محاولتان انتحار إحداهما ناجحة.. ماذا فعلت «العيدية» في شابين بالفيوم؟

كتب: أسماء أبو السعود

محاولتان انتحار إحداهما ناجحة.. ماذا فعلت «العيدية» في شابين بالفيوم؟

محاولتان انتحار إحداهما ناجحة.. ماذا فعلت «العيدية» في شابين بالفيوم؟

«العيدية» تلك الأموال التي قد تكون بسيطة لكنها تتسبب في فرحة كبيرة في قلوب الأطفال والكبار، لما تُدخله من بهجة وسرور، إلا أنّها كانت سببًا في تعاسة الكثيرين، ممن كانت ظروفهم المادية سيئة ولم يتمكنوا من إعطاء ذويهم «العيدية»، فكانت سببًا في انتحار شخصين، أحدهما حاول شنق نفسه إلا أنّ أسرته أنقذت حياته قبل أن يلفظ أنفاسه الأخير، والآخر ألقى بنفسه في مياه «بحر يوسف» بالفيوم ليلقى مصرعه غريقًا بعدما ضاقت به الحياة عقب رؤيته الحسرة في عيون طفليه اللذان لم يحصلا على «العيدية».

بسبب «العيدية».. شابان يتخلصان من حياتهما بالفيوم

فهنا شاب تركته خطيبته بعدما منحها «عيدية صغيرة» فاتهمته بالبُخل، قائلة له إنّها لا تستطيع أن تعيش مع رجل بخيل فألقت «دبلته» في وجهه وتركته في «العيد» ليتحول إلى «عيد تعيس» في عينيه، حيث مر بأزمة نفسية، كانت نهايتها محاولته الانتحار شنقاً إلا أنّ أسرته تمكنت من إنقاذه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وآخر جلس يبكي حُزنًا على عدم قدرته على توفير الأموال لشراء ملابس العيد لأبنائه أو حتى ليمنحهم «عيدية» ينفقوها على شراء الحلوى والمشروبات الغازية مثل رفقائهم، فألقى بنفسه في «بحر يوسف» ليلقى مصرعه غرقًا.

العيد يتحول لحزن بدلًا من الفرحة و«العيدية» السبب

وعلى الرغم من أنّ العيد دائمًا كان يوصف بأنّه «فرحة وأجمل فرحة»، إلا أنّ ثالث أيام عيد الفطر هذا العام تحوّل إلى يوم حزين في محافظة الفيوم، ليس بسبب إغلاق الشواطئ والمتنزهات العامة إثر انتشار فيروس «كورونا»، ولكن الحزن ازداد بعدما شهدت المحافظة، اليوم، واقعتي انتحار إحداهما فاشلة والأخرى ناجحة.

مصطفى شنق نفسه في غرفته بسبب «العيدية»

أقدم مصطفى ناصر عبد السلام صاحب الـ 23 عامًا، على الانتحار شنقاً مُستخدمًا «حبل» ربطه في سقف غرفته، بعدما فسخت «خطيبته» خطوبتهما، لقيامه بإعطائها «عيدية قليلة»، واتهمته بالبُخل، رافضةً أن تُكمل حياتها معه، وألقت الدبلة في وجهه، وحينما شرح لها أنّ السبب في «صغر العيدية»، مروره بضائقة مالية بعدما فقد عمله في أحد الكافيهات الشهيرة، بسبب تطبيق قرارات الإغلاق الجديدة، وتسريح عدد من العمالة، كان هو من بينهم رفضت أن تتحمل معه تلك الظروف الصعبة، فجلس يبكي في غرفته يومين حتى قرر التخلص من حياته في ثالث أيام العيد.

«رُب صدفة خير من ألف ميعاد» إنقاذ منتحر «العيدية»

«الصدفة» كانت سببًا في إنقاذ حياة «مصطفى»، حيث كانت والدته مُتجهة إلى المطبخ لإعداد وجبة الغداء، فسمعت أنينًا وصوتًا غريبًا يصدر من غرفة ابنها فدخلت للاطمئنان عليه، فوجدته مُعلقًا من رقبته في حبل يتدلى من سقف غرفته، فصرخت بشدة واستغاثت بزوجها وأبنائها اللذين تمكنوا من إنقاذ حياته، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، واتصلوا بالإسعاف التي نقلته إلى مستشفى الفيوم العام لتقديم الرعاية الطبية اللازمة له، مُطالبين بضرورة توفير طبيب نفسي له لعلاجه من الاكتئاب والحالة النفسية السيئة التي يمر بها.

«علّام» لم يتمكن من توفير «العيدية» لأبنائه فانتحر

لم يتمكن علّام محمد قرني ذو الـ 34 عامًا، أنّ يشتري لأبنائه «لبس العيد» بسبب ظروفه المادية الصعبة، ولم تُساعده الظروف ليُعطيهم «العيدية»، بسبب فقره الشديد وعدم إيجاده عمل، فكان العيد سببًا لتعاسته وحُزنه، إلا أنّ ما زاد من همومه هو رؤيته للحسرة في عيون أطفاله، وهم ينظرون لأطفال الجيران بينما يشترون الحلوى والمشروبات الغازية بملابسهم الجديدة، فلم يتمكن «الأب الحزين» من فعل شيء سوى أنّه قرر التخلص من حياته.

3 ساعات من البحث عن جثة منتحر «العيدية» بالفيوم

واستغرقت قوات الإنقاذ النهري 3 ساعات للبحث عن جثة الشاب المنتحر، لمدة ثلاث ساعات حتى عثروا على جثته، وتم نقل جثته إلى الوحدة المحلية بالساحل بقرية اللاهون التابعة لمركز الفيوم، بعدما رفضت أسرته نقله إلى مشرحة المستشفى العام، وفضلوا الحصول على تصريح دفن وشهادة وفاة من مكتب الصحة ودفنه قبل حلول المساء.


مواضيع متعلقة