د. عبدالمنعم سعيد: القرار المصرى بدعم غزة يخدم استراتيجية التنمية فى الداخل

د. عبدالمنعم سعيد: القرار المصرى بدعم غزة يخدم استراتيجية التنمية فى الداخل
- "الشيوخ"
- القرار المصرى
- الأشقاء
- الاستراتيجية والتنمية
- "الشيوخ"
- القرار المصرى
- الأشقاء
- الاستراتيجية والتنمية
أشاد الدكتور عبدالمنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ، بالمبادرة المصرية لتخصيص 500 مليون دولار لإعادة الإعمار فى قطاع غزة، وقال فى حواره لـ«الوطن»، إن دور مصر فى القضية الفلسطينية أكثر من رائع، حيث تتعامل بحكمة شديدة وتحضر للمستقبل، بل هى النجم الوحيد فى الساحة حالياً، فالأطراف كلها العربية والغربية كالولايات المتحدة والدول الأوروبية تعمل من خلال القاهرة.. وإلى نص الحوار.
كيف تابعت مبادرة إعادة إعمار غزة؟
- لا يمكن إغفال الجانب الإنسانى المصرى لمبادرة الرئيس السيسى لإعادة إعمار غزة، الذى يبرز أن مصر لا تتحمل الآلام الواقعة على فلسطين، خصوصاً غزة المجاورة لمصر، وأن استمرار هذه الآلام يعنى استمرار حالة عدم الاستقرار التى قد تكون مهددة للأمن المصرى.
عضو مجلس الشيوخ: «القاهرة» تدرك تماماً أنها لا يمكن أن تكون جزيرة منعزلة عن جيرانها في فلسطين والسودان وليبيا
ولا شك أن مصر لديها استراتيجية كبيرة للتنمية بالداخل، لكنها أيضاً تخص دول الجوار الجغرافى القريب، فإذا نظرنا إلى الخريطة وما تحدثت عنه مصر خلال الأشهر القليلة الماضية، فسوف نجد أن مصر لديها خطط للتعامل مع ليبيا فى ما يخص الطاقة والكهرباء وخطط للتنمية والاستثمار وإرسال العاملين إلى ليبيا وغيرها من الجهود، حيث تعى مصر تماماً أنها لا يمكن أن تكون جزيرة منعزلة عن جيرانها، ففى السودان أيضاً لمصر خطة كبيرة لتكون ضامنة لديونه أمام صندوق النقد الدولى، وهى خطوة كبيرة ذات طبيعة سياسية واقتصادية بالغة الأهمية، حيث إن السودان بلد كبير ويقوى الجبهة المواجهة لإثيوبيا فى موضوع سد النهضة.
هل تخدم هذه الخطوات مشروع منتدى شرق البحر الأبيض المتوسط؟
- مشروع منتدى شرق البحر الأبيض المتوسط هو مشروع تنموى كبير، به فلسطين والأردن وإسرائيل، ويهتم بشكل خاص بتنمية حقول الغاز الموجودة فى ساحل غزة، وهو ما يحتاج إلى بنية أساسية اقتصادية وبنية أساسية سياسية حتى لا تحدث عقبات من داخل إسرائيل على سبيل المثال، وبالتالى هذا المشروع يدخل ضمن المنهج المصرى مع دول الجوار، ويتكامل بقوة مع عملية التنمية الجارية فى الداخل.
كيف تساعد مبادرة الرئيس القضية الفلسطينية على المستوى الدولى؟
- أى دعم اقتصادى على أرض الواقع فى فلسطين من شأنه إعطاء قدرة على الصمود لشعب فلسطين للبقاء على أرضه، هو مساعدة للقضية، لأن هناك حقيقة يجهلها الكثير من المصريين، وهى زيادة معدلات الهجرة الفلسطينية خارج فلسطين نتيجة الضغوط الإسرائيلية، والتى تعطلت مؤخراً جراء تفشى فيروس كورونا وإغلاق حدود معظم دول العالم، وبالتالى الدعم الاقتصادى يساعد الشعب الفلسطينى على الصمود.
وصفت القضية الفلسطينية بأنها (لم تمت) فى جلسة مجلس الشيوخ.. ماذا تعنى بذلك؟
- بالطبع كانت رسالة إلى الإسرائيليين، فالهدف سلام يوفر الشروط الأساسية للتعايش يقوم على المساواة الكاملة للفلسطينيين، لأن هناك مساواة سكانية بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وهى عملية ذات أبعاد سياسية، لكن الواضح أنه مثلما حدث من اختطاف للسلطة الوطنية الفلسطينية من جانب حماس، حيث تتّخذ قرار الحرب والسلام نيابة عن الشعب الفلسطينى، فإن قوى اليمين المتطرّفة فى إسرائيل تسيطر على السلطة، مستغلة التطرّف والأوضاع القائمة وتدفع نحو نكبة جديدة، لأنهم يدركون أن معركة فلسطين صمود على الأرض قبل أن تكون الاعتراف بالدولة، وبالتالى يكون الاستفزاز.
كيف يؤثر الوضع الحالى على القضية الفلسطينية؟
- ربما العشوائية فى إطلاق الصواريخ تضر القضية أكثر من إفادتها، فالجانب الإسرائيلى يعلن دائماً عن مسارات صواريخه، سواء أماكن بها قادة حماس أو بها صواريخ، إنما فلسطين لا تعلن عن أماكن السقوط، سواء قاعدة عسكرية أم مطار أم قادة أم عشوائى، مما يضر بالمدنيين، وهو ما يُخسر الفلسطينى الرأى العام العالمى، ويسمح بتلاعب إيرانى يُدخل القضية فى نفق مظلم.
والعشوائية لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تضر، لأن جزءاً أساسياً من نضال أى شعب أو حركة تحرر وطنى هو الحصول على تعاطف عالمى، وهو ما حدث فى الانتفاضة الفلسطينية فى مراحلها الأولى التى حصلت على تعاطف كاسح، لأنها سلمية وانتفاضة حجارة، وهذا التعاطف أدى إلى الضغط على إسرائيل، وأصبح لأول مرة فى التاريخ تكون سلطة فلسطينية وطنية مستقلة على أرض فلسطين، لكن إدارة الصراع كانت غير حكيمة، والسبب ظهور العناصر المسلحة ذات الطبيعة الدينية، التى تسبّبت فى الفرقة وإفساد المفاوضات، ففى صبيحة كل اتفاق لتحرير جزء من أرض فلسطين كانت تقوم عمليات مسلحة من جانب حماس تؤدى إلى الإخفاق.
حكمة مصر
دور مصر فى القضية الفلسطينية أكثر من رائع، حيث تتعامل بحكمة شديدة مع الموضوع، وتحضّر للمستقبل، بل هى النجم الوحيد على الساحة حالياً، فالأطراف كلها العربية والغربية كالولايات المتحدة والدول الأوروبية تعمل من خلال القاهرة، فهى تدفع وتضغط وتجرى وتقوم بدور دبلوماسى وسياسى كبير.