عسكريون: زيارة السيسي لروسيا تثبت أن «القرار المصرى حر» ويرفض الضغوط الخارجية

عسكريون: زيارة السيسي لروسيا تثبت أن «القرار المصرى حر» ويرفض الضغوط الخارجية
أكد خبراء عسكريون واستراتيجيون أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لروسيا، والمباحثات التى خرج بها اللقاء تنم عن زيارة ناجحة بالمقاييس الاستراتيجية، مشددين على أنها تعكس حرية قرار النظام السياسى المصرى، وسعيه للتعاون مع مختلف القوى الدولية، وقدرته على التعاون مع روسيا بعيداً عن بعض الدول الغربية التى قد تمنع استيراد بعض المنتجات من مصر إذا لم تعجبها السياسة التى تنتهجها الدولة.
وقال اللواء فؤاد فيوض، مستشار إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، إن العلاقات المصرية الروسية تزداد قوتها وترابطها فى فترة التحديات التى تواجه مصر، مؤكداً أن العلاقات بين البلدين ليست وليدة اليوم، ولكنها تتنوع فى قوتها باختلاف الظروف، فازدادت العلاقات بعد ثورة 1952، ووصلنا للحصول على صفقة الأسلحة التشيكية وقت حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وهو ما «جن جنون» الغرب وقتها، لأن مصر تخرج على الحدود المسموح لها بأن تتحرك بها، مؤكداً أن الاتحاد السوفيتى سابقاً وروسيا حالياً «تقف فى ظهر مصر فى المواقف الحرجة والحاسمة».
وأوضح «فيوض»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن زيارة الرئيس المصرى لروسيا تؤكد أن القرار المصرى حر ويرفض الخضوع لأى ضغوط أجنبية، مضيفاً: «مصر تحرص على علاقات قوية مع جميع دول العالم وتقوية علاقتها مع أصدقائها من مختلف الدول، لكن حينما يتدخل الصديق الأجنبى فى الشأن المصرى فإن القيادة السياسية والشعب المصرى يرفضون ذلك».
وتابع أن «التقارب المصرى الروسى لن يكون بأى حال من الأحوال بديلاً عن العلاقات مع أمريكا. ليست بيننا عداوة مع الإدارة الأمريكية أو شعبها، ونحرص على علاقات قوية معهم، لكن حينما يتدخلون فى شئوننا الداخلية، فإننا نرفض ذلك».
وأشار مستشار الشئون المعنوية للقوات المسلحة إلى أن مصر من الممكن أن تستفيد من الخبرات الروسية فى بعض المشاريع التى سبق أن نفذها الاتحاد السوفيتى فى مصر، خاصةً أنها بحاجة للتجديد والتقوية، مثل مصانع الحديد والصلب، والغزل والنسيج، ومجمع الحديد، فهم من صنعوها ونحن نريد تحديثها حالياً، لذا فمن الممكن التعاون فى هذا المجال. من جانبه، شدد اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، على أن لقاءات «السيسى - بوتين» حققت أهدافاً استراتيجية «غاية فى الأهمية»، موضحاً أن: «زيارة روسيا أوضحت أننا نريد التواصل مع كل القوى العظمى فى العالم وأننا لسنا رهن قوى بعينها، كما أنها تعنى أن هناك قوى عظمى تسعى للتعاون مع مصر وبنائها وليس تدميرها أو تخطيط المؤامرات لها».
وأضاف «سالم»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن الزيارة والتعاون العسكرى المشترك يؤكدان سياسة المؤسسة العسكرية فى تنويع مصادر السلاح لتكون قواتنا المسلحة مستعدة لمواجهة أية تحديات تواجهنا، خاصةً مع العقوبات والقيود على تسليح القوات المسلحة المصرية الذى هددت به الولايات المتحدة الأمريكية مع بعض الحديث من الجانب الأمريكى عن استخدام طائرات الجيش ضد الأبرياء رغم عدم صحة تلك الادعاءات.
وتابع رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية: «أيضاً التعاون المشترك مع روسيا فى مشروع تطوير محور قناة السويس سيأتى بنتائج اقتصادية جيدة، فضلاً عن التعاون فى مجال المحاصيل الزراعية وفتح الأسواق الروسية للمنتجات المصرية التى نصدرها؛ فبدلاً من تصدير المنتجات لأوروبا إذا عجبتها سياساتنا ومنعها فى حال عدم الرضا سيكون هناك تعاون مثمر مع الجانب الروسى».