ما الحكمة من زكاة الفطر؟.. علي جمعة يشرح

كتب: نرمين عفيفي

ما الحكمة من زكاة الفطر؟.. علي جمعة يشرح

ما الحكمة من زكاة الفطر؟.. علي جمعة يشرح

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنّ الله شرّع زكاة الفطر لحكم عالية، وأغراض غالية، نذكر منها التكافل الاجتماعي، وتعميق روح الإخاء الإنساني بين أفراد المجتمع المسلم، فينبغي على المسلم الذي أغناه الله من فضله ألا ينسى أخاه الفقير، وأن يسعى لتهدئة نفسه، وراحة باله من سؤال الناس في ذلك اليوم، حتى يفرح في العيد هو ومن يعول مثلما يفرح أخوه الغني، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ: «أغنوهم في هذا اليوم عن السؤال».

وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف خلال منشور له على حسابه الرسمي على فيس بوك، أنّ الدين الإسلامي حثّ على الرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يسر المسلمون بقدوم العيد عليهم، وتطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «فرض رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أنّه يشترط في المال الذي تجب فيه الزكاة عدة شروط وهي: كونه مملوكا لمعين، وكون ملكيته مطلقة، وكونه ناميًا، وكونه زائدًا عن الحاجات الأصلية، وحولان الحول، وبلوغه النصاب وهو 85 جرامًا من الذهب، وأن يسلم من وجود المانع كدين ونحوه.

والذي يهمنا شرطين وهما: النماء، وكون المال زائدًا على الحاجة الأصلية؛ حيث نص الأحناف على ذلك قال الكاساني ما نصه: (ومنها) كون المال ناميا، لأن معنى الزكاة وهو النماء لا يحصل إلا من المال النامي، ولسنا نعني به حقيقة النماء، لأن ذلك غير معتبر، وإنما نعني به كون المال معدًا للاستنماء بالتجارة، أو بالإسامة؛ لأن الإسامة سبب لحصول الدر والنسل والسمن، والتجارة سبب لحصول الربح فيقام السبب مقام المسبب، وتعلق الحكم به كالسفر مع المشقة، والنكاح مع الوطء، والنوم مع الحدث، ونحو ذلك.وإن شئت قلت: ومنها كون المال فاضلا عن الحاجة الأصلية، لأن به يتحقق الغنى ومعنى النعمة، وهو التنعم وبه، يحصل الأداء عن طيب النفس؛ إذ المال المحتاج إليه حاجة أصلية لا يكون صاحبه غنيًا عنه، ولا يكون نعمة، إذ التنعم لا يحصل بالقدر المحتاج إليه حاجة أصلية؛ لأنه من ضرورات حاجة البقاء، وقوام البدن، فكان شكره شكر نعمة البدن.  


مواضيع متعلقة