«خبراء» يكشفون هوس المصريين بالعملات القديمة.. هواية أم بحث عن الثراء؟

«خبراء» يكشفون هوس المصريين بالعملات القديمة.. هواية أم بحث عن الثراء؟

«خبراء» يكشفون هوس المصريين بالعملات القديمة.. هواية أم بحث عن الثراء؟

زاد اهتمام البعض في الآونة الأخيرة بالعملات القديمة إلى حد ربما وصل إلى هوس لدى الكثيرون بسبب المبالغ الضخمة التي يرصدها التجار للشراء، ولكن ربما لا يعلم هؤلاء أن هناك شروط لابد من توفرها في تلك العملات، يوضحها محمد حربي، تاجر عملات قديمة بمنطقة الزمالك، والذي يؤكد أنه لا يمكن القول بأن تجارة العملات القديمة مربحة دائما، وذلك لأن الشراء بأسعار مرتفعة يخضع لعدد كبير من العوامل والتي تأتي في مقدمتها قمية العملة وندرتها، حيث لا يمكن الجزم بأن كل العملات تجلب أموالا طائلة.

تاريخ إصدار العملة من أكثر العوامل التي تحدد قيمتها السعرية، وذلك لأن هناك عملات يرجع تاريخها إلي بدايات إصدار العملات الورقية في مصر، وهنا تكون القيمة مرتفعه، في حالة أن تكون العملة هي أول طباعة لها: «الجنيه أبو جملين، سعره عدي مليون جنيه، لأنه مش موجود أصلا عند حد، فبقي يتصنف علي إنه عمله نادرة الوجود وبتعبر عن التطور».

عدد النسخ المطبوعة من العملة يحدد أيضا قيمتها السعرية، وذلك لأن هناك بعض الإصدارات قد طبعت بكميات قليلة واختفت بعدها، أو تطور شكلها مثلما حدث مع عملة الـ50 قرشا التي تحمل صورة ابوالهول في المنتصف.

وربما وصل الأمر بالبعض إلى الهوس نظرا لارتفاع الأسعار، لكن دون العلم بتلك الشروط التي يضعها التجار، محمد الحفناوي، من محافظة كفرالشيخ، هو أحد المهتمين بمجال العلامات القديمة، ودوما يبحث عن الفريد منها كي يقوم ببيعه والحصول على أفضل الأسعار: «بقالي سنين بدور على عمله تجيب معايا فلوس كتير، لكن لحد دلوقتي مش لاقي عائد مربح منها، لدرجة إني بقيت أشك في الأسعار دي أصلا وأقول إنها مبالغ فيها».

خبير اقتصادي: كلما زاد الطلب ارتفع السعر  

وعن ظاهرة الهوس الغريب ببيع العملات ورقية والنقدية القديمة واقتنائها أيضا، يقول الدكتور محمد الشيمي الخبير الاقتصادي والمصرفي لـ«الوطن»، إن أي شيء في الحياة يحكمه العرض والطلب، وكلما كان الطلب يفوق العرض يزيد السعر.

وشرح الخبير الاقتصادي، أن العملات الورقية القديمة النادرة هي من الأنتيكات أو الأشياء القديمة ولن تصرف داخل الدولة، وعن الارتفاع الكبير للأسعار التي تباع بها العملات الورقية أو النقدية القديمة والنادرة، فليس لها مبرر اقتصادي إلا أنه كلما كان هناك طلبا يرتفع السعر، «عندي شيء مش موجود منه وقديم، زي مثلا لوحات السيارات المعدنية ذات الأرقام المتشابهة، تباع في مزادات ولكنها ليست لها قيمة، ومثل رقم الهاتف المميز، الناس بتبقى عايزة تبقى مميزة وبالتالي ده اللي بيخلق الطلب على الأشياء القديمة هي ليس لها قيمة ولن يتم تصريفها».

وتابع الخبير الاقتصادي حديثه، بأن من يشتري العملات الورقية القديمة والنادرة أي الأثرية، إما بهدف المحاكاة والتقليد أي اقتناء شيء من أجل المفاخرة، وإما بهدف الربح السريع الرأسمالي أي يقتني الشخص العملة النادرة بهدف بيعها فيما بعد في مزاد فيحصل على ربح أعلى، وإما أن يشتريها الشخص لتكون إحدى طرق غسيل الأموال، «ساعات ناس بتشتري العملات الأثرية القديمة والنادرة وخاصة بره مصر علشان دي وسيلة لغسل الأموال يعني الأموال بيكون مصدرها غير معلوم، وبالتالي مثلا يشتري جنيه عليه الملك فؤاد هو ملوش قيمة سعرية أصلا ولكن يدفع فيه في مزاد مثلا 40 ألف دولار وفي المقابل يحصل على شهادة بأن فلوسه أصبحت معلومة المصدر وبالتالي هو حولها من فلوس مجهولة المصدر إلى نقود معلومة المصدر ويقدر يعمل فيها اللي هو عايزه من غير ما حد يقوله من أين لك هذا».

استشاري نفسي: الأمر متوقف على شخصية الفرد 

فيما يفسر الدكتور جمال فرويز، الاستشاري النفسي، بأن هناك أشخاص لديهم حنين إلى الماضي ولم يعيشوا فترة زمنية معينة فيلجأوا إلى شراء العملات النادرة القديمة لتذكرهم بذلك، والبعض يشترى تلك العملات القديمة بأسعار غالية بهدف الربح السريع «في ناس بيبقى عندها حنين للماضي ومعاشتهوش ودي طريقتها لتعويض حنينها بتذكر إيجابيات الفترة الزمنية دي وناس تانية بتدور على الثراء السريع».

وأكد «فرويز» لـ«الوطن»، أن هناك شخصيات تبيع تلك العملات النقدية القديمة لكونها مصدر سريع للثراء ولا تهمها الوسيلة فتلك هي شخصيتها، فمثلا شخص يمتلك ورقة نقدية قديمة للغاية يلجأ لبيعها للحصول على مبالغ عالية من ورائها بحكم كونها تباع على أنها من الأنتيكات، وذلك راجع إلى طبيعة شخصية الشخص نفسه وخاصة بعد تغير بعض المفاهيم «واحد شاف صاحبه بيبيع وبيكسب فبيعمل زيه، وواحد تاني عايز يكسب بس وده استسهال الناس عايزة أي حاجة تكسب من وراها بسرعة».


مواضيع متعلقة