صانعا البهجة.. زوجان قبطيان يوزعان بالونات وشوكولاتة العيد بالفيوم

12:41 م | الأحد 16 مايو 2021

قطعة من الشيكولاتة تحتضنها وردة يفوح منها عطر رائع مغلفة كالهدية، ولُصق عليها كارت يحمل عبارة «أخي المسلم أنا بحبك»، وبالونة مطبوع عليها عبارة «كل عام وأنتم بخير»، تلك الهدية التي انتشرت في شوارع الفيوم، وكانت سبباً في رسم الابتسامة على وجوه الكثيرين من أهالي محافظة الفيوم على مدار أيام العيد، كانت أداة الزوجين القبطيين «رامي وميرا» خادمين بالكنيسة الإنجيلية، لتوصيل رسالة حب للمسلمين بالسلام بين طائفتي الشعب، خصوصاً الأطفال والبسطاء والباعة الجائلين، وازدادت سعادة الحاصلين على الهدية حينما اكتشفوا أنّ من وزّعها عليهم هما زوجان قبطيان.

ليست المرة الأولى

لم تكن تلك هي المرة الأولى لـ «رامي وميرا» حيث قاما بتوزيع فوانيس وميداليات على شكل فانوس بشوارع الفيوم مع بداية شهر رمضان الكريم، ورغم خوفهما من ردود الأفعال إلا أنّ فرحة الناس منحتهم الشجاعة لعمل شيئاً مختلفاً في العيد بتوزيع الشوكولاته مع الزهور للكبار، والبالونات للأطفال.

خادمان بالكنيسة الإنجيلية

وقال رامي ناجح، خادم بالكنيسة الإنجيلية، إنّه وزوجته يفرحان كثيراً بفرحة الآخرين، خصوصاً المسلمين الذين تربطهم بهم علاقة حب وسلام، موضحاً أنّهما يفرحان بقدوم شهر رمضان المُبارك، وأيضاً بقدوم عيد الفطر، وحينما قابلتهما ردود أفعال جيدة ودعاء جميل له هو وزوجته خلال توزيعهما الفوانيس في شهر رمضان، قررا عمل شيئ مختلف في العيد، فاستعدا بارتداء «تي شيرت» صنعاه خصيصاً لذلك اليوم، وقد كتب عليه «أخويا المسلم أنا بحبك».

تغليف الشوكولاتة بالزهور

وأشار «رامي» إلى أنّهما جلسا طوال الليل في يوم وقفة العيد، يغلفون الشوكولاتة مع الزهور، ثم نزلا إلى الشوارع مع صلاة العيد، وبدءا توزيع الزهور والبالونات على المصلين بعد أداء الصلاة من الرجال والسيدات والأطفال، مؤكدين أنّهما فرحا بها كثيراً لدرجة أنّ فرحة من حصلوا على الهدية جعلتهما يشعران بسعادة عارمة كأنهما نجحا في تحقيق حلم بعيد المنال.

فرحة وابتسامة ودعوة

وأضافت «ميرا» أنّها فوجئت بردود أفعال جميلة، حيث قبلّها الأطفال وطلبوا التقاط الصور معهما، كما دعت السيدات لهما دعوات كثيرة بالنجاح والسعادة والرزق بالذرية الصالحة، خصوصاً إحدى السيدات التي ظلت تدعي لهما وتعبر عن فرحتها بالدين المعاملة لأكثر من 5 دقائق، وقالت لهما «من النهاردة انتوا أغلى ولاد عندي».

رسالة حب قبطية للمسلمين

وأوضحت «ميرا» أنّ سبب الفكرة هو توصيل رسالة محبة للمسلمين في عيدهم بأنّ الأقباط يحبونهم ويشاركونهم سعادتهم، وبالفعل نجحوا في رسم الابتسامة على وجه كل من حصل على الهدية، مؤكدة أنّهما التقطا بعض اللقطات وقاما بصنع فيديو لمبادرتهم على أنغام «وبحتاجلك وتحتاجلي ما بينا ألف حلقة وصل وبشبهلك وتشبهلي في حب الخير وطيبة الأصل» حتى تكون ذكرى طيبة لهما، ودافعاً لمن يأتي بعدهما بتكرار تلك المبادرة الجميلة.

وبحتاجلك وتحتاجلي ذكرى للمبادرة

وأشارت إلى أنّهم مستمرون في توزيع الزهور والبالونات حتى اليوم، وأنّ اليوم سيكون نهاية مبادرتهم بانتهاء إجازة عيد الفطر المُبارك، مؤكدةً أنّهم سيستعدون لتطبيق فكرة جديدة في عيد الأضحى المُقبل.