«محمد» قضى عمره شيال وأصيب بالفتق الإربي: نفسي في وظيفة مناسبة

«محمد» قضى عمره شيال وأصيب بالفتق الإربي: نفسي في وظيفة مناسبة
مهنة شاقة وجد نفسه يعمل بها منذ كان فتى صغيرا، لتصبح مهنة «الشيل» هي رأس مال الشاب محمد حسن، إلا أن انقلب به الحال وغدرت به مهنته ويصاب بـ«فتق إربي»، ويكون في أمس الحاجة لوظيفة أخرى مريحة لا يعاني منها الشقاء ويصرف بها على أسرته ووالدته وشقيقه.
معاناة محمد حسن بدأت منذ كان في الثانية عشر من عمره، حيث وجد أشخاصا مقربين منه يعملون في مهنة «الشيل» بإحدى شركات المحاصيل الزراعية في شبراخيت بمحافظة البحيرة، لتكون تلك المهنة هي سنده مع والده الذي رحل منذ 8 سنوات تاركا خلفه والدته وشقيقه الأصغر «من ساعة ما وعيت وأنا بشتغل شيال ومحدش بيختار شغله، ولغاية دلوقتي حتى في الدراسة كنت بدرس وبشتغل برضو، لأني معرفش أكل لقمة ولا أخد فلوس متعبتش فيها».
ويروي «محمد» لـ«الوطن»، أن مهنة الشيل هي الوحيدة التي كانت متاحة، وأنه منذ الصغر حتى الآن يعمل فقط في تلك الشركة حتى بعد زواجه، َلم يكن لديه فرصة أخرى بالعمل في الخارج، «أنا معايا ليسانس آداب إسلامية جامعة الأزهر من 2013، وحاولت اشتغل مدرس خاص في السرعة وفي طلبة جولي وقالولي شرحك كويس، بس راحوا للمدرس المادة الأصلي بتاعهم، أنا أصلا خريج جامعة الأزهر وبالتالي هكون مدرس مواد شريعة والطلب على المواد الشريعة مش كتير، الطلبة مبقاش عندها شغف بمواد الشريعة».
منذ نحو عامين ونصف تعرض «محمد» البالغ من العمر 31 إلى الإصابة بالفتق الإربي، ما استلم منه التدخل الجراحي، ثم أصبح يمارس عمله بحذر «في ألم ووجع، بس لو روحت للدكتور أنا عارف هيقولي عملية تاني وأنا مش حملها دلوقتي، طلبات الحياة كتير بيت وأسرة وأولاد، ووالدتي كمان وأنا العائل الوحيد للأسرة وأخويا في الجيش».
ويختص عمل الشاب الثلاثيني في الشركة في قسم البطاطس، فيقوم بتنزيل شكاير تقاوي البطاطس ثم زرعها وحصادها وبعد ذلك نغليفها وتعبئتها في شكائر، «أنا مرتبي باليومية علشان إحنا شغلنا مواسم، ونفسي أشتغل في شغلانة مناسبة متعبش فيها وتكون مفيهاش شيل علشان الفناء الإربي اللي عندي».