العلاقات الرومانسية تصبغ دراما رمضان 2021.. ونقاد: أضافت بعداً إنسانياً جذب المشاهدين

كتب: هبة أمين

العلاقات الرومانسية تصبغ دراما رمضان 2021.. ونقاد: أضافت بعداً إنسانياً جذب المشاهدين

العلاقات الرومانسية تصبغ دراما رمضان 2021.. ونقاد: أضافت بعداً إنسانياً جذب المشاهدين

وسط صراعات الدراما الدامية، وحروب تجار المخدرات، المكائد المستمرة التى يحيكها أفراد العائلة الواحدة، والبطولات الوطنية ما بين مطاردات رجال الشرطة ومهام أجهزة المخابرات، كان الخط الرومانسى حاضراً بوضوح فى الأعمال المشاركة فى سباق الدراما الرمضانية هذا العام، حيث طغت قصص «الحبّيبة» فى الدراما، وظهرت ثنائيات حظيت باهتمام قطاع كبير من المشاهدين، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعى، بالرغم من اختلاف القضايا التى تناولتها المسلسلات.

وعلى مدار الموسم الرمضانى ارتبط الجمهور بالثنائيات الرومانسية التى تعتبر هى الأبرز خلال العام الحالى، كان أبرزها «يوسف وعاليا» أحمد مكى وأسماء أبواليزيد فى مسلسل «الاختيار2»، «رمزى ومنال» طارق لطفى وحنان مطاوع فى مسلسل «القاهرة كابول»، وفى نفس المسلسل «حسن وريم» نبيل الحلفاوى وشيرين، «سيف ودينا» أحمد عز وهند صبرى فى مسلسل «هجمة مرتدة»، بالإضافة إلى «سيف الخديوى وغزل» أحمد العوضى وياسمين عبدالعزيز فى مسلسل «اللى مالوش كبير».

وأشار النقاد إلى أن الخط الرومانسى كان حاضراً بشكل واضح فى الموسم الرمضانى هذا العام، حتى لو كان العمل الدرامى يقدم حبكة وطنية، وقصصاً خالصة لأبطال ضحوا بحياتهم دفاعاً عن الأرض والعرض وحكايات من خانوا وباعوا ولاءهم، معتبرين أن عدم إغفال العاطفة توج مثل هذه المسلسلات ببعد إنسانى مميز لم يسبق تقديمه فى عالم الدراما، وساهم فى جذب المشاهدين الذين عاشوا لحظات الضعف الإنسانى بكل تفاصيله والتفاعل معه.

قال الناقد الفنى محمود قاسم إن الرهان على قصص الحب فى الأعمال الدرامية دائماً ما يكون حصاناً رابحاً، وتعد عنصراً مشوقاً لجذب المشاهدين، خصوصاً مع المعالجة المتقنة وعدم إقحامها فى المسلسلات بدون هدف.

وأضاف «قاسم» لـ«الوطن» أن علاقات الحب والمشاعر الدافئة تثير دائماً اهتمام المشاهدين ويتعاطفون معها ويعيشون جميع مراحلها وما يحيط بهذه العلاقة من تقلبات وأزمات قد تطيح بالقصة الغرامية برمتها، مشيراً إلى أنه فى العصر الماضى كان الكاتب أسامة أنور عكاشة من أكثر المؤلفين الذين يتطرقون إلى الحب و«حرقة» المشاعر فى رواياتهم، وأنه فى الفترة الماضية عادت قصص الحب بشكل قوى ومؤثر فى الدراما.

«قاسم»: قصص الحب حصان رابح فى المسلسلات 

وأشار إلى أن التركيز على قصص الحب فى أعمال درامية مستقلة أو التطرق إليها من خلال الأعمال الوطنية، كما فى مسلسل «الاختيار2»، يعد أمراً جيداً يثرى العمل المقدم مستدلاً بعلاقة أحمد مكى وأسماء أبواليزيد، وكريم عبدالعزيز وزوجته إنجى المقدم، قائلاً: «هذه علاقات إنسانية مليئة بالمشاعر، لأن هؤلاء الضباط الذين يضحون بأرواحهم أشخاص من لحم ودم ولديهم قلب يعشق وفكرة الخوف على من يحبونهم وكيفية السيطرة على المشاعر».

وتابع: «مسلسل (القاهرة كابول) أيضاً كان به خط درامى للحب والمشاعر المرهفة، منها التى بين طارق لطفى وحنان مطاوع والأخيرة والفنان الشاب نور محمود عندما قررت تجديد حبها، كذلك ضعف رمزى الإرهابى المتطرف أمام زوجته، والحب والأحاسيس فى مثل هذا العمل الدرامى به رسالة أن الحب من الممكن أن يُنقى المشاعر الشريرة التى تسكن البعض».

وأوضح «قاسم» أن الحب فى مسلسلات رمضان لموسم 2021 به نضج ووعى وليس مجرد كلام جميل بين شباب صغير فى السن، كما كان يحدث فى الماضى، ولكن علاقات ثرية ومتشابكة وبها حبكة درامية، ومنها علاقات غير سوية تؤذى أصحابها أنفسهم، وهو ما يستقبله الجمهور بترحاب شديد ليخفف عنهم عبء الظروف الصعبة التى نعيشها بسبب تداعيات فيروس كورونا.

«اللى مالوش كبير» قدم العلاقات الرومانسية بشكل جاذب

وأشاد «قاسم» بالسيناريست عمرو محمود ياسين، مؤلف مسلسل «اللى مالوش كبير»، الذى يجيد تقديم العلاقات الرومانسية بشكل جاذب حتى لو اختلفت مع أبطالها فى بعض المواقف الدرامية «هو كاتب تربى فى بيت كله حب، والده الفنان محمود ياسين ووالدته الفنانة شهيرة وقصة حبهما التى استمرت وواجهت الكثير من المصاعب والمطبات، وعمرو نفسه يعيش قصة حب مع زوجته ويخلص لها، وبالتالى هو يعى جيداً كيف يقدم التفاصيل المتعلقة بمشاهد الحب والأُلفة على الشاشة من خلال كتابة مليئة بالمشاعر».

ومن جانبه، قال الناقد الفنى أيمن الحكيم، إن وجود علاقات رومانسية وتسليط الضوء على نماذج الحب فى أعمال درامية وطنية فى موسم رمضان الحالى يعد شيئاً مميزاً جداً، ويمنح العمل الفنى قيمة وبعداً إنسانياً أكبر وأعظم تم افتقاده منذ سنوات.

«القاهرة كابول» قدم الإرهابى العاشق للمرة الأولى

وأشار «الحكيم» إلى أن مسلسل «القاهرة كابول» الذى يتضمن قصة حب جديدة تقدم لأول مرة من خلال نبيل الحلفاوى وشيرين، وهما شخصان ناضجان متقدمان فى السن ونجحا فى التعبير عن العاطفة فى مثل هذه السن.

متابعاً: بالنسبة لى هما من أهم الثنائيات الرومانسية فى دراما رمضان وأداؤهما لافت وحضورهما قوى جداً. واستطرد «وفى مسلسل القاهرة كابول أيضاً قصة حب جديدة وأول مرة تقدم فى الدراما للإرهابى المتطرف رمزى، الذى قام بدوره الفنان طارق لطفى وابنة خاله منال، وجسدت شخصيتها الفنانة حنان مطاوع، والإشارة إلى أن هذا الإرهابى الشيطان من الممكن أن يحب ويعشق ويبحث عن حبه القديم ومن الممكن أن يضعف، وهذا نوع ومعالجة درامية لم تقدم قبل ذلك، وهذا شىء يحسب لصناع العمل سواء على مستوى الكتابة والمعالجة أو الإخراج والتمثيل».

وأضاف «الحكيم» أن ثنائيات الحب فى موسم رمضان الحالى جيدة وثرية وجاذبة للجمهور، الذى يتفاعل معهم ويعيش فرحهم ويحزن لما يلاقونه من مصاعب، كما فى الثنائى المميز فى مسلسل «الاختيار» للفنان أحمد مكى وأسماء أبواليزيد «يوسف وعاليا»، التى تحمل بعداً إنسانياً مميزاً لضابط عاشق جداً، ولكنه يخاف على حبيبته أن يتركها وحيدة بعد استشهاده، باعتباره معرضاً للموت فى أى لحظة، وهذا أيضاً نموذج حب مختلف ولم نره قبل ذلك.

واستكمل: «من الجيد أن نرى هذه النماذج الرومانسية الناضجة فى أعمال وطنية، على خط النار والحرب والمواجهة الشرسة للإرهاب هناك مكان للحب والتلاقى بين البشر، وطريقة تقديمها ومعالجتها على الشاشة من خلال بعد إنسانى جيد للغاية، خصوصاً أنها تُخفف واقع الأحداث المؤلمة التى نراها بسبب هذا الإرهاب المتعطش للدماء».

ومن أطرف القصص الرومانسية التى تطرقت إليها دراما رمضان 2021، علاقة الحب من طرف واحد من الخادم «طريف» الفنان محمد محمود، و«شيرين زركش»، التى تجسدها الفنانة أنوشكا، ضمن أحداث مسلسل «نجيب زاهى زركش»، التى وصفها أيمن الحكيم بأنها «حدوتة حب عميقة وإنسانية لأبعد الحدود، وهو من ثنائيات الحب المميزة حتى لوكانت من طرف واحد، طريف الخادم الوفى الطموح العاشق بشكل مختلف ومميز يخطف الانتباه، والمسلسل فى حد ذاته ليس به أحداث معقدة ولكنه عمل مبهج طول الوقت».

واعتبر «الحكيم» قصة حب «سيف الخديوى وغزل»، التى يقدمها أحمد العوضى وياسمين عبدالعزيز بالرغم من انتشارها على «السوشيال ميديا» فإنها فى الوقت ذاته قصة غير منطقية وبها نوع من الخيال ولا تمت للواقع بصلة، موضحاً: «فكرة حب غزل لشخص مجرم بالبلدى (قتال قُتلى) وتشعر معه بالأمان وتحبه أمر مبالغ فيه وبالنسبة لى من الثنائيات الخيالية».

ورأت الناقدة الفنية ماجدة موريس أن قصص الحب الموجودة بمسلسلات رمضان بمثابة الحد الأدنى الموجود، بخلاف الحكايات الأخرى، ولا يوجد عمل درامى «يمسك قصة حب من بابه» ولكن فى النهاية العلاقات الرومانسية موجودة بشكل ما خلال الأحداث.

ولفتت «موريس» إلى أنه بخلاف العلاقات الرومانسية المميزة فى بعض المسلسلات يطغى فى المقابل علاقات الشقاق والخلافات التى تقع بين المتزوجين أو من هم فى مرحلة الخطوبة، والغضب الكبير الذى يواجههم فى مشوار حياتهم، وفى كل الأحوال هى قصص تجذب المشاهدين.


مواضيع متعلقة