هند صبرى: "هجمة مرتدة"  يكشف حقائق موثقة لـ300 مليون عربى.. وعانيت نفسياً بسبب «كورونا»

كتب:  خالد فرج

هند صبرى: "هجمة مرتدة"  يكشف حقائق موثقة لـ300 مليون عربى.. وعانيت نفسياً بسبب «كورونا»

هند صبرى: "هجمة مرتدة"  يكشف حقائق موثقة لـ300 مليون عربى.. وعانيت نفسياً بسبب «كورونا»

رحلة فنية طويلة قطعتها الفتاة التونسية التى تعرّف عليها الجمهور المصرى فى 2001، حيث امتلكت القلوب منذ الطلة الأولى، فكانت رهان الفن الرابح بجدارة، تعلّق بها الجمهور عاماً تلو الآخر وهو يراها تزداد ثقة ونضجاً فنياً واحترافية فى الأداء حتى أصبحت تنتمى إلى مدرسة الكبار فى التمثيل، وصقلت موهبتها الخام لتكون قصة فنية تستحق أن تُروى بعنوان هند صبرى.

رفعت هند صبرى سقف التحدى هذا العام بعودتها إلى موسم الدراما الرمضانية الحالى من خلال مسلسل «هجمة مرتدة» المأخوذ عن ملف حديث من ملفات المخابرات المصرية، وفى حوارها لـ«الوطن» تكشف عن أبرز ردود الفعل التى تلقتها عن تجسيدها لشخصية «دينا أبوزيد»، وطريقة حفاظها على إيقاع أدائها مع التصوير على فترات متقطعة، ونقاط التشابه بينها وبين شخصيتها الحقيقية، وتحدثت عن مدى تخوفها من المقارنة بين مسلسلها ومسلسلى «دموع فى عيون وقحة» و«رأفت الهجان»، كما كشفت عن الأحاسيس التى تملّكتها وقت إصابتها بفيروس كورونا المستجد والكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.

كيف تابعتِ ردود الفعل إزاء تجسيدك لشخصية «دينا أبوزيد» فى «هجمة مرتدة»؟

مسلسلنا يتفرد بالإيقاع الهادئ.. ولم أتخوّف من مقارنته بـ«الهجان» و«الشوان».. و«بطّلت» أقيس نجاح أعمالي من «السوشيال ميديا»

- أشعر بسعادة غامرة جرّاء تفاعل الجمهور مع «دينا»، وتجلّت هذه الحالة واضحة بمنطقة الحسين قبل أيام، حينما كنت هناك لأفاجأ بسؤال المارة: «اتعلمتى فتح الخزن ولا لأ؟» فى إشارة منهم إلى مشاهد تدريب «دينا» على فتح الخزن استعداداً لتنفيذ مهمتها، والحقيقة أن أحداث «هجمة مرتدة» تمتاز بالإيقاع الهادئ مقارنة بباقى مسلسلات رمضان، وهو ما يجعله متفرداً فى طبيعته التى لا تعتمد على الإثارة فى كل حلقة، وإنما ترتكز على تقديم معلومات دسمة تحتاج للتركيز من مشاهديها.

ولكن الإيقاع الهادئ ربما لا يتماشى مع أهواء جمهور دراما رمضان.. أليس كذلك؟

- الجمهور دوماً ينبهر بأعمال دراما الجاسوسية، وتحديداً منذ نجاح مسلسلات «رأفت الهجان، وعيون فى دموع وقحة» وصولاً لـ«الزيبق»، حيث يتشوقون لنوعية المسلسلات المستوحاة من ملفات مخابراتية، وإذا تحدثنا عن «هجمة مرتدة» على وجه التحديد سنجده يتصدر «التريند» يومياً مع انطلاق عرض حلقاته، ومن هذا المنطلق أشعر بسعادة إزاء خوضى لهذه التجربة التليفزيونية رغم صعوبتها، والتى استغرقت ما يقرب من عام ونصف العام فى تصويرها، ولكنها فى مجملها جديدة علىّ ولم أقدّم مثلها فى سابق أعمالى.

معنى كلامك أنكِ تقيسين نجاح أعمالك من «السوشيال ميديا»؟

- ضاحكة: «بطّلت خلاص»، مواقع التواصل الاجتماعى مهمة وتُعد أداة لجس النبض، ولكنها ليست البوصلة الحقيقية فى قياس آراء الناس، نظراً لاختلاف رواد كل موقع منها عن الآخر، بمعنى أن رواد «فيس بوك» مختلفين عن أقرانهم على «تويتر» و«إنستجرام»، وبالتالى لا بد من عمل جولة شاملة على هذه المواقع لاستخلاص الآراء منها، مع العلم أن المسلسلات التى تُحدث دوياً عبر «السوشيال ميديا» ليست بالضرورة هى الأعمال الأكثر مشاهدة فى رمضان.

حافظت على مشاعر «دينا» لعدم الإضرار بسيكولوجية العميل المخابراتي.. والقوة والاستقلالية من النقاط المشتركة بيني وبينها.. والشخصية خليط من الواقع

كيف حافظتِ على إيقاع أدائك لشخصية «دينا» المليئة بالصراعات النفسية مع تصويرك لها على فترات متقطعة؟

- ما يُميز «دينا» أنها صاحبة ثبات انفعالى بحكم عملها كعميلة مخابراتية، وبالتالى تتمكّن من السيطرة على ردود فعلها وملامح وجهها تحت أى ظرف، وقد تحضّرت لها جيداً بمشاهدة مسلسلات مأخوذة عن ملفات مخابراتية من داخل مصر وخارجها، ووجدت أن العملاء يجب أن يمتازوا بالسيطرة دوماً على انفعالاتهم، وربما تظهر هذه المشاعر على هيئة جمود أو برود مثلاً، ولكن عميل المخابرات ليس بالشخصية التى تكشف عن مشاعرها، ومع ذلك فقد أضاف الكاتب باهر دويدار والمخرج أحمد علاء إطاراً نفسياً لـ«دينا»، حيث شاهدنا أحلامها وكوابيسها وقصة حبها مع «سيف العربى»، وهى النقاط التى كان يصعب ضبط إيقاعها إذا عدنا لأصل سؤالك، خاصة أن الخروج من حالة السيطرة الكاملة على المشاعر للكشف عنها بشكل حقيقى صعب للغاية، ولذلك كان لا بد من ضبط هذه المسألة دون انفعالات زائدة لعدم الإضرار بسيكولوجية العميل المخابراتى الذى يتم اختياره على أسس نفسية أولها تمكُّنه من السيطرة على انفعالاته ومشاعره مهما كانت صعوبة المواقف التى يمر بها.

وهل خضعتِ لتدريبات معينة لاكتساب سيكولوجية عميلة المخابرات المشار إليها؟

- مفيش حد درّبنى ولكنى اشتغلت بشكل فردى ووصلت لمفاتيح الشخصية مع المخرج أحمد علاء، بخلاف مشاهدتى لأعمال مخابراتية كما أوضحت سلفاً.

وما نقاط التشابه بينك وبين «دينا»؟

- الاستقلالية والقوة وحب العمل والإخلاص فيه بكل ما تعنيه الكلمة، فقد وضعته «دينا» كأولوية عن بعض تفاصيل حياتها الشخصية، ولكنها لا تشبهنى فى سيطرتها على مشاعرها، لأنى «بيبان علىّ كل حاجة بسهولة، فلما أبقى مبسوطة أو متضايقة بيبان».

ومن «دينا أبوزيد» فى واقع الحياة؟

- أعتقد أنها خليط من رجال ونساء فى نفس الوقت، وربما أن الكاتب باهر دويدار قابل مثلها أو سمع عنها.

«أبوزهرة» لم يتمالك دموعه بعد صفعي على وجهي

حدثينا عن كواليس مشهد صفعك من الفنان القدير عبدالرحمن أبوزهرة بعد سوء ظنه فى حفيدته؟

- كان مشهداً مؤثراً بما تعنيه الكلمة، لكون الجد هو أحد أبطال حرب أكتوبر، ولكنه شك فى خيانة حفيدته «دينا» لوطنها، ولذلك كانت ردة فعله تجاهها عنيفة للغاية، وقد جرى تصوير لقطة الصفعة بشكل واقعى، لدرجة أن الأستاذ عبدالرحمن لم يتمالك دموعه، وبدا عليه التأثر الشديد، والحقيقة أن هذا المشهد كان صعباً علىّ بشدة، لأننى لم أتعرّض لموقف يُشبه ما تعرضت له «دينا»، والتى كانت مُطالبة بإخفاء طبيعة عملها حتى بعد وفاتها، ولذلك كان لا بد من أدائه بطريقة معينة بحيث لا يتسم بالمبالغة فى الوقت ذاته، ولذا أعتبره من أصعب المشاهد التى صورتها فى دورى.

أشعر بسعادة حينما أتعرّض للظلم «ببقى متأكدة إن ربنا هيجيب لي حقي»

بعد تعرُّض «دينا» للظلم من جدها فى هذا المشهد.. متى شعرت هند صبرى بتعرُّضها للظلم فى حياتها؟

- أشعر بتعرُّضى للظلم فى أوقات كثيرة، وتحديداً حينما يُساء فهمى أو أجد تعمداً بذلك، وعلى الرغم من شعورى بالضيق حينها، أفرح فى الوقت ذاته، وأشعر بأن الله يساندنى «وعمر إحساسى ما خذلنى فى ده»، بل وأجد نصرة إلهية كبيرة حينما أتعرّض للظلم، ولذلك لا أرد على أى ظلم أتعرّض له دوماً، لأنى «عارفة ومتأكدة إن ربنا هو اللى هيرد».

ألا تفكرين فى الاستقلال بشخصية دينا أبوزيد من خلال فيلم أو مسلسل كما تفعلين حالياً مع «علا عبدالصبور» فى مسلسل «البحث عن علا»؟

- استمتعت بتجسيد شخصية دينا أبوزيد لأقصى درجة، لأنها حققت أمنيتى فى خوض نوعية أدوار دراما الجاسوسية، وأحب تكرار التجربة مجدداً من دون التقيد بأداء الشخصية نفسها، والحقيقة أن نوعية الأعمال المخابراتية لها رونق معين عند كل ممثلى العالم، والمختلف فى «هجمة مرتدة» أننا نتعرّض لملف مخابراتى معاصر، كما يقدم أحمد علاء ومدير التصوير عمر البدراوى صورة سينمائية أكثر منها تليفزيونية، لدرجة أنك إذا توقفت أمام أى مشهد ستجد إطاراً سينمائياً متكاملاً بإضاءة دقيقة وألوان معينة، فستجد المشاهد المصوَّرة فى شرق أوروبا بألوان معينة، وكذلك مصر والعراق... إلخ، وهذا الشغل لا أحب أن أقول عنه «شغل أمريكانى»، ولكنه عمل دقيق ورفيع المستوى يعود جزء كبير منه إلى الضخامة الإنتاجية، لأن مسلسلاً كـ«هجمة مرتدة» لم يكن من المقبول تقديمه بتكلفة إنتاجية «نص نص» مثلما نقول باللهجة الدارجة.

هل تفاجأت بكمّ المؤامرات التى حيكت ضد عالمنا العربى وكشفت عنها أحداث «هجمة مرتدة»؟

- بكل تأكيد، ولكننى قلت فى إحدى المرات قبل 4 أعوام: «كل اللى افتكرناه حقيقة مسلَّمة فى السنين اللى فاتت ماطلعش كده»، خاصة أن الأشياء تختلف الرؤية تجاهها بحسب زاوية كل شخص، فهناك أمور من المسموح لنا معرفتها، وأخرى غير مسموح، وثالثة سُمح لنا بمعرفتها بعد فترة، ولكننا كأسرة «هجمة مرتدة» كنا متشوقين لمعرفة ما وراء الأحداث التى عاشها 300 مليون عربى، حيث وجدنا تفسيراً بالأدلة والبراهين لبعض الأمور التى لم نفهمها فى حينها، ولكن المتفق عليه أن هناك رجال ظل يؤدون واجبهم على أكمل وجه رغم عدم معرفتنا بطبيعة عملهم فى أحيان كثيرة.

ألم تتخوفى من المقارنات بين «هجمة مرتدة» ومسلسلى «رأفت الهجان» و«دموع فى عيون وقحة»؟

- لم ينتبنى شعور بالخوف جرّاء هذه المسألة، لأن «هجمة مرتدة» مأخوذ عن ملف مخابراتى معاصر، وبالتالى فنحن لا نعود لفترة زمنية بعيدة، وإنما نتعرض لأحداث عاصرها الجمهور الحالى، وهى نقطة اختلاف فاصلة بيننا وبين المسلسلات المأخوذة عن ملفات قديمة، ولكنى أتمنى أن نكون قد حققنا تأثيراً كبيراً كما فعلت المسلسلات الكبيرة التى تم تقديمها فى السنوات السابقة وما زالت مترسخة فى وجدان كل مواطن مصرى وعربى.

أتابع مسلسلات «الاختيار ولعبة نيوتن ونسل الأغراب»

ما الأعمال التى تتابعينها فى الموسم الرمضانى الحالى؟

- أحرص على مشاهدة مسلسلات زملائى التى أهنئهم عليها، ومنها «الاختيار 2، ضد الكسر، نسل الأغراب، نجيب زاهى زركش، لعبة نيوتن» وغيرها من الأعمال المعروضة، فهذا الموسم ملىء بالأعمال القوية التى تكشف عن مجهود كبير مبذول فيها، كما شهد عودة عدد من الفنانين للدراما من جديد، ما خلق مساحة تلاحم بين الأجيال وبعضها البعض.

«البحث عن علا» ليس جزءاً ثانياً من «عاوزة أتجوز»

ألا تعتبرين معاودتك تجسيد شخصية علا عبدالصبور فى مسلسل «البحث عن علا» مجازفة بعد 10 أعوام على أدائك لها فى مسلسل «عاوزة أتجوز»؟

- أود توضيح أمر للجمهور غاية فى الأهمية، مفاده أن «البحث عن علا» ليس جزءاً ثانياً من «عاوزة أتجوز»، وذلك رغم تقديمنا لنفس الشخصية ولكن بشكل اجتماعى، حيث نرى التغيرات التى طرأت عليها خلال السنوات العشر الأخيرة، وأنا سعيدة بهذه التجربة ومتحمسة لها رغم خوفى منها فى الوقت نفسه، ومن المقرر عرضها عبر منصة Netflix خلال الفترة المقبلة.

كيف ترين غزو المنصات الإلكترونية لصناعة السينما والدراما التليفزيونية؟

- أراها نافذة تفتح سوقاً جديداً فى الصناعة بشكل عام، إلا أنها لن تلغى بدورها الوسائط الأخرى كالسينما والتليفزيون، ولكنها أسهمت فى انتعاش وازدهار الإنتاج، وعدم اقتصار المشهد على مسلسلات الثلاثين حلقة فحسب، حيث أصبحنا نرى أعمالاً جيدة المستوى مكونة من 6 و8 حلقات، وتُعرض فى أوقات مختلفة من العام بعيداً عن الموسم الرمضانى المكتظ بالعديد من المسلسلات

كيف تصفين فترة إصابتك بفيروس «كورونا» المستجد؟

- عشت فترة صعبة للغاية وقت إصابتى بالفيروس، وواجهت متاعب نفسية قبل أن تكون جسدية، لأن «كوفيد 19» يدفعك للتفكير المتواصل ويؤثر سلباً على الجهاز العصبى، ويبث مشاعر القلق والخوف ويضعك تحت ضغط دائم.

شعرت بالرعب على بناتي بعد إصابتهن بـ«كوفيد 19» 

..وإيماني بالله أنقذني من الإحباط في فترة العزل..ومهنة التمثيل قاسية لأنها تُعرّض حياة العاملين فيها للخطر

وما الحسابات التى قمتِ بمراجعة نفسك فيها خلال هذه الفترة من حياتك؟

- «عرفت إن كل حاجة ماسكة فى شعراية» مثلما نقول باللهجة الدارجة، فعلى الرغم من كون «كورونا» فيروس صغير لا تراه العين المجردة، إلا أنه يُفرق بين الأب وأولاده والأم وأولادها دون هوادة، وأذكر أننى كنت خائفة على بناتى بشدة بعد إصابتهن بالفيروس أيضاً، كما أن فترة العزل المنزلى وضعتنى تحت ضغوط نفسية رهيبة، نظراً لوجود متسع من الوقت أمامى لمراجعة حساباتى، والتى كان منها إدراكى أن مهنة التمثيل قاسية بشدة، لأنها تُعرّض حياة الممثلين للخطر فى الوقت الذى يسعون فيه لإسعاد جمهورهم، حيث إنها مهنة تدفعك للتضحية بوقتك وأحياناً صحتك، وها نحن فقدنا عدداً من الفنانين فى العام الماضى بسبب هذا الوباء العالمى، وهناك آخرون كان لا بد من تعافيهم منه بسرعة كى يتمكنوا من استئناف تصوير أعمالهم الفنية، وأنا كنت منهم لارتباطى بتصوير «هجمة مرتدة»، وبعيداً عن كل ذلك، فلا بد أن تكون علاقة العبد بربه قوية ومتينة كى لا يتمكن الإحباط منه.

أحرص على استخدام البخور وقراءة القرآن في رمضان

أخيراً.. ما طقوسك فى شهر رمضان؟

- أحب وجودى فى المنزل حال عدم ارتباطى بالتصوير، حيث الاهتمام بشكل مائدة الإفطار والسحور، واستخدام البخور فى المنزل وقراءة القرآن، ولكنى أفتقد لمة العائلة بسبب ظروف فيروس كورونا.

عيش وملح

تربطنى علاقة صداقة مع أحمد منذ سنوات، فما بيننا «عيش وملح» مثلما نقول باللهجة الدارجة، وكلانا سعيد بالعمل معاً فى «هجمة مرتدة»، وعلى الرغم من اعتياد كل منا تقديم مسلسل من بطولته فإن فكرة الجمع بيننا كانت جذابة للغاية، وهو اتجاه سائد فى عدد من المسلسلات المعروضة بالموسم الرمضانى، ولنا فى «الاختيار 2، ونسل الأغراب، والقاهرة كابول» خير دليل ومثال، والحقيقة أننى سعيدة بالتعاون مع كوكبة من النجوم، ومنهم هشام سليم، ماجدة زكى، صلاح عبدالله، نضال الشافعى وغيرهم.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة