصغيران إلى بيتهما الذي دمر الصقف أجزاء كبيرة منه، بحثا بين أركانه بلهفة عن حوض السمك الزجاجي وقفص العصافير، أخذا نفسا عميقا حين رأيا سمكتهما على قيد الحياة رغم تدمير الحوض الزجاجي، «نقلوا السمكة حورية في عبوة زجاجية صغيرة وأخدا قفص العصافير ونزلوا الشارع»، وبحسب رواية المصور الفلسطيني، يرتبط الصغيران بالسمكة والعصافير بشدة حسبما أخبروه.

الصغيرة نانا أحضرت طعاما للعصافير

انتثر طعام العصافير على الأرض واختلط بالرمال فهرولت الصغيرة نانا تبحث بين محلات بيع طعام الحيوانات لتشتري لهم طعاما ولكن الجميع أغلق محاله خوفا من القصف، فتوجهت إلى جيرانهم لتحضر لهم طعاما يكفيهم تلك الليلة «كنت خايفة أكل العصافير يخلص وكل المحلات مقفولة حافظت عليه قد ما قدرت»، تقول بنبرة صوتها البريئة، كيف حاولت رعاية العصافير والسمكة حتى عادوا إلى منزلهم المحطم يبيتون به أيامهم حتى انتهى القصف على القطاع.


مواضيع متعلقة