«كابتن الغلابة».. أحمد بليل مدرب جيم والصبح «شيال شكاير»: هوصل لحلمي

«كابتن الغلابة».. أحمد بليل مدرب جيم والصبح «شيال شكاير»: هوصل لحلمي
عقارب الساعة تدق السابعة صباحا، يستيقظ مبكرًا لبدء يومه، يرتدي ملابس عمله وعلى رأسه قماشة مربوطة يسميها «أمطة» تقيه من حرارة الشمس، ثم ينطلق نحو منزل في مرحلة البناء قريب من بيته، يقف في مدخله ويحمل على كتفه شكائر الأسمنت والرمل ويمارس عمله اليومي كـ«شيال شكاير»، إلى أن ينتهي في الرابعة مساءً، ويذهب لمنزله لتغيير ملابسه سريعا، ليتجه إلى الجيم، ليس للمارسة اللعبة كهواية، ولكن ليمارس عمله كـمدرب كمال أجسام.
أحمد جمال، شاب من منطقة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، دفعه طلب الرزق للعمل صباحا شيال شكائر أسمنت، وفي المساء مدرب كمال أجسام، في «جيم» قريب من منزله، حتى يتمكن من توفير ما يلزمه من أموال، من أجل استكمال طموحه في اللعبة.
يخرج «جمال» يوميا لعمله، ثم يعود للـ«جيم» بعد العصر، يعمل به حتى آخر الليل، قبل عودته لمنزله ليفرغ رأسه من ضغوط اليوم ويخلد للنوم لساعات بسيطة، حتى يستيقظ في الصباح نشيطا، معاودا الكرّة من جديد في تلك الدائرة المغلقة التي لا يخرج منها سوى يوم الإجازة فقط.
منذ أن كان ابن 10 سنوات، بدأ الشاب العشريني، العمل في المحارة والأسمنت، ولم تمنعه دراسته من ذلك وتمكن من الحصول على شهادة المرحلة الثانوية الصناعية، ولكن لظروفه الخاصة لم يكمل تعليمه بعد ذلك، ولكن كل ما شغل باله هو أن «يجيب القرش» على حد قوله، ولا يحتاج أن ينفق عليه والداه كغيره ممن في عمره.
كابتن الغلابة: مش بتكسف من شغلي والحديدة عندي زي الشيكارة
كبر «أحمد» وكبر معه حلمه في أن يصبح لاعب كمال أجسام ينافس على البطولات، فأصبح يقضي في الجيم وقتًا طويلًا بعد عودته من عمله، حتى اشتد عوده وأضحى لجسده معالم لاعب كمال الأجسام تتضح عليه، وهو ما استغله في أن يصبح مدربًا مستعينًا بخبراته الطويلة في ممارسة اللعبة.
أصدقاء «أحمد» الذين شهدوا رحلة كفاحه، ومن تدربوا على يده وبصموا على تفوقه في اللعبة، أطلقوا عليه «كابتن الغلابة»، حيث إنه واحد من الطبقة الشعبية التي عانت ليصبح كما يريد، كما أنه متساهل كثيرًا في الأمور المادية ولا يُثقل على المتدربين في تلك الجزئية، وبـ«جدعنة الإسكندرانية» يخفض الأجر لغير القادرين ويجتهد في عمله مع الجميع.
يأمل صاحب الـ22 عاما في الحصول على لقب بطولة، ويشجعه على ذلك المدربون الذين تبنوه منذ سن صغير وهم عماد عبد العظيم وإسماعيل بندق بطل العالم السابق وهشام عاطف، حسب حديثه: «أنا بحضر لبطولة أحمد علي ونفسي أخدها وأحقق حاجة لنفسي في اللعبة، وعمري ما اتكسفت من شغلانتي، الحديد في الجيم وشيكارة الأسمنت بالنسبة ليا واحد كله شغل والشغل مش عيب».