رؤساء مصر والقضية الفلسطينية.. دعم دائم على مدار تاريخها

كتب: عبدالله مجدي

رؤساء مصر والقضية الفلسطينية.. دعم دائم على مدار تاريخها

رؤساء مصر والقضية الفلسطينية.. دعم دائم على مدار تاريخها

على مدار تاريخ مصر، كان الرؤساء الذين تولوا الحكم، مساندين للقضية الفلسطينية، يبذلون جهودا حثيثة، للحفاظ على حقوق الشعب الشقيق في استرداد أرضه، التي كان آخرها ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، من تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار، كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة إعمار غزة، نتيجة الأحداث الأخيرة، وتشارك الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ عملية إعادة الإعمار.

جمال عبدالناصر ومؤتمر «اللاءات الثلاث» 

القضية الفلسطينية كانت في مقدمة اهتمامات الرئيس عبدالفتاح السيسي، فدعا لعقد مؤتمر في الخرطوم عاصمة السودان، وفيه رفع شعار «لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض» مع إسرائيل، الذي سمى بمؤتمر «اللاءات الثلاث»، كذلك بذلت مصر جهودا كبيرة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني من خلال اقتراح إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية.

كما ساندت مصر في القمة العربية الثانية التي عقدت في الإسكندرية يوم الخامس من سبتمبر 1964، قرار المنظمة بإنشاء جيش للتحرير الفلسطيني، وفي عام 1969، أشرف عبدالناصر، على توقيع اتفاقية «القاهرة»، تدعيما للثورة الفلسطينية، واستمر دفاعه عن القضية إلى أن توفى عام 1970.

السادات والسلام لحل القضية

الرئيس الراحل محمد أنور السلادات، الذي أطلق عليه لقب بطل الحرب والسلام، بين المثقفين المصريين، لم يتجاهل القضية الفلسطينية بعد انتصار أكتوبر، ففي خطابه الشهير في الكنيست الإسرائيلي، طالب بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، مطالبا بالعودة الي حدود ما قبل 1967.

وفي مؤتمر القمة العربي السابع، الذي عقد 29 نوفمبر 1973 في الجزائر، أقر المؤتمر شرطين للسلام مع إسرائيل، هما انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة وفي مقدمتها القدس.

وفي أكتوبر عام 1975، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها رقم (3375)، بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية، للاشتراك في جميع المؤتمرات المتعلقة بالشرق الأوسط، بناءً على طلب تقدمت به مصر وقتها، نتيجة إعلان مصر والدول العربية أكتوبر 1974، على مناصرة حق الشعب الفلسطيني، في إقامة السلطة الوطنية المستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وكان آخر جهود السادات هو ما بادر به بدعوة الفلسطينيين والاسرائيليين للاعتراف المتبادل.

مبارك ومواقف حاسمة

طوال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، التي امتدت لـ30 عاما، شهدت العديد من الموقف الداعمة للقضية الفلسطينية، بدأت مع سحب السفير المصري من إسرائيل بعد وقوع مجزرة صبرا وشاتيلا 1982، وفي عام 1989، طرح مبارك خطته للسلام، حيث تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية طبقا لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلي.

وفي سبتمبر عام 1993، شارك الرئيس الأسبق مبارك، في توقيع اتفاق أوسلو الخاص بحق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي 2003، أيدت مصر وثيقة «جنيف» بين الإسرائيليين والفلسطينيين، باعتبارها نموذج سلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

واستمر عطاء مصر حتى مجيىء الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وعد الشعب الفلسطيني بالوقوف بجانبه، بعدما تعرضت غزة مؤخرا لحرب.

السيسي والقضية الفلسطينية

حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على دعم القضية الفلسطينية، حيث سمح كثيرا بدخول عشرات المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية، فضلاً عن السماح بدخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر، من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين، والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني.

ظلت القضية الفلسطينية، قضية مركزية بالنسبة لمصر منذ تولي الرئيس السيسي، وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار، لتجنب المزيد من العنف، وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين يدفعون ثمن مواجهات عسكرية لا ذنب لهم فيها.

كذلك لم تخل خطابات الرئيس السيسي، سواء في الأمم المتحدة أو غيرها من المؤتمرات الدولية، من القضية الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني، أو في افتتاح المشروعات القومية، ومن بينها خلال كلمته بمحافظة اسيوط خلال افتتاح احد المشروعات في مايو 2016 علي عدة محاور من بينها أن مصر ستواصل مساعيها الدؤوبة من أجل إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وضرورة التوصل لتسوية عادلة وشاملة من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة ويساهم في الحد من الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط، كذلك والحفاظ على الثوابت العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية، ودعم الفلسطينيين في خطواتهم المقبلة سواء بالمشاركة في تنفيذ المبادرة الفرنسية، أو الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي.


مواضيع متعلقة