محمد المخزنجي: الصوم منحة لإبطال الشيخوخة بشرط واحد

كتب: إلهام زيدان

محمد المخزنجي: الصوم منحة لإبطال الشيخوخة بشرط واحد

محمد المخزنجي: الصوم منحة لإبطال الشيخوخة بشرط واحد

يستعرض الطبيب والكاتب محمد المخزنجي ألوانًَا من وسائل العلاج المتنوعة، والتي يعود بعضها لثقافات عريقة تصر على التمسك بهويّاتها، ومنها العلاج بالصوت، وبالنحاس الموضعي، والعلاج بالصوم وتأثير الصيام على صحة الجسم والنفس، وذلك عب كتابه «مداواة بلا أدوية»، فيقول: «من هنا وهناك ومن قرن إلى قرن ظل الصوم كطريقة علاجية تتناقله أجيال الأطباء منذ ولد الطب مع الحكمة، وحتى يجدر بالطب أن يظل مع الحكمة».

ويقدم المخزنجي آراءً طبية من ثقافات وحضارات مختلفة عن الصوم، معلقا عليها: «والصوم الطبي الذي تناقلت مشعله كل تلك الأيادي، لم يكن إلا الشكل الأقرب إلى الصوم الإسلامي، حيث لا يتم الامتناع عن أطعمة بعينها، والإقبال على أخرى، بل هو امتناع تام عن كل طعام وشراب غير الماء».

وأضاف: «يؤكد علماء وظائف الأعضاء أن الإنسان يمكنه البقاء دون طعام مدة أربعة وسبعين يوما شرط أن يتناول ما يكفيه من الماء».

ماذا يحدث للجسم عند الصوم؟

يوضح المخزنجي: «حال الامتناع عن الطعام تحدث عمليتنان أساسيتان، انتقال الجسم إلى التغذية الداخلية، اعتمادا على ما تدخره الأنسجة للحصول على الطاقة اللازمة للحصول على الحياة، والثانية وهي الأهم في الدور العلاجي للصوم، استمرار وزيادة عملية الإطراح أي تخلص الجسم من تراكمات الفضلات والسموم خاصة في الأنسجة المريضة».

الصوم وتجديد الشباب

وتابع: «لقد أشارت تجارب اثنين من علماء الفيزيولوجيا بجامعة شيكاغو، وهما الدكتوران كارلسون وكوند إلى ما يدعم حدوث التجدد، أي تأخير الشيخوخة أو تأجيل تفاقم مظاهرها، إذ تبينا أن الصوم لمدة أسبوعين يكفي لتجديد أنسجة إنسان في الأربعين، بحيث تبدو مماثلة لأنسجة شاب في السابعة عشرة من عمره».

وواصل: «المقصود هنا الصوم الطبي، مع ملاحظة أن هذا الأثر غير دائم، مما يتطلب معاودة الصوم على فترات للحصول على التجدد، وأظهرت تجارب هذين الباحثين أيضاً أن صوم 30 - 40 يوماً يزيد الاستقلاب بمعدل 5 - 6%، وحيث إن نقص الاستقلاب يعد أحد مظاهر الشيخوخة، فإن زيادته تعني بعض الشباب، أو بمعنى آخر إبطاء الشيخوخة».

ويبرر المخزنجي: «لأن صوم رمضان هو الأقرب إلى الصوم الطبي، والأكثر أماناً، وهو بالتأكيد لا يأخذ شكل الحمية بل هو تقييد للغذاء بعامه ومن ثم إنقاص واضح للسعرات الحرارية، أي أنه ينحو باتجاه السير في الدرب الوحيد المثبت علمياً لأخذ جرعة من ينبوع الشباب أو إكسيره، على مستوى الجسد، ناهيك عن مراقي الروح، بشرط، أن يظل الصوم صوماً، أي زهداً، لا بوابة للنهم كما يفعل كثيرون، بوابة يدخل منها ما يملأ البطون إلى حد التخمة، ويخرج منها ما بقي من شباب الجسد والروح».  


مواضيع متعلقة