«ولد بسوريا وعاش بمصر ودرس بالأزهر».. من هو عز الدين القسام؟

كتب: محمد علي حسن

«ولد بسوريا وعاش بمصر ودرس بالأزهر».. من هو عز الدين القسام؟

«ولد بسوريا وعاش بمصر ودرس بالأزهر».. من هو عز الدين القسام؟

خلال الـ11 يوما الماضية استطاعت كتائب عز الدين القسام أن تلقن الاحتلال الإسرائيلي درسا قويا، ردا على التصعيد في قطاع غزة الفلسطيني، إلى أن وافقت الحكومة الإسرائيلية على وقف إطلاق النار برعاية مصرية، بعد أن تكبدت خسائر مهولة، ولكن من هو عز الدين القسام التي ارتبطت الكتائب في غزة باسمه؟

رمزا للمقاومة ورافض للاحتلال

محمد عز الدين بن عبدالقادر القسام ولد عام 1883 في بلدة جَبَلة من أعمال اللاذقية، واشتهر باسم عز الدين القسام، وهو عالم مسلم، وداعية، وكان واحدا من رموز الانتفاضات العربية ضد تداعيات سايكس - بيكو، وخاصة تلك التي مهدت للاحتلال الصهيوني لفلسطين. 

يمكن القول إن الشهيد عز الدين القسام، الذي أصبح رمزا للمقاومة ورفض الاحتلال، كان تعبيرا عن رد فعل يمثل جيلا انكسر حلمه بقيام مملكة عربية تحت حكم الشريف حسين، وتشير الكتابات التاريخية إلى انتمائه لـ«حزب الاستقلال العربي»، درس القسام في الأزهر الشريف وتأثر كثيرا بالإمام الشيخ محمد عبده، الذي قدم رؤيته التاريخية لعملية التوليف بين قيم الحداثة الأوروبية وبين الحضارة الإسلامية، وواكب الحركة القومية الناشطة في مصر ضد بريطانيا. 

بعد عودته من مصر، وتبوئه مكانة دينية، خاض القسام غمار العمل السياسي من منطلق يمزج التربية الدينية بالهدف القومي، فقاد أول تظاهرة تأييدا لليبيين في مقاومتهم للاحتلال الإيطالي.

ثورة جبل صهيون

كما  دعم القسام «ثورة جبل صهيون» التي قادها عمر البيطار في «1919 - 1920»، فأصدرت سلطات الإنتداب الفرنسي حكما غيابيا بإعدامه.

بعد فشل الثورة انتقل عام 1921 إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم في حيفا مقرا له، هناك نشط القسام في الدعوة إلى محاربة الاستعمار البريطاني بعدما التحق بجمعية الشبان المسلمين، وأصبح رئيسا لها عام 1926. 

وبعد موجة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتسارع وتيرة الأحداث فيها عام 1935، دعا القسام بعد انتقاله إلى جنين، جميع العرب إلى التوحد لمحاربة التمدد الإسرائيلي، فكوّن خلايا سرية على درجة معتبرة من التنظيم، ترافق مع جمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة. 

وتنقل الشيخ القسام بعد قيادته الثورة ضد بريطانيا والتمدد الصهيوني بين قرى فلسطينية عدة، كان آخرها قرية الشيخ زايد التي ارتحل إليها فارا من القوات البريطانية من قرية البارد في 15/11/1935. 

وفي 19/11/1935 طوقت القوات البريطانية الشيخ القسام ومجموعته وطالبته بالاستسلام، رفض القسام ذلك واشتبك مع تلك القوات، في معركة غير متكافئة لمدة ست ساعات نشبت بين القسام ومجموعته وبين البريطانيين، أدت في نهايتها إلى استشهاده.

 وكان لاستشهاد القسام الأثر الكبير في اندلاع «الثورة الفلسطينية الكبرى» عام 1936، فكانت مرحلة ضمن مسار طويل من تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. 


مواضيع متعلقة