تحفة معمارية.. 23 عاماً لبناء بيت «لعبة نيوتن» بالفيوم (فيديو وصور)

كتب: أسماء أبو السعود

تحفة معمارية.. 23 عاماً لبناء بيت «لعبة نيوتن» بالفيوم (فيديو وصور)

تحفة معمارية.. 23 عاماً لبناء بيت «لعبة نيوتن» بالفيوم (فيديو وصور)

باب خشبي قديم يُعيدك إلى العصر الإسلامي القديم، تتدلى عليه وتتناثر فوقه الزهور المتفتحة على أشجار الزينة، ثم يأخذك ممر طويل على جانبيه النخيل وأشجار الزينة وأنواع مختلفة من أشجار الصبار، وعلى يسارك برج طيني يحوم الحمام حوله طوال النهار، ثم يبيت فيه ليلاً، وما إن تصل إلى المدخل الرئيسي للمنزل، تأسرك تحفة معمارية فنية، تمزج بين عراقة الماضي وروعة الحاضر، حيث بُني المنزل من الحجر وزُينت جدرانه بالمشربيات القديمة، ويتوسطه فسقيات ونافورة صغيرة، تنبعت منها المياه بصوتها الذي يُشعرك براحة نفسية، فيما تحيطه حديقة واسعة، تخللتها مبانٍ إسلامية زادتها جمالاً وروعة.

 

«بيت الفاروق» أثار جدلاً في «لعبة نيوتن»

تلك المميزات التي جذبت أنظار مُخرج مسلسل «لعبة نيوتن» وجعلته يختار «بيت الفاروق» بقرية تونس بمحافظة الفيوم، لتصوير العديد من مشاهد العمل الفني الذي عُرض في رمضان المُنقضي، ذلك المنزل الذي أثار جدلاً واسعاً فور ظهوره في المسلسل كـ «فيلا» لرجل الأعمال «بدر» والذي جسده الفنان سيد رجب، حيث نال إعجاب المشاهدين الذين بدأوا رحلة من البحث عن مكان تواجد ذلك المنزل.

«الوطن» في جولة داخل بيت الفاروق

«الوطن» نظمت جولة في «بيت الفاروق»، وهو منزل الدكتور المعماري الشهير عُمّر الفاروق، الذي تخصص في العمارة الإسلامية، واشتهر بترميم العديد من المساجد القديمة في مصر أبرزها مسجد الحسين والسيدة عائشة وآخرها مسجد الحسن الشاذلي.

تحفة معمارية فنية تعيدك للعمارة الإسلامية

وقال المهندس علي الفاروق، نجل الدكتور عمر الفاروق، إنّ المنزل يبدأ بمدخل طويل وحديقة، ثم يليه المنزل الذي تم تصوير عدة لقطات في مدخله، ثم انتقل إلى التراث المُطل على ضفاف بحيرة قارون، لافتاً إلى أنّ البيت يأخذك إلى مرحلة انتقالية بين الداخل والخارج، حيث أنّ تصميم المنزل يعزل الصوت الخارجي تماماً، مُبيناً أنّه في «التراس» تم تصوير المشاهد الخاصة بحفلة رجل الأعمال «بدر»، وهذا هو أول ظهور للمنزل في المسلسل كان في الحلقة السابعة.

وأشار «علي الفاروق» في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنّ الجزء الأمامي من المنزل «الحديقة» كان فيها مشهد في نهاية المسلسل لحظة القبض على عدد من شخصيات المسلسل، بالإضافة إلى مشهد قبر ابنة بدر وحبيبته، كما شهد «التراس» أيضاً تصوير مشهد النهاية بين «مؤنس» والذي جسده الفنان محمد فرّاج خلال مواجهته لـ «حازم» والذي جسده الفنان محمد ممدوح، والتي تم تصويرها ليلاً.

وأضاف أنّ والده اختار تصميم القباب في المنزل مما جعله يصل الشخص بالعالم الروحاني عبر ارتفاع السقف نحو السماء وعدم وجود سقف مسطح، بالإضافة إلى أنّ القباب أيضاً تجعل درجة الحرارة داخل المنزل أقل بكثير من الخارج نظراً لانكسار أشعة الشمس على القباب.

مشاهد من «لعبة نيوتن» نالت إعجاب الجميع

وكشف أنّه من أكثر المشاهد التي نالت إعجابهم كانت لقطة جلوس «بدر» بداخل المنزل واستماعه لأغاني «أم كلثوم» على «الجراما فون».

والتقطت الدكتور عمر الفاروق طرف الحديث قائلاً أنّه استغرق 23 سنة لبناء ذلك المنزل موضحاً أنّه تم إنشاءه على مراحل خصوصاً بسبب وفاة الكثير من الحرفيين الذين شاركوا في بناءه خلال فترة العمل فيه.

«بيت الفاروق» منزلاً شخصياً وليس مزاراً سياحياً

وبيّن أنّ البيت هو منزله الشخصي ويعيش فيه برفقة أسرته، وليس مزاراً سياحياً، ولكنه وافق على تصوير مسلسل «لعبة نيوتن» فيه استجابة لطلب صديقه ورفيقه المهندس نبيل نعوم وهو «حمى المخرج» تامر محسن، كما أنّ المخرج مهندس معماري وكان شديد الإعجاب بالمنزل وأراد أن يُظهر جمال المعمار الإسلامي.

شروط «الفاروق» للموافقة على التصوير في بيته

وشدد على أنّه وضع شروطاً للموافقة على التصوير أبرزها وجود أحد الأشخاص من طرفه ويدعى «فرج» حتى يراقب حرص طاقم العمل الفني على البيت، ولكن المخرج وعده بإظهار المنزل بصورة جميلة وكان يحافظ على المنزل أكثر منه، مؤكداً أنّه شعر بالفخر والسعادة بسبب رد فعل المشاهدين على مشاهد المنزل ولفت نظرهم إلى عظمة العمارة الإسلامية والبيت العربي.

البيت العربي يعيش لأكثر من 1000 عام

وأوضح «الفاروق» أنّ البيت العربي يعيش لفترات طويلة تتجاوز الـ 1000 سنة ويظل كإنّه حديثاً وأكبر دليل على ذلك «بيت السحيمي» و«بيت السناري» بالمعز حيث أنّهم يظهرون كإنهم بنوا حديثاً رغم مرور مئات السنوات على إنشاءهم، لافتاً  إلى أنّه بنيّ 14 منزلاً بنفس الطريقة المعمار الإسلامي في قرية تونس بالفيوم.

وعبرّ «الفاروق» عن أمنيته بأن يرى الجميع يتجهون لبناء منازلهم بنظام العمارة الإسلامية وهي أعظم عمارة في الكون، موضحاً أنّ بداية قدومة إلى قرية «تونس» كانت برفقة صديقته إيفيلين بوري التي عاشت بالقرية منذ فترة طويلة وكانت تنام على الأرض ثم طلبت منه بناء منزل لها ومدرسة لتعليم صناعة الفخار وفرن بدائي لحرق الفخار وبالفعل بناهم، ولكنه أُعجب بالطبيعة الساحرة في القرية فاشترى قطعة أرض وبنى عليها ذلك المنزل، قائلاً أنّ «إيفيلين» يجب أن تكون «قدسية» لأنّها خلقت مجتمعاً بنفسها وجعلته مشهوراً بصناعة الفخار في جميع أنحاء العالم.

وفي ختام حديثه، أكد الفاروق أنّه تلقى طلبات كثيرة للتصوير في المنزل، بالإضافة إلى طلبات بتحويل المكان إلى مزار سياحي يتم دخوله بالتذاكر ولكنه رفض تماماً حفاظاً على بيته الشخصي، موضحاً أنّ وافق على تصوير «لعبة نيوتن» بشكل استثنائي بسبب علاقة الصداقة التي تجمعه بحمى المخرج.


مواضيع متعلقة