بعد أن جذب الأنظار.. نحات تمثال ممشى أهل مصر: يبرز التاريخ مع الحداثة

بعد أن جذب الأنظار.. نحات تمثال ممشى أهل مصر: يبرز التاريخ مع الحداثة
مع الكشف عن الصور الأولية لممشى أهل مصر بمنطقة كورنيش النيل بعد تطويرها، وقبل الافتتاح الرسمي له، جذب التمثال الموجود بالممشى أنظار الجميع، ونال إعجاب كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتسارعوا جميعا في إعادة نشر صور ذلك التمثال عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
التمثال صممه النحات المصري أحمد موسى، المدرس بكلية الفنون الجميلة قسم النحت، الذي كشف عن كافة كواليس هذا العمل البديع، في حديثه مع «الوطن»، موضحا في البداية أن التمثل لم ينتهِ العمل عليه بنسبة 100% حتى الآن، لافتا إلى أن هناك بعض الأعمال التي ستتم عليه وستبرر حركة اليد المرفوعة التي علق عليها البعض، بعد مشاهدته في شكله نهائي، ومن المخطط الانتهاء منه ليصبح جاهزا لافتتاح الممشى بعد عيد الفطر.
ليس أول تعاون
ولا يعد هذا التمثال، أول تعاون يجمع النحات مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث سبق وتعاونا في تأسيس النصب التذكاري للجندي المجهول بالأقصر.
وكشف «موسى»، أن ذلك كان أحد الأسباب الرئيسية، التي جلعت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تريد التعاون معه من جديد وتوكل له مهمة تصميم وتنفيذ هذا التمثال، بذلك المشروع الهام.
3 تصميمات
وقبل أن يتم التوافق بين الهيئة الهندسية، والاستشاري الفني، والنحات، على ذلك التمثال بالأخص لتنفيذه، قدم «موسى» 3 تصميمات، قبل أن يتم الاستقرار في النهاية على هذا التمثال، وهنا يشير المدرس بكلية الفنون الجميلة بقسم النحت، إلى أن فكرة تصميم التمثال مبنية على امرأة تجلس في وضع فرعوني والمياه تتساقط من يديها، موضحا هنا أنه لن يكون هناك مياه بالفعل فالتمثال ليس بنافورة، ولكن سيتم تنفيذه بطريقة توحي بأن هناك مياه بالفعل من حيث الشكل فقط.
5 شهور
ولكن لماذا امرأة وتجلس في وضع فرعوني وفي مياه تتساقط من يديها؟ يعلل النحات الأمر، بأن نهر النيل أصل مصر بالأساس، وعلى ضفافه شُيدت حضارة هذه البلد، كما أن المصريين القدماء أكثر من قدسوا مياه النيل المصري، ومن هنا جاء الوضع الفرعوني، كاشفا أن العمل استمر على هذا التمثال حوالي 5 شهور، وتتبقى بعض اللمسات الأخيرة، التي ستنفذ بعد عيد الفطر مباشرة.
3 عوامل
«التمثال اللي هيتحط في الأوبرا، مش هيبقى زي التمثال ده بالتأكيد»، بتلك الكلمات أوضح «موسى»، عن الثلاث عوامل، التي حاول مراعاتها حتى يخرج التمثال بهذا الشكل، لافتا إلى أن أول تلك العوامل كان المكان نفسه الذي سيوضع به التمثال، المعتمد على إكساب نهر النيل لمحة فنية جميلة تزيد من جماله وروعته، منبها أن العامل الثاني الذي وضعه في اعتباره هو أن هذا التمثال سيكون متاحا أمام كل الفئات المصرية باختلاف ثقافاتها ومراحلها العمرية، ولهذا حاول أن يقدم عملا فنيا يفهمه ويشعر بجماله الجميع، ويتماشى مع كل الأذواق، وليس عملا نخبويا يصلح لدار الأوبرا فقط، لا يفهمه سوى بعض المثقيفين ومتذوقي هذا النوع من الفن.
ويواصل: «أما العامل الثالث فيتمثل في أن يكون التمثال موردن، ويواكب التطور الذي يحدث بمنطقة كورنيش النيل، ويضيف له ويتناسق معه»، معربا في نهاية حديثه مع «الوطن»، بأن ينال التمثال إعجاب كل المصريين بعد أن يتم الانتهاء منه بالكامل، كما لمس هذا الإعجاب على مواقع التواصل الإجتماعي، منذ الكشف عن الصورة الأولية للتمثال.