فلسطيني يروي لـ«الوطن» مرارة فقدان زوجته و3 أطفال: خرجوا بلبس العيد ولم يعودوا

07:55 م | الأحد 16 مايو 2021

عيدهم ليس كأي عيد، فالأعياد لغيرهم ملابس جديدة ولهم أكفان، والصواريخ لغيرهم ألعاب ولهم صوت الموت ونار الدمار، الزيارات العائلية عندهم بلا عودة، أسرة شتت الاحتلال شملها، خرجت للاحتفال بالعيد، فضربت الطائرات منزلهم، لتتوفى الأسرة كاملة عدا طفل رضيع.

مذبحة بشعة عاشها مخيم الشاطئ بقطاع غزة، تلك البقعة الشاهدة على النضال في وجه الاحتلال، فقد فيها محمد الحديدي، الأب الثلاثيني، أبناءه الثلاثة وزوجته خلال قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي لأحد المنازل، نتج عنه وفاة عائلة كاملة والعديد من الأطفال، تحت أنقاض منزلهم.

خرج الأبناء بالملابس الجديدة للاحتفال بالعيد

أبناء «الحديدي» اعتادوا زيارة أقاربهم في الأعياد، وفي عيد الفطر توجه أبناؤه الثلاثة رفقة والدتهم إلى منطقة مخيم الشاطئ لزيارة أقاربهم، بعدما ارتدوا ملابسهم الجديدة للاحتفال مع بقية أطفال العائلة: «كانوا سعداء جدًا بالملابس الجديدة، وحصلوا على العيديات، وذهبوا للعب»، لكن الأب لم يكن مع أبنائه في المنزل لارتباطه ببعض الأمور.

بعد عدة ساعات من وصول أسرة الأب الثلاثيني، تفاجأ بنبأ أن المنزل قصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليتحرك مسرعًا إلى هناك للاطمئنان على أبنائه بعدما فشلت محاولات الاتصال بهم، طوال الطريق ينتفض قلبه رعبًا، يفكر في حال أبنائه وزوجته التي ارتبط بها قبل أكثر من 10 أعوام، والتي عاشت معه الأوقات الجميلة وساندته في أزماته.

المنزل تدمر بالكامل والجيران يحاولون استخراج جثث أبنائه

في طريقه إلى أسرته تمر عليه الدقائق كالساعات ولا تخلو من القلق والتوتر، وقبل أن يصل إلى منزله كانت رائحة الخراب والبارود المنطفئ تزكم الأنوف، المنزل تهدّم بأكمله ويلتف حوله السكان محاولين إخراج الجثث من تحت الركام: «الوضع كان قاسياً جداً عليّ، طيران الاحتلال قصف المنازل دون أن ينذر المدنيين للاحتماء والخروج».

لم ينجُ من المنزل الذي استشهد فيه 10 أشخاص، سوى أصغر أبناء «الحديدي»، والذي يبلغ من العمر 5 أشهر، حيث نقل إلى المستشفى وهو يعاني من كسور في أماكن متفرقة في الجسم، «عمر هو الذي تبقى لي في الحياة، الأطباء يقولون إنه سيتحسن قريبًا»، حسبما أوضح لـ«الوطن».