«بايدن».. وسؤال المؤامرة

فجأة ودون سابق إنذار طلب الرئيس الأمريكى جو بايدن من الاستخبارات الأمريكية مضاعفة جهودها للتحقيق فى منشأ فيروس كورونا المستجد.

بايدن أعطى الاستخبارات فرصة لمدة 3 أشهر للانتهاء من التقرير.

من جديد يعود سؤال المؤامرة الذى يرى أننا بصدد فيروس تم تخليقه أو تصنيعه فى المعامل إلى منصة الاهتمام الأمريكى والعالمى.

«بايدن» يداخله نفس الشك الذى داخل سلفه «ترامب» من قبل حين أصر على وصف كورونا بـ«الفيروس الصينى».

أذكر أننى حدثتك قبل ذلك عن حوار الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق، لصحيفة «المصرى اليوم»، والذى ذكر فيه أن أصحاب نظرية المؤامرة ممن يتبنون أن كورونا فيروس مخلّق يرون أن الفيروس اكتسب 4 صفات لا يمكن لأى فيروس أن يكتسبها إذا ما قُدِّر له وتحور بشكل عادى.

الأولى أنه ينتشر بسرعة فائقة، والثانية أنه يشبه مرض الإيدز لأنه يخفض المناعة بشكل قوى، والثالثة أنه يؤدى إلى تجلطات فى الدم والرئتين كما يفعل مرض الإيبولا، أما الصفة الرابعة فتتمثل فى عدم إصابته الرئة فحسب، بل يضرب الجسم كله من أعصاب وجهاز هضمى وكبد وغيرها، وبالتالى يقول أصحاب نظرية المؤامرة إن صفات كورونا مكتسبة قام بها البشر، ليجعلوا منه فيروساً قاتلاً ومدمراً.

«كورونا» حيّر العالم، بل قُل دوّخه.

تعامل الناس مع موجته الأولى وتأمّلوا أن ينتهى الأمر عند هذا الحد، فإذا بموجة ثانية، ثم ثالثة، وهناك من يتوقع موجة رابعة.

الأمر لم يتوقف على الموجات المتلاحقة من كورونا، بل امتد أيضاً إلى السلالات التى تمكّن الفيروس من التحور إليها، يكفى أن نشير فى هذا السياق إلى السلالة البريطانية التى ظهرت منذ أشهر، وتبعتها السلالة الهندية.

العديد من اللقاحات تتنافس الشركات المنتجة لها على تطعيم ملايين البشر بها، وتكاد كل شركة تقول إن التطعيم الذى تقدمه يتحور مع الفيروس حيث يتحور!

العالم يعيش مأساة حقيقية يتوجب الكشف عن أسبابها. لقد طال أمد كورونا وتعددت موجاته وسلالاته بصورة تدعو إلى القلق بالنسبة لمواطنى العالم العاديين، وتثير الريبة على مستوى زعماء الدول الكبرى.

يُذكر للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه أول من شكك فى المنشأ الطبيعى للفيروس، وها هو «بايدن» يسير على دربه.

لا نستطيع أن نقرر على وجه الدقة هل إثارة هذا الأمر هدفها كشف الحقيقة أم تقع فى سياق الصراع الأمريكى مع الصين.

فى كل الأحوال يبدو التشكك فى أمر كورونا بعد هذه الشهور الطويلة من معاناة العالم منه مسألة موضوعية. كما أن حسم الإجابة عن سؤال المؤامرة أصبح لازماً، بغضّ النظر عن الأهداف التى يسعى إليها «بايدن»، وبعيداً أيضاً عن كون السعى يقع فى سياق المناكفات الأمريكية الصينية أم فى سياق كشف الحقيقة.

الأشهر الثلاثة التى حددها «بايدن» للاستخبارات الأمريكية كى تفيده بإجابة سوف تمضى، وقد يظفر العالم بإجابة عن السؤال الذى دوّخه شهوراً عدداً.