نصيحة أصحاب «متلازمة داون» للمواطن: خليك إيجابي واتطعّم

نصيحة أصحاب «متلازمة داون» للمواطن: خليك إيجابي واتطعّم
يتهمهم البعض بعدم الوعى وضعف الذكاء، لكن المواقف الحاسمة تثبت أنهم أكثر إيجابية ووعياً من آخرين يروجون الشائعات وينشرون الذعر ويترددون فى أخذ التطعيم ضد فيروس «كورونا». شباب وأطفال من «متلازمة داون» كانوا فى مقدمة الصفوف لتلقى التطعيم فى المراكز الصحية المختلفة، لظروفهم الصحية، حيث يعانون من نقص فى المناعة يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الفيروسية، فضلاً عن تشجيع الأسر لهم ووعيهم بمخاطر العزوف عن التطعيم. «الوطن» تواصلت مع أكثر من مصاب بـ«متلازمة داون»، ورصدت تجاربهم مع التطعيم، ومدى حماسهم لتلقى الجرعتين، إلى حد توثيق الحدث بالصورة، لتشجيع غيرهم على أخذ التطعيم مثلهم.
مريم
تواجه نقص المناعة
والقلب بـ«شكة إبرة»
منذ أن ظهر وباء «كورونا» تشعر «سناء» بخوف على ابنتها مريم نعيم، 22 سنة، لعدة أسباب؛ أولها أنها مصابة بـ«متلازمة داون»، وبالتالى مناعتها أضعف من غيرها، فضلاً عن أنها من أصحاب الأمراض المزمنة، حيث خضعت لجراحة القلب المفتوح، لذلك لم تتردد فى تسجيل اسمها لتلقى التطعيم ضد «كورونا».
«قدمت على التطعيم لى ولها، وبالفعل تلقت الجرعة الأولى من تطعيم أسترازينيكا، فى الأول من شهر مايو، ولم يحن وقت تطعيمى»، تقولها والدة «مريم»، خريجة كلية الآداب بجامعة حلوان قسم مكتبات، التى لم تتردد مطلقاً فى تلقى التطعيم، بل وكانت متحمسة له، خاصةً أنها تعمل فى شركة متخصصة فى شبكة الإنترنت، وخاضت مؤخراً تجربة التطعيم، ولكن ضد فيروس الإنفلونزا. «مريم» على درجة من الوعى، حيث ينصب عملها فى إدخال البيانات إلكترونياً، وتنتظر حالياً تلقى الجرعة الثانية من التطعيم ضد فيروس «كورونا»، والتى من المقرر أن تكون فى 24 يوليو المقبل، وبحسب والدتها: «منذ بدء جائحة كورونا تمارس عملها من المنزل أون لاين، خشية الإصابة بالعدوى الفيروسية، لذلك كانت متحمسة لأخذ التطعيم».
توجهت «مريم» إلى أحد مراكز منطقة مدينة نصر لتلقى التطعيم، وكانت تتمنى توثيق الحدث بصورة، لولا الطقس السيئ، وفقاً لوالدتها.
رشا
تشجع المترددين بصورة: «بلاش إشاعات»
سدَّت أذنيها عن الشائعات، وشعرت بحماس شديد لتلقى التطعيم هى وابنتها التى تعانى من «متلازمة داون»، وبمجرد السماح بالتسجيل على الموقع الإلكترونى، كانت فى المقدمة وسجلت اسمها وابنتها فى 28 فبراير، وتحديداً فى الـ12 بعد منتصف الليل. تحكى فوزية نصيف، والدة رشا رجائى، عن تجربة التطعيم مع ابنتها المصابة بـ«متلازمة داون»: «ابنتى الكبرى تعمل طبيبة أسنان فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتلقت التطعيم هناك، ونصحتنى على الفور بتسجيل اسمى وكذلك رشا على الموقع لتلقى التطعيم، وبالفعل تلقيت الجرعة الأولى فى 16 أبريل، ومن بعدى رشا فى 26 أبريل الماضى». فى مستشفى العجوزة تلقت الأم وابنتها التطعيم، وكانت «رشا» متحمسة له رغم ظروفها الصحية، وفوجئت بالنظام والنظافة والأخلاق العالية، من الأمن على بوابة المستشفى حتى الأطباء: «لو فيه دفتر شكر كنا كتبنا، أنا أخدت فى يوم، ورشا من بعدى وكنا فى رمضان والمعاملة جيدة جداً».
تعيب والدة «رشا» على مروجى الشائعات، ومن يترددون فى تلقى التطعيم ضد وباء «كورونا»: «تطعيم وفرته الدولة لنا مجاناً.. ليه نتأمّر؟»، مناشدة كل من مر بالتجربة تشجيع غيره على تلقى التطعيم.
لم تحدث أى مضاعفات لـ«رشا»، هو ما أكدته والدتها، مشيرة إلى أن ابنتها على وعى جيد بالفيروس والإجراءات الاحترازية، وأصرت على تصويرها أثناء تلقى الجرعة الأولى، ونشر الصورة على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، لتشجيع الآخرين على حذو حذوها.
لجين
تلقت الجرعتين بلا مضاعفات: المصل أو العدوى
«لا نملك رفاهية الاختيار، إما أن نأخذ التطعيم، أو نصاب بعدوى كورونا»، هو رأى غادة طوسون، طبيبة بيطرية، ووالدة لجين محمد، الحاصلة على ليسانس آداب جامعة حلوان، فخبرتها فى المجال الطبى ووعيها العلمى نقلتهما إلى ابنتها، المصابة بمتلازمة داون، وخاضتا معاً تجربة التطعيم مرتين، حيث تلقتا الجرعة الأولى فى الأول من أبريل، والثانية فى 16 مايو.
«والد لجين قال لى بدون مناقشة لجين هتاخد التطعيم، وأنا اتفقت مع رأيه، خاصة أننى أعمل طبيبة بيطرية، وأرى أن معظم الشائعات المتداولة عن التطعيم تأتى عن جهل، والمفروض أن يتلقى الجميع التطعيم، وإلا سيكونون عرضة للخطر».
فى مركز صحة بمنطقة 15 مايو، ذهبت «لجين» ووالدتها لتلقى التطعيم ضد «كورونا»، أخذت الجرعة الأولى، وكان من المفترض تلقى الجرعة الثانية فى 22 أبريل، وتأخرت إلى 16 مايو، حيث كانت مخالطة لحالة كورونا: «أنا ووالد وشقيق لجين أصبنا بكورونا، رغم أن كلاً منا يوجد فى مكان مختلف، ولم يصرفنا ذلك عن التطعيم، بل تلقينا بعد الشفاء بفترة تطعيم سينوفارم، وكنا متحمسين جداً، وأشجع أى شخص على عدم التردد وتلقى التطعيم، خاصة لحالات متلازمة داون: «مناعتهم ضعيفة، لابد أن يأخذوا التطعيم». وفيما يتعلق بمضاعفات ما بعد التطعيم، أكدت «غادة» أنها تكاد تكون منعدمة، خاصة بالنسبة لـ«لجين»، باستثناء الشعور ببعض «الهمدان» والرغبة فى النوم.