مذبحة الفيوم.. قرض وديون ومرض نفسي والحصيلة 7 جثث

02:51 م | السبت 08 مايو 2021

زوجتان وحياة ميسورة و6 أطفال، افتعلت الزوجة الأولى مشاكل تطلقت على إثرها، ثم تزوجت من آخر تاركةً 4 أبناء لوالدهم، أصغرهم رضيع في شهره السادس، قرر الزوج الانتقال من قرية «معجون» إلى قرية «الغرق بحري»، وكلاهما بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، حيث استأجر بها شقة سكنية ومحلاً تجارياً ومخزناً، مما تسبب في تدهور حالته المادية تدريجياً، حتى تراكمت عليه الديون، قبل أن يضع نهاية مأساوية لكل ذلك بارتكاب واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية، المعروفة باسم «مذبحة الفيوم»، حيث قام بقتل زوجته، بينما كانت تعد السحور، ثم ذبح أبناءه الستة بينما كانوا يغطون في النوم، حتى أنه فصل رأس ابنته عن جسدها.

مال وبنون وزوجتين والنهاية مذبحة الفيوم

عاش «عماد أحمد عبد السلام» حياة ميسورة الحال، حيث كان يمتلك محلاً للمخبوزات، وتزوج من ابنة خالته، وأنجب منها 4 أبناء، وما أن توفيت والدتها بدأت تتحول حياتها، وازدادت مشاجراتها مع زوجها، لتحصل منه على أموال تنفق منها على أشقائها، فقرر أن يؤدبها بالزواج من زوجة ثانية، فاشتعلت الخلافات بينهما، حتى انتهت بطلاق الزوجة الأولى، التي تركت أطفالها الأربعة «أحمد ومحمد ويوسف وآلاء» مع والدهم، للتزوج هي الأخرى من رجل آخر.

الانتقال لقرية أخرى شهدت مذبحة الفيوم

لم يتحمل «عماد» زواج طليقته وأم أبنائه من آخر، فانتقل برفقة زوجته الثانية وأبنائه الأربعة من قرية «معجون» إلى قرية «الغرق بحري»، بمركز إطسا، وأنجبت زوجته الثانية «مها عبد الباسط»، ولدين «معتصم»، الذي كانت تقوم بإرضاعه برفقة ابن زوجها من زوجته الأولى، الذي تركته والدته وهو في سن 6 شهور، ثم أنجبت طفلها الثاني «بلال»، وعاشت الأسرة حياة مستقرة سعيدة، ولم يكن أحد يتوقع أن تكون نهايتهم في مذبحة، ارتكبها الزوج بصورة ماساوية.

قرض ومحل ومخزن وديون انتهت بمذبحة الفيوم

حصل «عماد» على قرض قيمته 700 ألف جنيه من أحد البنوك، لتطوير فرن المخبوزات الخاص به، كما اقترض مبالغ مالية أخرى، وقام بشراء معدات للفرن، ووقع على إيصالات أمانة، حتى تسديد المبالغ المستحقة عليه، إلا أنّ أزمة كورونا جاءت بما لا تشتهي الأنفس، حيث أغلق المحل لفترة طويلة، وتقلصت نسبة المبيعات لديه للربع، الأمر الذي كبده خسائر مالية فادحة، كما تراكم عليه إيجار الفرن والشقة والمخزن، حتى وصلت ديونه إلى أكثر من ثلاثة ملايين جنيه.

مرتكب مذبحة الفيوم: أنا مصاب بمرض نفسي

وقال «عماد»، في التحقيقات أمام النيابة العامة، إنّه أُصيب بمرض نفسي بسبب الخوف الشديد من «الديّانة»، الذين بدأوا يلاحقونه، ويطلبون منه تسديد أموالهم، وإما سيرفعون عليه قضايا بإيصالات الأمانة، ويتسببون في سجنه، فبدأ يفكر في طريقة للتخلص من تلك الورطة، وحاول الانتحار حتى تسقط القضية التي رفعها عليه البنك، لكنه خشي على أسرته من «الديّانة» أنّ يؤذوهم بعد وفاته.

مرتكب مذبحة الفيوم: افتعلت مشكلة مع زوجتي وذبحتها

وأشار «عماد» إلى أنّه افتعل مشكلة مع زوجته، خلال إعدادها وجبة السحور، واستل السكين، وحاول قتلها وقاومته، لكنه نجح في قتلها وذبحها حتى قطع حلقها، ثم دخل غرفة أبنائه، الذين كانوا نائمين، فبدأ يذبح ابنه الأكبر «أحمد»، 14 سنة، والذي قاومه ولكنه ذبحه، ثم باقي أبنائه الخمسة من الأكبر للأصغر، ولكن ابنته «آلاء» تألمت كثيراً، وكانت تئن، فلم يتحمل أنينها، ففصل رأسها عن جسدها.

مرتكب مذبحة الفيوم حاول الانتحار والأهالي منعوه

وكشف أنّه بعد انتهائه من تنفيذ جريمته، نزل متوجهاً إلى المحل الخاص به، وحاول أن يشعل النيران في نفسه وفي المحل، ولكنه فشل بسبب تدخل الأهالي، الذين تمكنوا من إخماد النيران، وأمسكوا به، فقرر تسليم نفسه للعدالة.

وكان اللواء رمزي البسيوني المُزين، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطاراً يفيد قيام فران بقتل زوجته وأطفاله الستة، وادعى قتلهم لإصابته بمرض نفسي، وتعاطيه أدوية لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري.