بعد العقوبات الأمريكية على حكومة إثيوبيا.. أهم جرائم الحرب في تيجراي

بعد العقوبات الأمريكية على حكومة إثيوبيا.. أهم جرائم الحرب في تيجراي
بعد أن وجه وزير الخارجية الامريكى أنتوني بلينكن، رسالة شديدة اللهجة لحكومة إثيوبيا إزاء أزمة إقليم تيجراي، وأعلن فرض عقوبات تشمل قيودا على المساعدات الاقتصادية والأمنية لأديس أبابا، وفرض قيود على التأشيرات للمسؤولين الإثيوبيين والإريتريين السابقين والحاليين الذين ثبت دورهم في الأزمة، ودعا المجتمع الدولي للتحرك والانضمام إلى واشنطن في الإجراءات التي اتخذن، نستعرض أهم الجرائم التي جرت في تيجراي.
قالت صحيفة التلجراف البريطانية، إن جرائم الحرب التي جرت في إقليم تيجراي تشمل مذابح واغتصاب وتجويع ما يجعل إخفاء آثارها وفظائعها أكثر صعوبة، منوهة إلى أنه على مدى الأشهر الـ6 الماضية، كان هناك تعتيم على الاتصالات في المنطقة، ما صعب وصول الباحثين في مجال حقوق الإنسان والصحفيين؛ للوقوف على تلك الجرائم في جميع أنحاء منطقة تيجراي.
اغتصاب جماعي وتطهير عرقي وتجويع
وأوضح التقرير، أنه في الوقت الذي تقاتل فيه عشرات الآلاف من قوات الجيش الوطني الإريتري والإثيوبي القوات الموالية للحكومة الإقليمية في تيجراي، تسربت المعلومات ببطء وبشكل مؤكد، وأشارت التقارير الإنسانية ومقاطع الفيديو الخاصة بالهواتف المحمولة وحسابات اللاجئين والرسائل الصحفية جميعها، إلى أن هناك المئات من عمليات القتل الجماعي، وحملة ممنهجة من الاغتصاب والتطهير العرقي والتجويع الذي يستخدم كسلاح حرب.
بابا الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية: الحكومة ترتكب إبادة جماعية ضد شعب تيجراي
وفي أوائل هذا الشهر، أظهر مقطع فيديو هرب إلى خارج البلاد، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية الأب ماتياس، يقول إن الحكومة الإثيوبية ترتكب إبادة جماعية ضد شعب تيجراي، كما أن العديد من المراقبين المستقلين الكبار باتوا يخشون الاستجابة الدولية الفاترة لأزمة تيجراي، ونقلت الصحيفة عن أليكس دو وال، أحد أبرز الخبراء الدوليين في منطقة القرن الأفريقي، قوله: «إنها جرائم ضد الإنسانية.. إنها جريمة الإبادة».
رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا: مذابح ضد المدنيين وجرائم خطيرة
وتقول رئيسة الوزراء السابقة لنيوزيلندا: هناك دليل على التطهير العرقي في غرب تيجراي، وإذا نُفِّذ بقصد القضاء على التيجرايين، فيمكن تصنيفها على أنها إبادة جماعية، مضيفة: «إذا أخذناها جميعًا، فإن الجرائم الخطيرة التي تُرتكب ضد أهالي تيجراي، بما في ذلك مذابح المدنيين من جميع الأعمار، قد تتوافق مع تعريف الإبادة الجماعية».
مقابر جماعية وقتل مدنيين
وتابعت الصحيفة أن معظم المحللين والمراسلين في مجال حقوق الإنسان اضطروا إلى التحقيق في عشرات الفظائع المبلغ عنها من مسافة بعيدة، واستدعاء المئات من الناجين على خطوط مشفرة لتأكيد الروايات، وحتى محاولة استئجار أقمار صناعية لالتقاط صور للمقابر الجماعية.
وأظهرت اللقطات التي توفرت للصحيفة البريطانية الجنود وهم يعتقلون العشرات من الشباب على قمة منحدر، يُعتقد أنهم في تيجراي في وقت سابق من هذا العام، وحصلت «التلجراف» على أول دليل فيديو لما يبدو أنه جريمة حرب ارتكبها الجيش الإثيوبي، ويمكن مشاهدة حوالي 40 جثة بملابس مدنية في مقطع الفيديو في وسط تيجراي.
وقال المصور بلا مبالاة بينما كان الجنود يمشون أمام رجل أصيب بجروح: «كان يجب أن يقتل الناجين، ويظهر أحد مقاطع الفيديو ما يبدو أنه جنود إثيوبيون يقتلون العشرات من الرجال، ثم يدفعون أجسادهم من فوق منحدر».
وفي الآونة الأخيرة، نشرت ورقة بها شهادات من أكثر من 10 شهود قالوا إن القوات الإثيوبية والإريترية انتقلت من منزل إلى آخر في منطقة تمبين بوسط تيجراي، ما أسفر عن مقتل 182 شخصًا في الأسبوع الثاني من فبراير الماضي.
وقال رجل يبلغ من العمر 26 عامًا للصحفيين عبر الهاتف في ذلك الوقت: «رأيت الجثث متناثرة، والجثث تأكلها الكلاب نصفها ولم يسمح الجنود لأي شخص بالاقتراب من الجثث»
اغتصاب جماعي ممنهج
ومع ذلك، يقول المراقبون إن مثل هذه الانتهاكات ربما تكون مجرد فقط قمة جبل الجليد؛ إذ وثق فريق من الباحثين في جامعة جينت ما يقرب من 500 حدث، يُزعم أنه أعدم فيها أشخاص أو ذبحوا، على أيدي القوات الوطنية الإريترية والإثيوبية أو رجال الميليشيات بشكل أساسي.
وبعد تقديم تقارير مكثفة عن الصراع خلال الأشهر الستة الماضية، يعتقد تسيدالي ليما، مؤسس شركة أديس ستاندرد، أن أعمال الإبادة الجماعية قد ارتكبت، قائلا: «كثير من الناس يجادلون بأنه نظرًا لأن عدد الأشخاص الذين تم ذبحهم قد لا يكون بمئات الآلاف، فإنه لا يعتبر إبادة جماعية».
في الوقت ذاته، تشير التقارير التي تم التحقق منها إلى أن مئات إن لم يكن الآلاف من النساء والفتيات يتعرضن للاغتصاب الجماعي بشكل منهجي من قبل الجنود الإريتريين والإثيوبيين، في ما يبدو أنه محاولة لتطهير سلالة التيجراي.
التجويع والإجبار على أكل ورق الأشجار
وبالإضافة إلى ذلك وردت تقارير عن إجبار سكان تيجراي على أكل أوراق الشجر، من أجل البقاء على قيد الحياة، وظهور النازحين في حالة من الهزال بمراكز الرعاية الصحية المنهوبة، ويموتون في نومهم من الجوع، كما وجدت دراسة استقصائية أن نصف جميع النساء اللائي شملهن الاستطلاع يعانين من سوء التغذية الحاد.
ودق الخبراء ناقوس الخطر قائلين: إن المجاعة تستخدم كسلاح حرب في الصراع، وأصدرت مؤسسة السلام العالمي ومقرها بوسطن تقريرًا في أبريل يفيد أن الإمدادات الغذائية قد دمرت وأن نظام الأمن الغذائي المتطور في المنطقة قد تفكك.
شكوك حول استخدام الفسفور الأبيض في إثيوبيا
وكشفت صحيفة تليجراف البريطانية عن شكوك حيال استخدام الفسفور الأبيض بحق المدنيين، وذلك بعد الاستدلال على ذلك من خلال نوعية الحروق التي أصابتهم. وقال بعض الذي استطاعوا الخروج من تيجراي أنه تم استخدام أسلحة حارقة خلال الهجوم الحكومي على الإقليم. ويحذر القانون الدولي استخدام أسلحة الفسفور الأبيض في الحروب، إذ أنه يصنف سلاح كيماوي.