شيخ الأزهر: الاشتراطات الشرعية تجعل من إقامة الحدود أمر نادر الحدوث

شيخ الأزهر: الاشتراطات الشرعية تجعل من إقامة الحدود أمر نادر الحدوث
واصل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حديثه عن بعض القضايا التي تقبل الاجتهاد والتجديد، وهي القضايا المستنبطة من نصوص ليست حاسمة في الدلالة على معنى واحد كالنصوص القطعية مثل «وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة» وأمثالها مما لا يتحمل وجهًا واحدا، أما النصوص القابلة للتجديد فتسمى بالنصوص ظنية الدلالة، وهي نصوص قليلة مثل النصوص الواردة في البيع وغيره.
ولفت، إلى أن من هذه النصوص الآيات الواردة في الأمر بالعدل والشورى والمساواة، وهي قابلة للتطبيق عبر الاجتهاد على أي نظام من أنظمة الحكم ما دام يحقق مقاصد هذه الآية، ومنها النصوص التي تحقق للمسلمين حرية الحركة والتأقلم بالأنظمة الحديثة في مجال العلاقات الدولية، وهل الأصل في هذا المجال السلم أو الحرب، ومنها مجال القوانين الجنائية في غير مجال الحدود الشرعية، وإذ كان مجال الحدود الشرعية قد وُضع له من القواعد والاشتراطات الشرعية ما يجعل من إقامة الحد أمر نادر الحدوث مثل قول النبي «ادرؤوا الحدود بالشبهات».
وأضاف الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «DMC»، أن قاعدة «ادرؤوا الحدود بالشبهات» تجعل من إقامة الحد أمر بالغ الصعوبة، إذ أن كل جريمة من جرائم الحدود لا تكاد تخلو من شبهة من الشبهات تأخذ بيد القاضي إلى النزول من عقوبة الحد إلى عقوبة أخرى أقل منها، موضحًا: «وأقول مثل ذلك في مجالات الاقتصاد ومجالات الأحوال المدنية، وكل ما يثمره قانون التطور من اجتماعات وثقافات مادامت تندرج بصورة أو بأخرى تحت مقاصد الشريعة، والتي لا نمل من القول بأنها مقاصد إنسانية وأخلاقية ومصلحية تقوم على الإيمان بالله تعالى».
وتابع، أن عملية التجديد في شريعة الله تعالى صناعة علمية بالغة الدقة لا يحسنها إلا الراسخون في العالم، إذ طلب الأزهر في هذه المادة من غير المؤهلين تجنب الخوض في هذا الموضوع حتى لا يتحول إلا ما يشبه محاولة للتدمير والتبديد.