البنك الدولي: حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا هي الأكبر في التاريخ

كتب: محمد الدعدع

البنك الدولي: حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا هي الأكبر في التاريخ

البنك الدولي: حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا هي الأكبر في التاريخ

قال رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، إن النهج الحالي للتلقيح ضد فيروس كورونا باستخدام إمدادات محدودة من اللقاح، لحماية الأشخاص ذوي المخاطر المنخفضة في عدد قليل من البلدان، بينما تنتظر الاقتصادات منخفضة ومتوسطة الدخل إلى أجل غير مسمى للحصول على جرعات شيء غير منطقي لأي شخص، إذ يجب أن تكون جهود التطعيم العالمية الناجحة منصفة، ويجب أن تقوم على ثلاث ركائز.

الجائحة مستمرة حتى حصول الجميع على اللقاح

أضاف «مالباس» في مقال على مدونة البنك الدولي، قائلًا: «لن تنتهي جائحة كورونا حقا قبل أن يتمكن الجميع من الحصول على اللقاحات، بما في ذلك الناس في أفقر البلدان، ويقدم تطعيم السكان في مختلف أنحاء العالم أفضل أمل لوقف انتشار العدوى، وإنقاذ الأرواح، وحماية سبل العيش، لا يستطيع الناس تحقيق كامل إمكاناتهم ما لم يتمكنوا من العودة إلى الدراسة، والعمل، والسفر، والتواصل الاجتماعي وهم يعلمون علم اليقين أنهم آمنون من فيروس كورونا».

وواصل قائلًا: «على هذا فإن توزيع اللقاحات على نطاق أوسع يُعَد ضرورة ملحة، تسببت الجائحة في توسيع فجوات التفاوت بضرب الأكثر فقرا وضعفا، بأكبر قدر من الشدة والقسوة، في البلدان النامية، دفع الأطفال والنساء والفقراء والعاملون في القطاع غير الرسمي ثمنا باهظا للغاية بعد أن سلبتهم جائحة كورونا سبل معايشهم، وأغلقت الفصول المدرسية، ومنعت الإنفاق الاجتماعي العاجل، ومن الواضح أن التأخير في بدء عمليات طرح اللقاحات في البلدان النامية يعمل على تعميق التفاوت العالمي ويترك مئات الملايين من المسنين والمستضعفين عُرضة للخطر، وما زلت أحث البلدان التي تحتفظ بإمدادات كافية من اللقاحات لتطعيم مواطنيها الأكثر ضعفا على الإفراج عن الجرعات الإضافية في أقرب وقت ممكن لصالح البلدان التي تدير برامج تسليم اللقاح».

التطعيم يستغرق أشهرًا

ويشير قائلًا: «تجاوزت بعض البلدان بوضوح مرحلة تطعيم مواطنيها الأكثر عُـرضة للخطر، ولكن العديد من البلدان الأخرى، لم تتلق أي جرعات حتى الآن، ناهيك عن تطعيم المستضعفين فعليا على نطاق واسع، الواقع أن العديد من البلدان الأكثر فقرا تتمتع بقدرات تطعيم محدودة، وسيستغرق تحصين نسبة كبيرة من الفئات الأكثر عُـرضة للخطر بين سكانها عدة أشهر، وهذا النهج الذي يفتقر إلى أي منطق ــ استخدام إمدادات محدودة من اللقاحات لحماية السكان الأقل عُـرضة للخطر في حفنة من البلدان في حين تنتظر الاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل وصول الجرعات إلى أجل غير مسمى، غير مفهوم على الإطلاق، بسبب هذا النهج، سيخسر العالم المزيد من الأرواح، وسيكون النمو الاقتصادي العالمي أكثر تفاوتا، وحتى البلدان حيث معدلات التطعيم مرتفعة، ستكون أكثر عُـرضة لخطر الإصابة بأشكال متحورة من فيروس كورونا المستجد، مقارنة بحالها لو حظيت البلدان النامية بقدرة أكبر على الوصول إلى اللقاحات، وكلما طالت المدة اللازمة لإنجاز تطعيم المستضعفين على نطاق واسع، كلما تعاظم تهديد الفقر المدقع في عامي 2021 و2022، وهذا كفيل بدوره بإحداث أزمات صحية واجتماعية في المستقبل».

وقال إن إدارة حملة تطعيم واسعة النطاق مهمة وضخمة في أي بلد، لكن الجزء اللوجستي يشكل تحديا خاصا للبلدان ذات الموارد المحدودة والأنظمة الصحية الهشة، وتُعد كارثة جائحة كورونا الجارية في الهند وارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بشكل كبير في أميركا اللاتينية، تَـذكِـرة كئيبة بأن الجائحة لا تزال قاسية بذات القدر الذي كانت عليه في أي وقت مضى بالنسبة إلى العديد من فقراء العالم».

ثلاث ركائز أساسية

وأكد رئيس البنك الدولي، أنه يجب أن تستند جهود التلقيح العالمية الناجحة إلى ثلاث ركائز، أولًا: يجب على البلدان التي تحتفظ بإمدادات كافية من اللقاحات أن تعمل على الفور على الإفراج عن الجرعات لصالح الفئات المستضعفة في مختلف أنحاء العالم، ويعني هذا دراسة الخيارات وتوجيه اللقاحات إلى بلدان أخرى، أو التوضيح للشركات المصنعة للقاحات أنها يمكنها إرسال الإمدادات بسرعة دون أن تتعرض لمخاطر قانونية، أو قد تشتمل على الوفاء بتعهدات التمويل فعليا لمرفق الوصول العالمي إلى اللقاح «COVAX» الذي أنشأه المجتمع الدولي لتخصيص الجرعات بالقسط للبلدان الأكثر فقرا.

واعترف قائلًا: «لقد أربكت الجائحة الأنظمة الصحية في مختلف أنحاء العالم، حتى في أكثر البلدان تقدما، ويتعين علينا الآن أن نعمل على تقوية هذه الأنظمة، ليس فقط لتمكينها من التعامل مع جهود التطعيم، بل وأيضا للوقاية من فيروس كورونا وعلاجه وضمان النطاق الكامل من الخدمات الصحية الأساسية، وستكون حملة التطعيم العالمية ضد فيروس كورونا هي الأكبر في التاريخ، فهي غير مسبوقة في الحجم، والسرعة، والتعقيد، ويجب أن يكون هدفنا تنفيذها بسرعة وعلى نطاق واسع وبأمان قدر الإمكان؛ وأن نتعلم ما نجح وما لم ينجح؛ وأن نعمل على تعزيز التأهب والقدرة على الصمود في التصدي لأزمات المستقبل».


مواضيع متعلقة